عرفات يوقع مرسوم تعيين أبو مازن رئيساً للوزراء

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 17 محرم 1424 هـ الموافق 20 مارس 2003 وقع ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني مرسوم تعيين محمود عباس «ابو مازن» رئيسا للوزراء وهو ما سارع الاتحاد الاوروبي، للترحيب به فيما اعتبرته واشنطن كافيا لاعلان خريطة الطريق لكنها ابقت على عدم منح ابو مازن ثقتها الكاملة في انتظار منحه صلاحيات اكثر فيما اعلنت حركة حماس رفضها التعاون مع ابو مازن. وقال مسئول فلسطيني مقرب من عرفات طلب عدم الكشف عن اسمه لرويترز «وقع عرفات صباح امس كتابا رسميا بتكليف ابو مازن «محمود عباس» بتشكيل حكومة جديدة». واضاف المسئول ان عرفات وقع على التكليف بعدما صادق الليلة قبل الماضية على القراءة الثالثة للقانون الاساسي الفلسطيني المعدل بعد استحداث منصب رئيس وزراء والصلاحيات المنوطة به. وقال نبيل ابو ردينة مستشار عرفات لرويترز «الاجراءات القانونية استوفيت لمنصب رئيس وزراء فلسطيني». وقالت الاذاعة الفلسطينية الرسمية ان عرفات اصدر مرسوما رئاسيا بتكليف عباس بتشكيل حكومة جديدة. وامام عباس خمسة اسابيع كحد اقصى لتشكيل حكومة جديدة ومن صلاحياته الابقاء على التشكيل الحالي او تعيين وزراء جدد. وقد صدق المجلس التشريعي الفلسطيني على استحداث المنصب الجديد بعد ان رفض محاولة من عرفات للاحتفاظ بسلطات قد تعوق الاصلاحات التي يطالب بها وسطاء السلام لكن المجلس ترك له القرار الاخير في شئون الامن وعملية السلام. وقلص قرار المجلس التشريعي هيمنة عرفات السياسية وجرده من سلطة اقرار تعيين الوزراء الذين سيعملون تحت رئاسة رئيس الوزراء الجديد. وقال مستشار عرفات نبيل ابو ردينة ان امين عام رئاسة السلطة الطيب عبدالرحيم نقل الى عباس اقتراح تولي المنصب. وقال ابو ردينة ان عبدالرحيم اتصل امس بابو مازن من قبل عرفات «ليطلب منه رسميا تولي منصب رئيس الوزراء»، من دون ان يوضح ما كان جواب ابو مازن. وسارع ميغيل موراتينوس مبعوث السلام الاوروبي للترحيب بذلك عبر تصريح عقب لقائه عرفات الليلة قبل الماضية. وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية وفا أن الجانبين ناقشا آخر تطورات الوضع في المنطقة بعد الاستعدادات العسكرية بقيادة الولايات المتحدة لشن حرب على العراق، كما ناقشا الاصلاحات في السلطة الفلسطينية. وقال موراتينوس عن تعيين رئيس الوزراء «هذا إنجاز عظيم». وأضاف «حضرت إلى هنا لاهنئ الرئيس ياسر عرفات على الاسلوب الديمقراطي في تعيين رئيس للوزراء». وأضاف أن عرفات أخبره بأن جميع الخطوات القانونية لتعيين أبو مازن تمت. كما رحب خافيير سولانا الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي الاربعاء باختيار (ابو مازن). واعلن سولانا في بيان «ارحب بقرار الرئيس ياسر عرفات الذي كلف بموافقة المجلس التشريعي الفلسطيني محمود عباس تولي منصب رئيس وزراء السلطة الفلسطينية». وقال سولانا ان هذا القرار «يدل على ارادة الفلسطينيين الصادقة المضي قدما في عملية الاصلاحات الضرورية في خدمة الشعب والمصالح الفلسطينية