الخارجية في حالة استنفار لوضع استراتيجية مضادة، البرلمان السوداني يدين بشدة تلويح الكونغرس بعقوبات

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 11 شعبان 1423 هـ الموافق 17 أكتوبر 2002 اتخذ المجلس الوطني السوداني (البرلمان) موقفاً متشدداً ازاء مشروع سلام السودان الذي يتبناه الكونغرس الأميركي معتبراً اياه تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي قصدت به الولايات المتحدة اعاقة مسيرة السلام في السودان، اضافة الى انه يشكل خطراً يهدد مصالح السودان. وقرر المجلس في جلسة خاصة انحصرت في بحث المشروع الأميركي تكوين لجنة بقيادة انجلو بيدا نائب رئيس المجلس لبحث الجوانب المختلفة لمشروع القانون. وقال وزير العدل في خطابه للبرلمان ان أميركا تجاوزت بقانونها الجائر حول السودان كل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية. وأضاف ان أميركا تريد به فرض وصاية على السودان مطالباً بدراسة قانونية متعمقة، ونقد موضوعي للقانون بواسطة اللجنة المختارة التي تتشكل عضويتها من عبدالباسط سبدرات وزير العلاقات بالبرلمان ود. اسماعي حاج موسى رئيس لجنة التشريع، وجوزيف ملوال وزير الطيران، وفتحي خليل نقيب المحامين، وعبدالرحمن الفادي رئيس لجنة العلاقات الخارجية وآخرين. وأوضح وزير العدل ان الخطوة الأميركية في اصدار هذا القانون ليست نمطية أو عادية وانما تعتبر خطاً سياسياً للضغط على السودان، وأكد ان القانون يتضمن اتجاهات خطرة ربما تهدد مصالح السودان. وقال السون مناني وزير القوى العاملة ان الدعم الأميركي للحركة الشعبية يساعد على استمرار الحرب وان أميركا تريد تعويق مفاوضات ماشاكوس التي أثبتت تقدماً باتجاه انهاء الحرب. وقال عبدالرحمن الفادي رئيس لجنة العلاقات الخارجية ان القانون يغري جون قرنق بالاستمرار في الحرب. وطالب الفادي المجلس بدعوة كل قيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية لتدارس القانون الأميركي والتوّحد لمواجهته. وقال وزير الدولة بالخارجية التجاني فضيل ان وزارته وضعت كافة اداراتها في حالة استنفار منذ صدور القانون لاحساس الخارجية بخطورته وستعمل لوضع استراتيجية لاحتواء تداعياته. وأكد أحمد إبراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني ان المجلس سيستخدم كل الوسائل المتاحة لدحض الحجج الواهية التي بنى عليها القانون وسيضطلع بدوره في التعبئة السياسية فضلاً عن الدور التشريعي والرقابي. وأضاف ان على الحركة الشعبية أن تفهم انها أصبحت صنيعة أميركية تستغل لاطالة أمد الحرب في السودان. ونوه الى ان المشروع الأميركي سيعرض على مؤتمر اتحاد البرلمانات الافريقية الذي يلتئم بالخرطوم الاسبوع المقبل. الخرطوم ـ «البيان»:

Email