إصابة 4 جنود للاحتلال واعتقال ثمانية فلسطينيين، بن اليعازر يأمر قواته بالاستعداد للانسحاب من الخليل

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 14 شعبان 1423 هـ الموافق 20 أكتوبر 2002 في الوقت الذي امر بنيامين بن اليعازر وزير الحرب الإسرائيلي، قواته بالاستعداد للانسحاب من الخليل، توغل جيش الاحتلال الصهيوني في مدن فلسطينية بقطاع غزة والضفة الغربية واعتقل ثمانية فلسطينيين بينما اصيب اربعة من جنوده بقنبلة كانوا زرعوها في احد منازل مخيم بلاطة فيما أكدت السلطة الوطنية ان إسرائيل حققت الرقم القياسي في التنكر للقرارات الدولية. فقد اصدر وزير الحرب الاسرائيلى أمرا الى قيادة الجيش بأن تستعد للانسحاب شبه الكامل من مدينة الخليل الفلسطينية المحتلة. وقال الناطق بلسان الوزير الاسرائيلى ان بنيامين بن اليعازر لم يحدد موعدا للانسحاب غير انه طلب من قيادة الجيش «خططا عملية». وذكرت الاذاعة العبرية الرسمية أن هذا الانسحاب يأتى فى اطار تطبيق خطة « الضفة أولا» لبن اليعازر والتى تقضى حسب المصادر نفسها بسحب الجيش الاسرائيلى من مراكز المدن الفلسطينية والعودة الى المفاوضات السياسية. وكانت الاذاعة الاسرائيلية سبق أن أعلنت أمس الاول أن ارييل شارون رئيس الحكومة الاسرائيلية العائد من واشنطن سيعقد الاحد اجتماعا للمجلس الوزارى المقلص للبحث فى خطة للانسحاب من الخليل . والمحت مصادر مطلعة الى أن هذا الانسحاب يأتى تجاوبا مع طلب اميركي ببعض التسهيلات الاسرائيلية فى الملف الفلسطينى لدفع حملة تجنيد التأييد العالمى والعربى للحرب الوشيكة على العراق. في هذه الاثناء قالت مصادر عسكرية إسرائيلية ان قوات الاحتلال انسحبت جزئياً من مدينة جنين المحتلة وابقت قواتها في ضواحيها، بعد ان حفرت خندقاً حول اطراف من المدينة الواقعة في شمال الضفة الغربية في محاولة لمنع تسلل رجال المقاومة بسياراتهم الى داخل الخط الاخضر لتنفيذ عمليات فدائية. وقال محافظ جنين حيدر ارشيد ان قوات الاحتلال ابلغته برفع حظر التجول نهائياً، واضاف ان الظهور العسكري الإسرائيلي المتمثل بانتشار الدبابات والعربات المصفحة في شوارع المدينة لم يعد موجوداً ولكنها ابقت قواتها في ضواحي المدينة ولا يستطيع احد ان يغادر او يدخل المدينة. وقال ارشيد ان قوات الاحتلال قد تعود في أي وقت. وقبل ان تسحب اسرائيل قواتها من وسط مدينة جنين حفرت قوات الاحتلال خندقاً عميقاً حول اجزاء من المدينة للحيلولة دون استخدام رجال المقاومة الفلسطينية لطرق جانبية أو عبر الحقول. من ناحية اخرى واصلت قوات الاحتلال، عدوانها على الشعب الفلسطيني حيث توغلت امس في مدن بالضفة الغربية وقطاع غزة واعتقلت ثمانية على الأقل يشتبه في كونهم من النشطين. وقال الجيش وشهود عيان فلسطينيون ان التوغلات والاقتحامات التي شنتها القوات الإسرائيلية قبيل الفجر ركزت على مدينة نابلس وان المعتقلين ينتمون لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وحركة المقاومة الاسلامية «حماس». وذكر شهود عيان ان القوات فتشت ستة منازل كان سكانها قد فروا بالفعل. في غضون ذلك اصيب اربعة جنود اسرائيليين بجروح مختلفة اثر انفجار قنبلة كانوا قد زرعوها فى احد منازل مخيم بلاطة فى نابلس بالضفة الغربية اثناء توغل قوات جيش الاحتلال فى المنطقة. واعترفت الاذاعة الاسرائيلية بان الجنود نسوا المتفجرات التى زرعوها بانفسهم فى المكان خلال عملياتهم العسكرية مما ادى الى انفجارها واصابتهم بجروح. وعلى صعيد ممارساتها العدوانية ذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال الاسرائيلى تساندها الدبابات والآليات المدرعة قامت فجر أمس بالتوغل جنوب مدينة غزة تحت وابل كثيف من اطلاق النار. وقالت المصادر أن حوالى سبع دبابات ومجنزرتين توغلت على الطريق الساحلى الرئيسى الذى يربط بين المدينة والمنطقة الوسطى من قطاع غزة لتصل عند مفترق الشيخ عجلين أحد أحياء مدينة غزة الجنوبية. كما قصفت دبابات الاحتلال أبراج الاسكان فى مدينة الزهراء المحاذية لمستوطنة «نتساريم» جنوب غزة بالقذائف والرشاشات الثقيلة. وزعمت الاذاعة الاسرائيلية ان عملية التوغل جاءت فى أعقاب قيام رجال المقاومة الفلسطينية باطلاق صاروخ مضاد للدبابات باتجاه موقع عسكرى قرب مستوطنة نتساريم. كما شنت قوات الاحتلال الاسرائيلى فجر أمس حملة اعتقالات واسعة فى مخيم «الجلزون» بقضاء رام الله حيث داهمت منازل المواطنين واعتقلت العديد منهم. من جهة أخرى أعلن صائب عريقات وزير الحكم المحلي بالسلطة الوطنية ان اسرائيل ضربت الرقم القياسي في المخالفة والتنكر لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. وحول الخطة الاميركية الخاصة بشأن التوصل لاتفاق بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى 00أوضح عريقات فى حديث أدلى به لاذاعة القاهرة صباح أمس أنها لم تصل بعد للجانب الفلسطينى مشيرا الى أن برنامج حكومة ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلى على الأرض هو الذى يحكم على نواياه. وأشارالى أنه بعد ساعات من لقاء شارون بالرئيس الاميركي وتسلمه الخطة وأثناء اجتماع اللجنة الرباعية فى باريس رد الجيش الاسرائيلى على كل ذلك باطلاق الصواريخ ومدافع الدبابات على حى سكنى فى مخيم رفح وعلى مدرسة وعلى أحياء سكنية مما أدى الى استشهاد ثمانية واصابة خمسين آخرين معظمهم من النساء والشيوخ والأطفال. وأكد عريقات أن المسألة ليست فى حاجة لمبادرات أو اقتراحات جديدة وانما المطلوب التركيز على ثلاثة عوامل هى آليات التنفيذ الالزامية والجداول الزمنية والمسائل المتعلقة بتوفير مراقبين عن اللجنة الرباعية على الأرض موضحا أنه بدون هذه العوامل فان الأفكار ستبقى على الورق. وقال عريقات ان متطلبات السلام تعنى انهاء الاحتلال ووقف الاستيطان والانسحاب الى خط الرابع من يونيو عام 1967 بما فيها القدس واقامة دولة فلسطينية مستقلة والافراج عن المعتقلين ووقف الاغتيالات وتطبيق القرارات الدولية. غزة ـ «البيان»:

Email