مثل السلام في المنطقة». وخلص سولانا الى القول «حان الوقت لان تستأنف اسرائيل والسلطة الفلسطينية الحوار الرسمي والبناء». الى ذلك قالت حكومة الرئيس الاميركي جورج بوش الثلاثاء ان منصب رئيس الوزراء الفلسطيني الذي انشيء حديثا لبى الرط الاساسي لاعلان «خريطة الطريق» التي طال انتظارها للسلام في الشرق الاوسط لكن واشنطن كانت تتمنى ان يكون للمنصب سلطات اكبر. وردا على سؤال هل المنصب الذي انشيء حديثا يلبي معيار «السلطة الحقيقية» قال مسوءول رفيع بوزارة الخارجية «نعم». وقال المسئول ان الولايات المتحدة تنتظر ترشيح رئيس الوزراء الجديد وتثبيته في منصبه قبل اعلان خريطة الطريق. واضاف المسئول الذي طلب عدم الافصاح عن اسمه ان معيار «السلطة الحقيقية قد لبي والان سيكون لدينا رئيس للوزراء.» وكان كولن باول وزير الخارجية الاميركي قال الليلة قبل الماضية «لقد اثاروا اعجابي... فقد تصدوا لبعض رغبات رئيس المنظمة عرفات في ان يقر تعيين رئيس الوزراء مما يجعله صنيعة له لا للمجلس التشريعي. بدا يصبح من الواضح انهم يريدون ان يكون لرئيس الوزراء صلاحياته.» الا ان احتفاظ عرفات بالسيطرة النهائية على شئون الامن وعملية السلام قد يتعارض مع خريطة الطريق التي وضعتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة في اطار ما يسمى «رباعي» الوساطة. وقال باول «شعرنا بخيبة الامل في قيادة الرئيس عرفات وقد قلنا ذلك بوضوح.» واضاف «وكانت اكبر خيبة امل في مجال الامن اي انهاء العنف ولذا فهناك خيبة امل في ان هذه المهمة ستبقى على ما يبدو كلية في يدي رئيس المنظمة عرفات». وقال «اما وقد قلنا ان لدينا الان رئيس للوزراء يتمتع بسلطة منحه اياها المجلس التشريعي فسنرى الان كيف ستستخدم هذه السلطة». وقال مسئول اميركي رفيع ان واشنطن تحجب عن عمد منح تاييد كامل لمنصب رئيس الوزراء الجديد في الوقت الراهن لانها مازالت تحاول اقناع الفلسطينيين بان من يتم تعيينه يجب ان يكون قادرا على ممارسة سلطة حقيقية. وقال المسئول الذي طلب الا ينشر اسمه «نحن نحاول ان نجعل الفلسطينيين يفهمون مدى اهمية ان يكون هذا الفتى قادرا على تولي سلطته الحقيقية. انه كاف لنا للتحرك قدما على خارطة الطريق لكننا لم نصل الى النقطة التي نريد فيها اعطاءه تاييدا شاملا.» من جانبها، انتقدت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) استحداث منصب رئيس الوزراء. وقال عبد العزيز الرنتيسي المتحدث باسم الحركة وأحد قادتها البارزين في قطاع غزة أن «استحداث منصب رئيس الوزراء هو ثمرة من ثمرات الضغط الاميركي الصهيوني وهو جزء من مخطط يهدف لوقف المقاومة ووأدها». وقال الرنتيسي في تصريحات للصحفيين «إننا لا يمكن أن نقبل بالاملاءات الاميركية لان وقف الانتفاضة هو منهج مرفوض». وحول إمكانية أن تتعاون حماس من خلال التهدئة لانجاح مهمة رئيس الوزراء ، قال «إن استحداث هذا المنصب هو جزء من خريطة الطريق والتي تطالب بوقف المقاومة واعتقال المجاهدين وجمع الاسلحة». وأضاف الرنتيسي «وكأنكم تسألون هل توافق على أن نزج بكم بالسجون ونجردكم من كل شيء فالجواب لا».وكالات

Email