حاتم عبدالقادر: انقلاب ديموغرافي لصالح الفلسطينيين في القدس

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 7 شعبان 1423 هـ الموافق 13 أكتوبر 2002 كشف برلماني فلسطيني بارز النقاب عن حدوث انقلاب ديموغرافي بالأونة الأخيرة في مدينة القدس لصالح الفلسطينيين، مبيناً ان الاحصائيات الرسمية الحديثة أظهرت وجود 245 ألف مقدسي في المدينة المقدسة مقابل 175 ألف مستوطن يهودي يقطنون المدينة. وأرجع حاتم عبدالقادر الذي يمثل القدس في المجلس التشريعي الفلسطيني في تصريحات ل«البيان» أسباب هذا الانقلاب الديموغرافي الى انتهاج الفلسطينيين سياسة البناء بدون ترخيص غير مكترثين بحملات الهدم التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلية والى تقديم الجهات الفلسطينية المعنية خدمات صحية مجانية للمقدسيين الذين تسحب السلطات الاسرائيلية هوياتهم لارغامهم على الهجرة من المدينة. وبين ان الفلسطينيين تمكنوا منذ عهد الراحل فيصل الحسيني من بناء 6 آلاف وحدة سكنية بدون ترخيص استوعبت 20 ألف مقدسي هدمت اسرائيل حتى الآن منها 200 وحدة سكنية وتخطط في المرحلة المقبلة الى هدم 800 وحدة سكنية أخرى. وقال ان الفلسطينيين غير آبهين بسياسة الهدم وهم ماضون بالبناء بدون ترخيص مهما كلف الأمر، وكلما هدموا وحدة سكنية سنبني اثنتين بدلاً عنها. وأشاد عبدالقادر بالدعم الذي تقدمه دولة الامارات العربية المتحدة لدعم صمود الفلسطينيين وتثبيت عروبة القدس والمحافظة عليها، معرباً عن تطلعه أن يأخذ هذا الدعم منحى تبني «الوقفيات» ورصد ريعها لدعم القدس حسب الأولويات التي تحددها ادارة يتم تعيينها لهذا الغرض. وناشد الأمتين العربية والاسلامية بسرعة التحرك لانقاذ القدس التي قال انها باتت تتعرض بعد القرار الأميركي باعتبار القدس عاصمة موحدة لاسرائيل لمخاطر حقيقية أكثر من أي وقت مضى، وقال ان قرار الكونغرس بخصوص القدس هو بمثابة وعد بلفور جديد واعتبره تراجعاً عن الالتزام الأميركي بعملية السلام، قائلاً ان الادارة الأميركية حددت مسبقاً نتائج المفاوضات تجاه القدس، داعياً الدول العربية لاتخاذ سلسلة من الاجراءات التي تكفل افراغ قرار الكونغرس من محتواه وممارسة ضغوطات جادة وحقيقية على الادارة الأميركية للتراجع عنه. وحث في معرض رده على سؤال ل«البيان» دول العالم المختلفة التي تعترف بالدولة الفلسطينية التي كان المجلس الوطني الفلسطيني أعلنها في نهاية الثمانينيات اظهار تأييدها للقانون الفلسطيني الذي اعتبر القدس عاصمة موحدة للدولة الفلسطينية من خلال تسمية هذه الدول سفراء وممثلين لها في القدس العربية كمعتمدين لدى السلطة الفلسطينية، مع وقف التنفيذ حتى تحقيق الانسحاب الاسرائيلي، وبذات الوقت طالب الدول العربية ايداع وثائق رسمية لدى جامعة الدول العربية تتضمن اعترافاً رسمياً بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية، وقال ان خطوة من هذا النوع من شأنها الحد من الآثار السلبية للقرار الأميركي. واستعرض عبدالقادر الأساليب التي تنتهجها حكومة شارون لتهويد القدس التي ذكر انها باتت الآن مطوقة بحزام استيطاني من الجهات الجنوبية والشمالية والشرقية بالاضافة الى استيلاء الاسرائيليين على بعض المنازل العربية لاقامة بؤر استيطانية وسط المدينة المقدسة.

Email