اسرائيل تعتبر استخدامه سابقة وتشيد بنجاح التجربة، روسيا ترفض كشف الغاز وتحظر على جرحى مجزرة المسرح

الاثنين 22 شعبان 1423 هـ الموافق 28 أكتوبر 2002 فيما كانت احدى الناجيات من مجزرة المسرح الروسي تروي اللحظات الأخيرة قبل اقتحام القوات الروسية المسرح وقتل الخاطفين الشيشان، تجمهر أهالي الناجين أمام المستشفيات من دون التمكن من رؤيتهم، حيث أفيد عن وفاة فتاة على ما يبدو جراء الغاز المستخدم في الاقتحام والذي رفضت موسكو الكشف عنه، فيما اعتبرته اسرائيل سبقاً يشجعها على البحث في استخدامه. وروت مراسلة وكالة «انترفاكس» التي كانت بين رهائن مسرح موسكو مساء امس الأول تفاصيل الاحداث التي سبقت بدء هجوم القوات الروسية والتي بدأت مع مجيء رجل من الخارج تمكن من الدخول الى القاعة قائلا انه يبحث عن ابنه. وتتطابق افادة اولغا تشيرنياك مع المعلومات التي تم تلقيها قبل الهجوم حول اصابة رهينتين ومقتل اثنين. وروت «لقد قالوا لنا ان كل شيء ملغم، المداخل والمخارج، دخل رجل الى القاعة التي كان يحتجز فيها الرهائن. كان ملطخا بالدم وقال انه يبحث عن ابنه. واعتقد انه هو الذي قتل. لقد قال انه تمكن من خرق الطوق الامني وانه كان يبحث عن ابنه». واضافت ان محتجزي الرهائن «بدأوا بالصراخ (اشر لنا الى ابنك فليقف)، لكن لم يعثر عليه. لقد حاولنا حمايته عبر القول لهم انه قد يكون تم الافراج عن ابنه، قاموا بضربه بقوة واخرجوه من القاعة واعتقدنا انذاك انهم قتلوه». وتابعت «اصيب شاب كان في الصفوف الخلفية للمسرح بنوبة عصبية وقام برمي زجاجة ثم بدأ بالركض عبر المقاعد في اتجاه المخرج صارخا (امي لم اعد اعرف ما افعل)، اطلقوا النار عليه لكنهم اصابوا رهينتين اخريين كانا جالسين بهدوء في مقاعدهما. واصيب شاب برصاصة في عينه، وكان ينزف بشدة». وقالت «واصيبت شابة اخرى على ما يبدو برصاصة في جنبها. وكانوا يحاولون تهدئتنا قائلين ان كل شيء سيسير على ما يرام. لكن الناس كانوا يصرخون (انه ينزف بشدة انقذوه) فردوا (محتجزو الرهائن)، (لقد اتفقنا مع سلطاتكم، وسيقدمون المساعدة)». وتابعت روايتها قائلة «حين شممنا رائحة الغاز ادركنا ان الهجوم سيبدأ. وبعد ذلك لم اعد اذكر شيئا، لقد استعدت وعيي في المستشفى». وافادت صحيفة «غازيتا.رو» على الانترنت أمس نقلا عن وزارة الخارجية الكازاخستانية ان فتاة كازاخستانية في الثالثة عشرة من العمر كانت بين رهائن مسرح موسكو توفيت في المستشفى. ولم توضح الصحيفة اسباب وفاة الكسندرا ليتياغا التي كانت في المسرح مع والدتها الموجودة في المستشفى في حالة خطرة كما افادت سفارة كازاخستان. وأحجمت السلطات الروسية حتى الآن عن كشف النقاب عن نوعية الغاز الذى استخدمته قواتها الخاصة فى عملية الاقتحام. وذكر تليفزيون «بى بى سى» البريطانى أن غالبية الرهائن الناجين ويقدر عددهم بالمئات يعالجون فى مستشفيات موسكو من التسمم عقب استنشاق الغاز الذى اطلقته القوات الروسية الخاصة فى مستهل عملية اقتحام المسرح. وأشارت الشبكة الى أن ثمة غضب متزايد من أن السلطات الروسية لا تريد الكشف عن نوعية الغاز الذى تسبب فى قتل عدد من الرهائن ولايزال البعض الآخر يعانى من صعوبات صحية بالغة. ووقف أقارب المصابين الغاضبين خارج أحد اكبر مستشفيات العاصمة موسكو حيث لم تسمح لهم السلطات بالدخول لرؤية ذويهم بعد اكثر من 24 ساعة على اطلاق سراحهم. وأوضحت «بى بى سى» أن غرف وأروقة المستشفى ازدحمت بما يربو على 500 مصاب من بينهم اجانب من بريطانيا والمانيا والولايات المتحدة لايزالون يتلقون العلاج. إلى ذلك نقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية أمس عن الفريق أساف حيفتس المفتش العام للشرطة الاسرائيلية السابق وقائد وحدة «محاربة الارهاب»، ان «العملية الروسية لتحرير الرهائن تبدو لي نجاحاً نسبياً». وأضاف حيفتس: «من اطلاعي السطحي على عمليات الكوماندوز الروسي، فإنني أرى أن هذه العملية كانت جميلة وجيدة. نحن نتحدث عن عملية سيطر من خلالها 50 إرهابيًا على ألف مواطن. لا يوجد حادث مشابه في تاريخ محاربة الإرهاب، حسب رأيي، يجب بذل كافة الجهود من أجل عدم استخدام القوة في حوادث كهذا، ولكن إذا تم اتخاذ قرار بالسيطرة على المختطِفين، فيمكن اعتبار النتيجة نجاحًا نسبيًا». وحول استعمال الغاز المخدر خلال العملية، قال حيفتس إنه سابقة ولم يستعمل مثل هذا الغاز في إسرائيل من قبل، وأضاف: «كان لنا أفكار مشابهة في الماضي، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام الغاز بهذه الطريقة، إن استعمال الغاز يمكن أن يعطي المختطِفين وقتا للرد وهذه مشكلة، يجب فحص فيما إذا ساعد الغاز في عملية الاقتحام والسيطرة أو أنه دفع المختطِفين الى الرد وقتل الرهائن». القدس ـ «البيان»: موسكو ـ الوكالات: