شكوك حول نشر «متعددة الجنسيات»، بولندا تشترط تفويض الأمم المتحدة لقوة سلام بالعراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 7 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 8 مايو 2003 تحيط الشكوك حالياً بخطط نشر قوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام في العراق بعد أن أصرت بولندا، التي تعد أحد الأطراف الرئيسية المساهمة في هذه القوة على أن تنال هذه القوة تفويضاً من الأمم المتحدة للعمل بالعراق. وقالت صحيفة «الغارديان» البريطانية في عددها الصادر أمس ان الاصرار البولندي جاء على لسان وزير الخارجية البولندي ولودزيميوز سيمو سزيفيتش بعد محادثات أجراها أمس الأول من واشنطن مع نظيره الأميركي كولن باول. وقال الوزير البولندي في هذا الصدد «اننا نعتقد اننا في حاجة الى مثل هذا القرار. وفي اعتقادي انه خلال الأيام المقبلة ستكون هناك مبادرات تفسح وتمهد الطريق لصدور مثل ذلك القرار. وتقول «الغارديان» ان الولايات المتحدة تستعد لتقديم صورة شاملة لدور الأمم المتحدة في العراق الى مجلس الأمن تتضمن عملية تقسيم المسئوليات والسلطات في عراق ما بعد الحرب تمهيداً لاصدار قرار في هذا الشأن، إلا انه من المحتمل أن تلقى وجهة النظر الأميركية معارضة شديدة من قبل فرنسا وروسيا والصين. ويمكن أن يؤدي تمديد المناقشات والجدل حول اصدار مثل ذلك القرار الى تأخير نشر جانب، على الأقل، من قوة حفظ السلام في العراق. وكان من المتوقع أن تكون بولندا مساهماً رئيسياً في هذه القوة بارسال حوالي ألف و500 جندي، وقيادة لمنطقة من أربع مناطق للسيطرة والتحكم في العراق. وألمحت بعض المصادر الدبلوماسية الى امكانية ارسال هذه القوة البولندية الى ميناء أم القصر العراقي. وسوف تتمركز القوات البريطانية المشاركة في هذه القوة من البصرة لتقود لواء متعدد الجنسيات يتضمن قوات اسبانية وخليطاً من قوات من دول أميركا اللاتينية وأوروبا. ويأتي الطلب البولندي الخاص بضرورة وجود تفويض من الأمم المتحدة، لهذه القوة ليلقي بظلاله على الاجتماع الذي يعقد في لندن والذي يهدف الى التأكيد على التعهدات الخاصة بنشر القوات في المنطقة التي تسيطر عليها القوات البريطانية والتركيز على تشكيل هذا اللواء الذي ستقوده القوات البريطانية في تلك المنطقة. ومن المقرر أن تتمركز القوات الأميركية التابعة لهذه القوة في بغداد حيث ستكون بولندا مسئولة عن وسط العراق، وقد اقترح وزير الخارجية البولندي عقد اجتماع في 22 مايو في وارسو للنظر بشكل نهائي في التعهدات الخاصة بنشر القوات، ويمكن أن تكون هناك منطقة سيطرة رابعة سيجري رسمها في الشمال أو الغرب، ولكن لم يتضح بعد اسم الدولة التي ستكون مسئولة عن هذه المنطقة. وفيما تواصلت المفاوضات حول ارسال هذه القوة من واشنطن حتى أمس الأول الثلاثاء، عين الرئيس الأميركي جورج بوش رئيساً جديداً للإدارة المدنية في العراق وهو بول بريمر، الدبلوماسي السابق والخبير في مكافحة الارهاب، وسيكون بريمر مسئولاً عن غاي غارنر، مبعوث «البنتاغون» الحالي لمباشرة أعمال اعادة الاعمار والمساعدات الانسانية في العراق. وقال وزير الدفاع الاسباني