«ماشاكوس 3» تجتاز عقبة رئيسية، هدنة بين الخرطوم وقرنق تشمل كل الجبهات

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 10 شعبان 1423 هـ الموافق 16 أكتوبر 2002 اتفق ممثلو الحكومة السودانية والحركة الرئيسية التي تقاتل في جنوب البلاد امس على التزام هدنة خلال مباحثات السلام التي بدأت في ماشاكوس بكينيا، غداة اعلان الجيش الحكومي استعادة السيطرة على منطقتي لورينجو ولوفيد الواقعتين في ولاية شرق الاستوائية. واعلنت «الحركة الشعبية لتحرير السودان» بزعامة جون قرنق ان وفدها في ماشاكوس وقع على هدنة مؤقتة مع ممثلي الحكومة تسري خلال احدث جولة من محادثات السلام وهي الهدنة الاولى من نوعها خلال الحرب الاهلية المستمرة منذ 19 عاما. وقال سامسون كواجي المتحدث باسم الحركة للصحفيين «هذه هي المرة الاولى التي نوقع فيها على وقف لاطلاق النار... وقع الجانبان الاتفاق حتى يتسنى استمرار المحادثات». ومن المقرر ان تستمر المحادثات التي ستجرى في بلدة ماشاكوس الكينية نحو خمسة اسابيع. وقال كواجي ان الهدنة ستسري يوم الخميس ابتداء من الساعة الثانية عشرة ظهرا بتوقيت السودان. واشار اتفاق الهدنة الذي حصلت رويترز على نسخة منه الى ان الهدنة المؤقتة تسري على كل مناطق السودان. وكان من المفترض ان توقع الحركة والحكومة على اتفاق امس الاول الا ان التوقيع ارجيء لاختلاف حول بنود الاتفاق. ولم يتسن على الفور الاتصال بمسئولين في الحكومة السودانية او الوسطاء للتعليق. وقال كواجي ان الخرطوم اعلنت السبت ان الهدنة لا ينبغي ان تشمل المعارك الدائرة شرق السوادن بالقرب من الحدود مع اريتريا لانها لا تدور مع الجيش الشعبي نفسه وانما مع التحالف الوطني الديمقراطي الذي ينضوي الجيش الشعبي تحت رايته. واضاف ممثل الجيش الشعبي «يجب ان تغطي الهدنة كل قطاعات المعارك. واوضح كواجي ان حركة الجيش الشعبي تمكنت من اقناع الوفد الحكومي بتوقيع الهدنة موضحة ان جنودها يشكلون 60% من قوات التحالف الوطني الديمقراطي ومن ثم فانها قادرة على اقناع القوات المتمردة جميعا بالقاء السلاح بمجرد توقيع الهدنة. وقال ان «قواتنا تشكل القوة الرئيسية في التحالف الوطني الديمقراطي ونحن قادرون على ضمان ان يوقف التحالف القتال عندما يتلقى امرا بذلك من الجيش الشعبي». وفي المقابل وعدت الخرطوم بضبط الميليشيات الموالية للحكومة التي تهاجم الجيش الشعبي في جنوب البلاد. وانهارت المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان في الشهر الماضي بعد استيلاء الحركة على بلدة توريت. وتصاعد القتال في جنول السودان منذ ذلك الحين. ولكن عندما استعادت الخرطوم بلدة توريت في الاسبوع الماضي اذعنت الحركة لطلب من الحكومة بتوقيع هدنة قبل استئناف مفاوضات السلام. وجاء توقيع الهدنة عقب بيانات من الجيش السوداني تقول انه استولى على بلدات في جنوب وشرق السودان عشية استئناف المحادثات. ونقلت الاذاعة عن المتحدث باسم الجيش الفريق محمد بشير سليمان قوله ان الهجوم جزء من عملية «تطهير المناطق من المتمردين الذين فروا من توريت» التي استعادتها السلطات السودانية الاسبوع الماضي من الجيش الشعبي لتحرير السودان. واضاف ان «قواتنا سيطرت امس الاثنين على بلدة لورينجو وجبال لوفيد» التي تبعد مسافة 35 كيلومترا عن توريت. رويترز ـ أ.ف.ب

Email