«ايغاد» تجري اتصالات لمنع انهيار «ماشاكوس»

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنين 15 شعبان 1423 هـ الموافق 21 أكتوبر 2002 ذكرت مصادر صحفية بالخرطوم أن سكرتارية «ايغاد» الوسيط الرئيسي في مفاوضات ماشاكوس بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية تقود اتصالات مكوكية لمنع انهيار المحادثات بسب الوضع في الجبهة الشرقية بعد تباين التفسيرات حول تضمينها في اتفاق الهدنة ووقف العدائيات، وقالت انه في حين تتمسك الحكومة بحتمية استمرار المعارك لاسترداد المواقع الخاضعة لسيطرة المعارضة بعيداً عن اتفاق الهدنة تتجه الحركة الشعبية لتقييم الموقف من الاستمرار في المفاوضات خاصة بعد تصريحات المبعوث الكيني سيمبويا واتهامه للحكومة بخرق اتفاق الهدنة فيما نقلت مصادر صحفية أخرى استمرار المفاوضات غير المباشرة في ماشاكوس حول تقسيم السلطة ومن المقرر أن يتسلم الوسطاء اليوم مقترحات من الجانبين تتضمن رؤيتها حول هذه القضية. ونقلت صحيفة «الحرية» أن المتحدث الرسمي باسم الحركة الشعبية ياسر عرمان أبلغها بأن الوسيط الكيني الجنرال سيمبويا حذر من انهيار المفاوضات وفشلها بسبب موقف الحكومة وإصرارها على عدم تضمين الهدنة لتشمل شرق البلاد، وقال ان حالة الاستثناء التي فرضتها الحكومة تهزم الغرض الأساسي من الاتفاق مبدياً دهشته من خطوة الحكومة بقوله ان موقف الحكومة غريب لأنها كانت تدعو للهدنة وعندما قبلنا بها اتجهت لحرب، واعتبر عرمان ان تنصل الحكومة من الهدنة على حد قوله مقدمة للتخلى عن اتفاق ماشاكوس بسبب ما وصفه بتيار واسع داخلها يؤمن بالخيار العسكري وقال عرمان أن موقف الحركة حيال هذا الامر يخضع حالياً للتقييم والدراسة تمهيداً لاتخاذ القرار المناسب وقال لكل حادث حديث. وحول اتهامات الحكومة بتورط اريتريا في أحداث الشرق نفي عرمان مجدداً مساندة حكومة افورقي للمعارضة، وقال ان لجنة التقصي التي أوفدها الزعيم الليبي معمر القذافي تمكنت من الوصول لحوالي (200كلم) داخل الأراضي السودانية وأمضت ليلة في همشكوريب التقت خلالها بالمواطنين وتفقدت التلاميذ في خلاوي القرآن وأضاف أن الليبيين تأكدوا أن القوات الموجودة في المدينة تابعة للتجمع الوطني ولم يكن بينهم اريتري واحد. وسخر عرمان مما وصفه بادعاءات الحكومة بامتلاكها الدلائل على ضلوع النظام الإريتري في الهجوم على الشرق وقال لو كان ذلك صحيحاً لعرضت الحكومة ما تملك من بيان على الملأ مؤكداً في ذات الوقت احتجاز المعارضة لحوالي (53) أسيراً من قوات الحكومة، ومضى عرمان على القول بأن الوصول للجبهة الشرقية لم يكن عملاً خارقاً ولا يحتاج لمعجزة مشيراً الى أن المعارك دائرة في المنطقة منذ «7» سنوات وأن قوات المعارضة سبق واستطاعت الوصول لعمق مدينة كسلا وعادت لاحتلال همشكوريب بعد الاستيلاء عليها في السابق. وفي الخرطوم انفردت إحدى الصحف بنشر معلومات قالت إنها صادرة من مصدر حكومي رفيع المستوى مضمونها أن حركة التمرد احتلت منطقة أكوبو بأعالي النيل التي كانت تسيطر عليها قوات مولاية للحكومة السودانية بقيادة مايكل ملوال وأن الحكومة بصدد تقديم مذكرة احتجاج على خرق الحركة لاتفاق وفق العدائيات. من جانبه وجه مصطفى عثمان إسماعيل وزير الخارجية انتقادات للمبعوث الكيني ـ سكرتير «ايغاد» لازرو سيمبويا وقال ان تصريحاته بخرق حكومة السودان للهدنة في الشرق وحول سير عمليات الاغاثة تصريحات غير موفقة وقال ان الإغاثة ليس من شأن المبعوث الكيني. وقال إسماعيل ان سيمبويا موجود في نيروبي التي تعج بأفواج الحركة وكان من المفترض عليه إذا كان يسعى للحقيقة فعلاً أن يتصل بالحكومة أو وفدها المفاوض للتعرف على موقفها، وأبان الوزير أن المبعوث شعر بعد ذلك بأن خطواته التي قام بها غير موفقة لذلك اتصل بالوفد وقد قلنا ذلك بصورة واضحة. وأكد الوزير التزام الحكومة بالإغاثة إلا أنه أعترف بوجود عقبات في أدائها مشيراً على ان الحكومة ملتزمة بالتنسيق مع الامم المتحدة وتسعى لإزالة كافة العقبات المتعلقة بالإغاثة. وألمح الوزير على ضرورة إحياء المبادرة المصرية الليبية المشتركة التي سبق أن أعلن عدم رضائه لتجاهلها في ترتيبات السلام، وقال ان على الحركة الشعبية العودة الى المبادرة المشتركة إذا أرادت مخاطبة قضايا السودان جميعها حيث ان المشتركة هي المبادرة التي تعالج كل قضايا السودان في حين أن مبادرة «ايغاد» تختص فقط بحوار الحكومة والحركة حول قضية الجنوب. الخرطوم ـ «البيان»:

Email