نساء العراق يبكين الضحايا ويحلمن بالسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 30 محرم 1424 هـ الموافق 2 ابريل 2003 ثلاثة ايام مرت والمرأة العراقية المتشحة بالسواد جالسة في مقام السيدة زينب حفيدة النبي محمد في دمشق بعد سماعها خبر وفاة ابنها في القصف على مدينة الناصرية تقرأ آيات من القرآن. لا يبدو منها غير عينين احمرتا من أثر البكاء ووشم عربي اخضر على كفيها المخضبتين بالحناء. تتابع القراءة ثم تتوقف للحظات تقترب فيها من المقام وتمسك باحد قضبانه الفضية وتجهش بالبكاء ثم تعود الى احدى الزوايا نادبة«انا الوالدة انا الوالدة اللي راح ابنها. انا الوالدة اللي ما قدرت حتى على صدرها تضمه». بات مشهد العراقيات الحزينات مألوفا في مقام السيدة زينب بعد ان قدم اليه عدد غير محدد من العراقيين معظمهم من الشيعة من مناطق النجف والناصرية قبيل وقوع الحرب بمناسبة احياء ذكرى مقتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب شقيق السيدة زينب وحفيد الرسول في معركة كربلاء. وتقود الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا حربا على العراق تحت اسم «عملية تحرير العراق» وقتل المئات من العراقيين في الحرب التي دخلت اسبوعها الثاني وفاجأ العراقيون في مدينة الناصرية بجنوب العراق القوات الاميركية التي كانت تتوقع نصرا سريعا بصمودهم في معركة مطولة. وقالت خديجة «19 عاما» التي انهت لتوها تأدية صلاتها في القسم الخاص بالنساء في المقام «اني اصلي من اجل وطني العراق ومن اجل الشهداء جميعا.» اضافت «نحن هنا منذ حوالى شهر. يبلغ عدد الذين جاؤوا من عائلتي حوالى ثلاثة عشر نفرا نحاول ان نكلم اقرباءنا ونطمئن عنهم كلما استطعنا لكن لن نرجع الا عندما تنتهي الحرب.. لا نستطيع ان نفعل شيئا الان سوى ان نصلي هنا». وقالت امرأة عرفت عن نفسها بأم علي «الحياة لم تعد تطاق. يعني من اجل من سأصلي من اجل من او من ..من اجل اهلي الذين بقوا في العراق او اهل زوجي او من اجل اصحابي ام جيراني ام من اجل البلد كلها». تجلس بعض العراقيات في حلقات داخل المقام الواسع يهمسن بالاخبار وما سمعنه من الاصدقاء والاهل عن الاوضاع في حين ترفع اخريات ايديهن بالدعاء. ويمكن تمييزهن من لهجتهن ولهفتهن في سؤال اي امراة تدخل عما اذا كانت عراقية ليتقصين منها اخر الاخبار. وتنال العراقيات تعاطف النساء حولهن من الجنسيات الاخرى لاسيما الايرانيات اللواتي قال بعضهن بعد انهائهن صلاة الزيارة بلغة عربية فصحى انهن دعون للعراق «ليمنح الله اهله الصبر والقوة ليحاربوا الطغيان». في باحة المقام الواسعة الخارجية ينتشر المئات من الشيعة نساء ورجالا يعبرون عن حزنهم لوفاة الامام الحسين بن ابي طالب والذي قال بعضهم ان الظلم الذي لحق بامامهم قبل اكثر من الف وثلاثمئة عام يلحق بهم الان من اميركا.

Email