عاهل الأردن: ضرب العراق يقوض مكافحة الإرهاب، لدينا اجراءات تمنع استقبال لاجئين

الاحد 14 شعبان 1423 هـ الموافق 20 أكتوبر 2002 أعلن الملك عبدالله الثاني عاهل الأردن، ان ظهور جبهة جديدة من الصراع في الشرق الأوسط على الساحة العراقية، قد يؤدي إلى اضعاف الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، مشيراً إلى ان بلاده لديها خطط واجراءات كي لا تصبح مقراً للاجئين. وقال الملك عبدالله في مقابلة صحفية مع وكالة فرانس برس عشية الزيارة التي سيقوم بها جاك شيراك الرئيس الفرنسي الى عمان، «ما نخشاه ان فتح جبهة جديدة من الصراع في الشرق الاوسط (في العراق) سيساهم في تعقيد الوضع وربما في اضعاف الجهود الدولية لمكافحة الارهاب كما اكد الرئيس شيراك الاسبوع الماضي». واشار العاهل الاردني الى ان «جهود مكافحة الارهاب متواصلة»، الا انه «لا بد ان ندرك ان استمرار النزاعات والتوتر في منطقة الشرق الاوسط يشكل مجالا خصبا لاستمرار العمليات الارهابية وان ايجاد الحلول العادلة لهذه الازمات سيسحب البساط من تحت من يحاولون التستر وراء قضايا وطنية ودينية لتحقيق مآربهم في زعزعة الامن والاستقرار». على صعيد اخر، اكد الملك عبد الله ان بلاده ستستمر في المطالبة بـ «ايجاد حل للازمة العراقية عبر الحوار مع الامم المتحدة والاطراف الاخرى لاننا ندرك مدى الاثار المدمرة للحرب ضد الشعوب سواء كانت أثاراً اقتصادية او اجتماعية او سياسية ولن نتوقف عن مطالبة العراق بالقبول الكامل بقرارات مجلس الامن دون قيد او شرط». وتابع «لعل هذا يسهم في نزع فتيل هذه الازمة الخطيرة ويجنب المنطقة حربا قد تكون نتائجها كارثية». وحول الدور الفرنسي في هذا الاطار، قال الملك «هذا الامر عائد لفرنسا التي تملك ثقلا دوليا هاما». من جهة اخرى، اكد الملك عبد الله ان الاردن «لن يستقبل اي لاجئين لا من العراق او من غيره» ولديه «خطط واجراءات تحول دون ان يصبح الاردن مقرا للاجئين». واضاف «ولكن لن ندخر جهدا في تسهيل عبور مهاجرين الى اوطانهم (عبر الاردن) اذا ما وقعت الحرب في العراق، وسنتمسك بموقفنا الرافض اقامة مخيمات لهؤلاء اللاجئين داخل الاراضي الاردنية». وحول المخاوف من امكانية ان تستغل اسرائيل الحرب ضد العراق للقيام بابعاد فلسطينيين الى الاردن، اعرب الملك عبد الله عن ثقته في ان الشعب الفلسطيني «يرفض كل المخططات التي تحاك ضده لانه مؤمن بعدالة قضيته ويعمل من اجل الاستقلال والتحرر حتى اقامة دولته المستقلة على ارضه». وبشأن الجهود الهادفة الى تنشيط عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية، اعتبر الملك ان «الموقفين الاردني والفرنسي يتفقان على ضرورة وضع خطة عمل واضحة ومحددة للمفاوضات المقبلة تحدد فيها التزامات كل طرف للوصول للتسوية النهائية التي لابد ان تفضي الى قيام دولة فلسطينية على الارض الفلسطينية خلال السنوات الثلاث المقبلة». ووصف العاهل الاردني العلاقات الاردنية الفرنسية بانها «قوية» و«متجذرة» مذكرا بان فرنسا «لعبت دورا حيويا» من اجل قيام نادي باريس الذي يضم ابرز دائني الاردن باعادة جدولة جزء من ديون الاردن الخارجية خلال اجتماعاته الاخيرة في يوليو الماضي، كما اشار الى ان الاستثمارات الفرنسية في الاردن هي «الاكبر» في المملكة. وكشف الملك عبد الله انه سيبحث مع شيراك اليوم في عمان «العلاقات الاقتصادية والدعم الذي يمكن ان تقوم به فرنسا لمساندة خططنا في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في الاردن». وحول شعار «الاردن اولا» الذي اطلقه العاهل الاردني مؤخرا، اوضح الملك انه يريد من هذا الشعار «من كل مواطن ان يفكر بأولويات وطنه اولا ومصالحه ومستقبله». واضاف «هذه ليست دعوة للانعزال او التخلي عن مبادئنا وقضايانا القومية، فالاردن القوي هو سند ودعم لفلسطين ولاخوانه العرب جميعا كما هو ايضا سند للمجتمع الانساني بأسره». أ. ف. ب