تقرير اخباري ـ رسام قصور صدام عاد لعمله الخاص، كتائب إعدام تنتقم من جلادي النظام

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 7 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 8 مايو 2003 على الرغم من أن ليلة المذبحة التي كان كثيرون يجفلون منها لم تحدث، فإن قسما كبيرا من المقربين من صدام حسين لا يشعرون بالامان في العراق بعد سقوط زعيمهم. ولأن ملف التحقيق الرسمي فيما ارتكب النظام السابق من جرائم على مدى خمسة وعشرين عاما لم يفتح بعد، فإن عراقيين كثيرين يطبقون سرا قانون الاعدام بغير محاكمة في حق من أذاقوهم صنوف العذاب في ظل النظام السابق. يشير السكان إلى منزل في حي البلديات في بغداد، معلق عليه رايات سوداء مدون عليها أسماء أولئك الذين قتلوا. يقول طالب من المنطقة «قبل يومين قرع مسلحون باب جيراننا في الساعة السادسة صباحا. ثم دخلوا وأطلقوا النار على أسرة بأكملها». انه لا يعرف هوية هؤلاء المسلحين ولكنه يعتقد أن جيرانه كانوا يبلغون عن آخرين في عهد صدام. وها قد جاء هؤلاء الذين يدينهم ليأخذوا بثأرهم على ما يعتقد. ويشعر سلام عبد وهو رسام قصور صدام بالخوف على حياته وبالامس فقط دخل حانوته في حي الباتوين في بغداد للمرة الاولى منذ بدء الحرب. لقد رسم أكثر من 350 لوحة جدارية للرئيس السابق على مدى ربع القرن الماضي. ويقول «لا، أنني لا أخشى التعرض للمتاعب الان بسبب ذلك». غير أنه لا يلوى على شيء، ويحلق حوله في هلع. ويقف شاب كردي له عين صقر إلى جوار محله تماما. أنه يراقب المكان ويبرز من تحت قميصه بوضوح مدفع رشاش. يؤكد عبد أنه بريء ويقول «إنني لم أرتكب أي جرم ولذا بقي مع أسرتي في بغداد ولم أغادرها أبدا». يقول عبد «كل جيراننا حملوا أمتعتهم على سياراتهم واختفوا. ويضيف نحن فقط الذين بقينا هنا. الاعمار بيد الله وحده ونهاية كل حي قدر لا فكاك منه». ويعرب خليل الزهاوي وهو خطاط لا يفصل محله عن محل عبد سوى ثلاثة منازل، عن دهشته من جرأة رسام صدام حسين على العودة. ويقول «ظننت أنه سيغادر البلاد إلى الابد». ويقول مراقبون أن ثمة أموراً كثيرة في السياسة لم تسو أيضا. وتخضع المباني التي يستخدمها الحزبان الكرديان الكبيران اللذان يتزعمهما مسعود برزاني وجلال الطالباني فضلا عن المؤتمر الوطني العراقي بزعامة أحمد جلبي لحراسة مشددة. ولايزال قسم كبير من العراقيين الذين يودون الانخراط في الحياة السياسية يحجمون عن المشاركة حسبما يقول مراقبون. ويضيفون أن الاغتيالات السياسية أمر مألوف في العراق. فصدام أعدم العشرات من كبار أعضاء حزب البعث فور توليه رئاسة البلاد عام 1979. يقول مسئول مخضرم «إنني أوثر الانتظار حتى إطلاق الرصاص على أول مجموعة من السياسيين ثم أنضم إلى حزب». يقول هوشيار زيباري المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني «إن العراق بحاجة إلى لجنة مصالحة على غرار تلك التي شهدتها جنوب أفريقيا». ويضيف «ليس بمقدورنا هدم كل شيء». وتعرضت الادارة الاميركية المؤقتة بالفعل للانتقاد لقيامها بتسليم مواقع وزارية بارزة لاعضاء سابقين بحزب البعث كانوا على صلة وثيقة بنظام صدام. كما صرخ كثير من الضحايا احتجاجا على إعادة توظيف رجال شرطة من النظام القديم. وأعلنت مجموعة من الرجال الغاضبين في بلدة صغيرة تقع شمال بغداد «إننا نعرفهم جميعا وسنطردهم». إنهم فقط ينتظرون حتى يغادر الاميركيون البلاد. د.ب.أ

Email