شارون يسعى لنسفها برفض استئناف المفاوضات في ظل النار، السلطة تطالب «الخريطة الأميركية» بجدول زمني ورقابة دولية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنين 22 شعبان 1423 هـ الموافق 28 أكتوبر 2002 فيما يعكف الفلسطينيون على بلورة ردهم على «خريطة الطرق» الأميركية لغاية عدم التدخل في شئونهم الداخلية واستبعاد مطلب رئيس الوزراء وتثبيت رقابة اللجنة الرباعية على تنفيذ الخطة هذه والجدول الزمني الواضح كشفت مصادر عبرية عن ان ارييل شارون رئيس وزراء دولة الاحتلال يعكف على نسف الخطة بالاصرار على وقف الانتفاضة تماماً قبل البدء بأية مفاوضات. وطالب فاروق قدومى رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بضرورة عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب لتأكيد أهمية مبادرة السلام التى أقرتها القمة العربية ببيروت وقبلت بها الولايات المتحدة الاميركية وروسيا و أوروبا «فانه من الضرورى تقديمها الى مجلس الأمن الدولى لكى تكرس كقاعدة للبحث عن تطبيع عادل فى الشرق الأوسط» . ودعا قدومي «في تصريحات صحفية عقب المحادثات التى أجراها مع عبدالعزيز بلخادم وزير الخارجية الجزائرى البلدان العربية الى اتخاذ « موقف داعم للمقاومة الفلسطينية ومساند لها بصفتها الوسيلة الوحيدة ضد الارهاب الاسرائيلى الذى يهدف الى ابادة الشعب الفلسطينى فى الأراضى المحتلة. وذكرت مصادر فلسطينية ان ثمة اربع ملاحظات فلسطينية على «خريطة الطرق» الاميركية، اولها: التأكيد على ان النظام الانتخابي الفلسطيني هو شأن فلسطيني داخلي يتوجب احترامه من جميع الاطراف وعدم التدخل فيه وذلك في رد على بند في الخارطة نص على اجراء الانتخابات التشريعية دون الاشارة إلى الانتخابات الرئاسية وبند اخر ينص على تعيين رئيس وزراء. كما وتشير الملاحظات الفلسطينية الى الحاجة لنشر مراقبين دوليين على الارض لكي يكون بالامكان التأكد من تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وذلك في المرحلة الاولى من مراحل الخطة الثلاث حيث لا تنص الخطة الأميركية على نشر المراقبين في المرحلة الاولى وتأمين الانسحاب الاسرائيلي من المناطق التي اعيد احتلالها قبل الانتخابات لكي يكون بالامكان اجراء انتخابات حرة ونزيهة بعيداً عن التأثيرات الاسرائيلية. اما النقطة الثالثة فهي التأكيد على وقف جميع النشاطات الاستيطانية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية والغاء جميع الاجراءات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية في مدينة القدس في المرحلة الاولى من المراحل الثلاث حيث يشمل التجميد وقف المشروع الاستيطاني المسمى الجدار الامني ووقف مخططات الاستيطان حول مدينة القدس. وفي الملاحظة الاخيرة يشير الفلسطينيون الى آلية الانتقال من مرحلة إلى اخرى من مراحل الحل الثالث حيث يتوجب التأكيد على استبعاد مبدأ الاشتراطية واعتماد آلية فاعلة تشرف عليها وتنفذها اللجنة الرباعية الدولية. أما صحيفة «هآرتس» العبرية فقد ذكرت ان الفلسطينيين يطالبون بأن تتضمن الخريطة جدولاً زمنياً ملزماً وليس اطاراً مرناً للمفاوضات حول الدولة الفلسطينية. والرد الفلسطيني على الخارطة سيشمل: مطلب بانسحاب اسرائيلي كامل إلى مواقع ما قبل الانتفاضة، التأكيد على وقف المستوطنات في بداية المسيرة، تقديم موعد المؤتمر الدولي، المطالبة بصياغة البنود المتعلقة بادخال مراقبين دوليين على نحو ملزم. وكشفت الصحيفة نفسها ان شارون يخطط لنسف الخريطة هذه برفض بدء المفاوضات في ظل اطلاق النار ويفضل التمسك بخطاب جورج بوش الرئيس الأميركي الذي نص على ذلك واكدت الصحيفة ان شارون يعتقد أن الخطة الاميركية تضع خطة السلام السعودية والتي تبنتها القمة العربية في بيروت في سلة القرارات الدولية التي تشكل سندا لاتفاق سلام اسرائيلي ـ فلسطيني مشيرة الى ان شارون يرى أن الخطة السعودية لم تحظ بأية مكانة دولية وهي تعبير عن موقف الطرف العربي في الصراع وتدعو الى تطبيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين وهو ما ترفضه اسرائيل تماما. وتخلص الصحيفة الى القول ان شارون يسعى لازاحة خارطة الطريق عن جدول الاعمال الدولي بحيث تواجه نفس المصير الذي واجهته خطط ميتشيل وتينيت وزيني معتبرة ان هم شارون الوحيد ليس السلام بل فرض الاستسلام والتركيع على الفلسطينيين. رام الله ـ أدهم حافظ:

Email