سترو ينادي بمؤتمر عراقي على غرار «بون» الأفغاني

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس غرة صفر 1424 هـ الموافق 3 ابريل 2003 في تناقض صارخ مع الخطط الأميركية لتنصيب حاكم عسكري أميركي على العراق دعت لندن الى عقد مؤتمر لكل الفصائل والتيارات العراقية، تحت اشراف دولي لتشكيل حكومة عقب سقوط النظام العراقي، على غرار مؤتمر بون للفصائل الأفغانية الذي انبثت عنه حكومة حامد قرضاي. ونفى جاك سترو وزير الخارجية البريطاني أن تكون سوريا وإيران أهدافاً ممكنة للحرب بعد العراق. وقال سترو الذي سيلتقي مع وزيري خارجية روسيا وفرنسا في بروكسل اليوم انه يجري مفاوضات بشأن قرارات للأمم المتحدة في مرحلة ما بعد الحرب ضد العراق. وأضاف في تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية «يمكن ان يكون هناك مستشارون من دول اخرى الا انه لن يدير الحكومة العراقية اجانب. ليس هذا غرض هذا التحرك». ولم يؤكد سترو او ينفي صحة التقرير حول خطة البنتاغون لتشكيل حكومة برئاسة الجنرال الأميركي المتقاعد جان غارنر قائلا ان هناك دائما تكهنات. الا انه قال بوضوح ان ادارة العراق عاجلا أم اجلا ستكون بأيدي العراقيين بعد اسقاط الرئيس صدام حسين. وقال «ما اتفقنا عليه مع الولايات المتحدة ان ترتيبات ما بعد الحرب يتعين اقرارها بواسطة الامم المتحدة. واذا ما حدث ذلك فلابد انها ستكون محل قبول الامم المتحدة». وتابع «ما سنسعى اليه هو سلطة انتقالية عراقية تعد حكومة اكثر تمثيلا للشعب العراقي». وقال سترو ان قرار الامم المتحدة الصادر بالاجماع في الاسبوع الماضي لإعادة العمل ببرنامج النفط مقابل الغذاء الذي يعتمد عليه 60 في المئة من الشعب العراقي يظهر ان العلاقات مع الشركاء الاوروبيين في مرحلة ما بعد الحرب يمكن ان تستند على اساس قوي جديد. واضاف «اننا في مرحلة جديدة من العلاقات مع اصدقائنا في اوروبا. اننا نخوض الآن مناقشات بشأن قرارات ما بعد الحرب». وقال جاك سترو «آمل بقوة ان تلعب الامم المتحدة بعد الاطاحة بنظام صدام حسين دورا محركا لتنظيم مؤتمر يضم ممثلي كل فئات المجتمع العراقي». وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية لفرانس برس ان هذا المؤتمر «يمكن ان يكون مماثلا» لمؤتمر بون في ديسمبر 2001 الذي انبثقت عنه حكومة افغانية جديدة. وأضاف هذا المتحدث «انه امر يعتقد الوزير انه سيكون مناسبا اطلاقه. لا يوجد في الوقت الحاضر اتفاق حول هذه الفكرة كما انه ليس لدينا اي تفاصيل اضافية بخصوص موعده لأن النقاش مازال في مرحلة مبكرة». وأوضح «اننا نناقش (الفكرة) في الوقت الحاضر داخل الوزارة وسنقترحها بعد ذلك على شركائنا في مجلس الأمن الدولي. وقال سترو في كلمة القاها اثناء المؤتمر السنوي لمؤسسة (ناشري) الصحف البريطانية (نيوزبيبر سوسايتي) ان الهدف من هذا المؤتمر سيكون وضع مسئولية اتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبل العراق السياسي والاقتصادي بين ايدي الشعب العراقي». وأضاف سترو في هذه الكلمة ان هذا المؤتمر سيضم اكراد العراق وكذلك الشيعة والسنة اضافة الى مجموعات وفصائل اخرى. ونفى سترو في تصريحاته لهيئة الإذاعة البريطانية أن تكون إيران وسوريا هدفاً تالياً للعراق، مؤكداً ان بريطانيا لن تشارك في مثل هذه الحرب. وأعرب سترو عن قلقه من مثل هذه التقارير بقوله يقلقني ان كانت هذه التقارير صحيحة، وهي غير صحيحة، ولن نتبنى مثل هذا التعاطي، في إشارة الى تصريحات دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي الجمعة الماضي وتحذيره لسوريا واتهامها بتهريب أسلحة للعراق، معتبراً ذلك عملاً عدائياً محملاً سوريا المسئولية، وهو ما كرره كولن باول وزير الخارجية. وكالات

Email