تأكيدات من واشنطن وأوروبا وتل أبيب تنفي، أميركا تدرس خطة مشتركة مع اسرائيل لضرب العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 14 شعبان 1423 هـ الموافق 20 أكتوبر 2002 صرح مسئول اميركى بأن الحكومة الاميركية تدرس اقتراحا اسرائيليا بالقيام بعملية مشتركة بين الجانبين فى غرب العراق لتدمير أى صواريخ عراقية قبل امكانية اطلاقها على اسرائيل، لكن الأخيرة نفت ذلك. ونسبت اذاعة «العالم الآن» الى المسئول الاميركى الذى لم تذكر اسمه قوله ان الاقتراح قدم خلال المحادثات التى اجراها ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل مع الرئيس الاميركى جورج بوش والمسئولين بوزارتى الدفاع والخارجية خلال زيارته لواشنطن الاسبوع الماضى. وقال ان العملية تهدف فى حالة نجاحها الى حماية المدنيين الاسرائيليين من أى هجوم عراقى وازالة أى احتمال فى ان تشن اسرائيل هجوما انتقاميا على العراق. واضاف المسئول الاميركى ان حكومة الرئيس بوش لم ترد على اقتراح شارون وانها تعكف حاليا على دراسته. وأشارت الاذاعة الى ان اسرائيل كانت قد اذعنت لطلب اميركى عام 1991 بعدم التدخل فى حرب الخليج الثانية غير ان شارون يقول الآن ان حكومته سترد فى حالة تعرضها لهجوم عراقى وهو ما أيده الرئيس بوش فى تصريحاته للصحفيين قبيل لقائهما الاسبوع الماضى. وفي وقت لاحق أمس نفت اسرائيل قيام الولايات المتحدة بتثمين اقتراح اسرائيلى للقيام بعملية مشتركة فى صحراء العراق الغربية لنزع الصواريخ التى قد يطلقها العراق على اسرائيل اذا تعرض لهجوم عراقى. ونسبت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية الى مصادر فى القدس نفيها تقديم اسرائيل مثل هذه الخطة الى الولايات المتحدة. وقالت الصحيفة ان واشنطن تدرك خطر اطلاق الصواريخ باتجاه العراق وانها قد استخلصت كافة العبر فى هذا الموضوع من حرب الخليج، مشيرة الى أن هناك تعاونا استخباريا بين البلدين بشأن الملف العراقى. ورغم ذلك كشف مصدر عسكرى أوروبى وثيق الصلة بحلف شمال الاطلسى «الناتو» عن تفاصيل الاتفاق الذى تم بين الرئيس الاميركى بوش وارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلى فى واشنطن نهاية الاسبوع الماضى حول دور اسرائيل فى الحرب الاميركية على العراق. وتتضمن الخطة حسبما ذكرت صحيفة «الوطن» السعودية أمس عدة نقاط أبرزها السماح لاسرائيل باستخدام ما تراه مناسبا من أسلحة فى مرحلة متأخرة من الحرب اذا تعرضت لهجمات صاروخية عراقية. وقال المصدر ان من النقاط الاخرى فى الاتفاق الاستفادة من الاقمار الصناعية الاسرائيلية «أفق 3» المخصصة للتجسس على العراق وايران وسوريا فى مراقبة ورصد التحركات العسكرية العراقية وتقديم معلومات لوجستية لاميركا، وعدم اشتراك اسرائيل فى الضربات الجوية التى ستبدأها أميركا سواء بمفردها أو بمشاركة بريطانيا وابقاء اسرائيل بعيدا عن خط الهجوم لتجنيبها الصدام مباشرة مع العراق أو الدول العربية الاخرى مع احتفاظها بحق «الدفاع عن نفسها». واضاف ان الاتفاق يتضمن ايضا بدء الضربات الجوية الاميركية ضد الاهداف العراقية فى منطقة الصحراء الغربية لتدمير القوة العراقية فى هذه المنطقة وضمان الحماية لاسرائيل واحباط أى قدرات عراقية على مهاجمة اسرائيل على غرار ما حدث عام 91 فى حرب الخليج الثانية، وامداد اسرائيل بعدد من خبراء الحرب من البنتاغون بجانب انشاء غرفة عمليات حربية فى اسرائيل للاتصال الدائم بغرفة عمليات الحرب الاميركية. واوضح ان الاتفاق يتضمن كذلك البدء الفورى فى تقديم البنتاغون لاسرائيل أجهزة رادار حديثة قادرة على التقاط الاشارات بمجرد اطلاق صواريخ من الاراضى العراقية وذلك للتصدى لها بالصواريخ المضادة، مؤكدة ان عددا من هذه الاجهزة وصل بالفعل الى المنطقة فى اطار التعزيزات العسكرية الاميركية. وذكر المصدر ان الاتفاق بين واشنطن وتل ابيب يتضمن السماح لقوات من الكوماندوز الاسرائيلى بالاسقاط الجوى فى مناطق الحدود العراقية التى تنطلق منها الصواريخ العراقية باتجاه اسرائيل وذلك لتنفيذ عمليات أرضية ضد قواعد الصواريخ وقوات الدفاع الجوى العراقية. وقال ان الاتفاق تضمن السماح لاسرائيل باستخدام كافة الاسلحة التى تراها ملائمة لضمان «أمنها» بما فى ذلك صواريخ «يريحوا» الباليستية المتطورة التى يبلغ مداها 563 كليو مترا ويمكنها حمل رأس نووى يزن 250 كيلوجراما وصواريخ أخرى أكثر تطورا يبلغ مداها 1500 كيلو متر وتحمل رأسا نوويا يزن 750 كيلوجراما. وكالات

Email