البشير في تصريحات من سويسرا: اتفهم احباط القيادة الليبية من الوضع العربي، قرار الكونغرس يشجع استمرار حرب الجنوب

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 21 شعبان 1423 هـ الموافق 27 أكتوبر 2002 اعلن عمر حسن البشير الرئيس السوداني انه يتفهم قرار ليبيا الأخير باعتزام الانسحاب من جامعة الدول العربية قائلاً ان «الوضع العربي محبط بشكل عام». ولكن البشير الذي كان يتحدث في لقاء مع «بي بي سي» اعرب عن ضرورة القيام بتحركات إيجابية في ظل الظروف الحالية لتدارك ما يتعرض له العالم العربي وخصوصا لما يحدث في فلسطين من مآس، ولما يتعرض له العراق من تحرش وتهديد. والموقف العربي لم يرتفع إلى مستوى الحدث والتهديد القائم. وأعرب البشير عن تفهمه للإحباط الذي تعاني منه القيادة الليبية واضاف انه على اتصال بالقيادة في ليبيا بهدف إعادة النظر في موقفها. وقال إن ليبيا تهدف للفت نظر الحكومات والشعوب العربية لخطورة الوضع وإلى أن التعامل معه ليس على المستوى المطلوب واستطرد مؤكدا أن الموقف الليبي لا يهدف لإضعاف الموقف العربي والجامعة. وعن قانون السلام في السودان الذي اقره جورج بوش الرئيس الاميركي مؤخرا اتهم الرئيس البشير الكونغرس والإدارة الاميركية بالتشجيع على استمرار الحرب في بلاده مشيرا إلى أن القانون الأخير هو قانون حرب. وقال إن القانون يحرض المتمردين على الحرب لأنه يشجع الطرف الخارج عن القانون على الاستمرار في الحرب وهو ليس متوازنا بل إنه ينحاز للمتمردين بتقديم 300 مليون دولار لهم، ولا يهدف بجدية للوصول إلى سلام. وعن تفسيره لصدور هذا القانون قال البشير إن الولايات المتحدة بها مجموعات ضغط قوية جدا ومؤثرة، وعلى رأسها اليمين المسيحي، وهي التي قادت الى إخراج هذا القانون إلى النور وتمريره عبر الكونغرس حتى وصل إلى الرئيس، وهي مجموعات مؤثرة في القرار الاميركي والانتخابات التكميلية المقبلة في واشنطن. وأضاف «ولكن أملنا ألا يطبق القانون إلا بقرار من الرئيس وذلك لأن القانون يمنح الرئيس حق تطبيقه، ومن ثم يعطينا فرصة لكي تتعامل معنا الإدارة الاميركية بشفافية وموضوعية للوصول إلى سلام». وعن مفاوضات ماشاكوس ودور الوساطة الذي تقوم به منظمة الإيغاد، فقد أكد البشير أن دور مفاوضات ماشاكوس يقتصر على حل قضية جنوب السودان وليس علاقات السودان مع جيرانه. واستطرد مشيرا إلى أن ما يحدث على الحدود الشرقية للسودان هو عدوان اريتري، ولا علاقة له بما يدور من مفاوضات في مشاكوس، التي تقتصر على جنوب السودان. عن الأحزاب الاخرى واستبعادها من المفاوضات قال الرئيس السوداني إن منظمة «ايغاد» ثم تفويضها في قضية الجنوب فقط، ولاعلاقة لها ببقية القضايا، وإن والتعامل مع المعارضة يدخل ضمن المبادرة المصرية الليبية التي تتناول مشكلة المعارضة، وقد تعثرت بسبب المعارضة نفسها بما فيها تلك الأحزاب الصغيرة، التي فشلت في الاستجابة لمبادئ المبادرة . وأشار إلى ان حكومة السودان اعلنت القبول بالمباديء الواردة في المبادرة بينما وضعت المعارضة شروطاً بهدف تعطيلها. واجابة على سؤال حول العلاقة بين تغيير السياسة الاميركية تجاه السودان وبين التطورات تجاه العراق والانتخابات النصفية المقبلة في واشنطن، قال البشير ان ضرب العالم العربي والاسلامي اصبح جزءاً من الحملة الانتخابية الاميركية واليمين المسيحي المتحالف مع الصهيونية، الذي يحظى بوجود قوي، ومن خلالها يمكن كسب الانتخابين «مثلما فعل كلينتون في الماضي عندما ضرب السودان. وعن الهدف من زيارته إلى سويسرا، قال إنها كانت استجابة لدعوة رسمية من الرئيس السويسري، وهي أول دعوة من رئيس أوروبي، وتزامنت مع منتدى الاستثمار المنعقد حاليا. وأشار البشير إلى أن سويسرا لعبت دورا هاما في منطقة النوبة، «الأمر الذي فتح شهيتهم وشهيتنا ليكون لهم دور في عملية السلام ودفعها». وقال لقد إن الزيارة لها شقان، سياسي واستثماري، بدأ بالمنتدى صباح امس وأكد أن سويسرا بحجمها المالي والاستثماري وخبراتها بالفنية يمكن ان يكون لها دور ملموس في التنمية في السودان، مؤكدا أن مجالات التعاون مع سويسرا كبيرة جدا، «فمطاحن الدقيق في السودان كلها سويسرية ومصانع السكر تعمل بقطع غيار سويسرية المقدرات السويسرية لتصنيع الماكينات على مختلف أنواعها ضخمة جدا ونحن مقبلون على تنمية نود ان نستفيد من منتجاتنا الزراعية ونضيف لها قيمة، وسويسرا خير شريك في ذلك». وأشار البشير إلى أن هناك الكثير من الواردات السويسرية التي ترد إلى السودان عن طريق طرف ثالث، وقال «نحن الآن نسعى للتعامل مع المنتجين مباشرة، فلماذا لايصنع القطن السوداني في السودان في مصانع سويسرية ثم يصدر إلى سويسرا». بي. بي. سي

Email