فيدريكو تريلو ان ألفاً و500 من جنود بلاده سوف يشاركون في المنطقة التي ستخضع لسيطرة القوات البريطانية، والتي قام بتوصيفها باسم «المنطقة 4 جنوب». وقال وزير الخارجية البولندي انه من المفترض أن تكون جميع الدول مستعدة للتواجد في العراق بحلول الشهر الجاري. وبعد لقائه باول، حث المسئول البولندي ألمانيا والدول الأوروبية الأخرى للاسهام في اعادة اعمار العراق والمحافظة على استقراره. وأضاف في هذا الخصوص قائلاً «النجاح أو الفشل سيكون لأي منهما عواقب دولية واسعة النطاق». ونقلت الصحف الاسبانية عن مسئولين في وزارة الدفاع الاسبانية قولهم أمس الأول ان كلاً من نيكارغوا والهندراوس قد عرضتا المساهمة بقوات في اللواء الاسباني، في حال أن تتولى أسبانيا الانفاق على هذه القوات، في حين أعلنت كل من شيلي والارجنتين انهما لن تشاركا إلا في قوات تابعة للأمم المتحدة فقط. ويعكس التشكيل الغريب للقوة الذي يجري النقاش حوله الصعوبات التي تقابلها واشنطن في محاولتها لكسب دعم وتأييد لاحتلالها عراق ما بعد الحرب. وهناك القليل من دول الشرق الأوسط أبدى استعداده للمشاركة، في حين لم تعرض أي دولة اسلامية تقديم أي قوات لتشارك في هذه العملية. ومعظم الدول التي أبدت استعدادها للمشاركة هي من البلدان الفقيرة التي تسعى لتحسين ودعم علاقاتها بالولايات المتحدة ولكنها لا تقدر على تحمل نفقات ارسال هذه القوات. وقال وزير الدفاع البولندي زينسكي انه تلقى تأكيدات من نظيره الأميركي دونالد رامسفيلد على ان الولايات المتحدة سوف تعمل على جمع تبرعات من الدول والمؤسسات المانحة الدولية لتغطية تكاليف حوالي ألف و500 جندي وموظف عسكري بولندي يشاركون في القوة. وقدر المسئول البولندي هذه التكلفة ب50 مليون دولار تحتاجها هذه القوة لمدة ستة أشهر. وقال نائب وزير الدفاع البولندي غانوس زيمك ان القوات البولندية يمكن أن تظل في العراق مبدئياً لمدة عام كامل، ثم تحدث عملية مناوبة لكل ستة أشهر. وأضاف المسئول ان هذه القوة ستلعب دوراً مهماً في حماية المواقع النفطية وخطوط النقل ووسائل الاتصالات. وقد تمت بالفعل تعبئة فرقة الدفاع الكيميائي ومن المتوقع أن تغادر الى العراق قريباً. وأضاف المسئول ان 11 بلداً أوروبياً أبدت استعدادها واهتمامها بالمشاركة في هذه القوة. وقال «نحن نتلقى كذلك اشارات تفيد بأن دولاً آسيوية معينة مثل الهند وباكستان والفلبين ستكون مستعدة لارسال قوات. ومعظم المساهمين المحتملين في هذه القوة حريصون على أن يجنبوا جنودهم أي قتال. فقد نقلت صحيفة «الموندو» الاسبانية عن مسئول حكومي اسباني قوله أمس الأول، ان اسبانيا لا تريد أن تتدخل في المظاهرات. وقال المسئول «نحن نريد مشاركة هادئة بقدر الامكان». وقال مسئول أميركي كبير ان المنطقة التي ستخضع للسيطرة الأميركية سوف يرابط بها 20 ألف جندي سيكونون منفصلين عن القوات المقاتلة الموجودة بالفعل حالياً في العراق والتي يبلغ قوامها 135 ألف جندي. وقال وزير الدفاع البلغاري نيكولاي سفيناروف ان بلاده سوف ترسل 450 جندياً للعراق. غير انها شأن بولندا تريد بلغاريا من أميركا أن تمول تكلفة ارسال هذه القوات. ترجمة حاتم حسين

Email