خلاف بين الطرفين حول ادراج الشرق في الهدنة، استئناف مفاوضات ماشاكوس غداً، عرمان: الاتفاق النهائي مع ذكرى الاستقلال

الاحد 7 شعبان 1423 هـ الموافق 13 أكتوبر 2002 من المنتظر أن يغادر الخرطوم اليوم جواً الى نيروبي وفد الحكومة السودانية الى مفاوضات السلام التي يتوقع أن تستأنف بعد غد الثلاثاء في ضاحية ماشاكوس قرب العاصمة الكينية في مواجهة وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قرنق. ومن أسمرة وعبر اتصال هاتفي مع «البيان» كشف ياسر عرمان المتحدث الرسمي باسم الحركة ان الوسطاء يأملون في انجاز اتفاق السلام قبيل نهاية العام حتى يتسنى الاحتفال به في تزامن مع الاحتفالات بذكرى استقلال البلاد في الأول من يناير. وقال عرمان ان الوسطاء عرضوا على الطرفين (الحكومة والحركة) وثيقة بشأن فترة الطمأنينة التي ينبغي وقف النار خلالها، بحيث تمتد من 14 الجاري الى 31 ديسمبر المقبل، وهي الفترة المخصصة للمفاوضات. وفي خطوة تشير إلى صعوبات محتملة طالب المتحدث باسم الحركة أن تشمل فترة طمأنينة، وقف اطلاق النار في الجنوب والشرق، وقال ان حديث الحكومة عن استبعاد شرق السودان يهزم الغرض من فترة الطمأنينة تهيئة لمناخ التفاوض. وكان الرئيس السوداني عمر البشير أكد قبل يومين ان الهدنة المؤقتة لن تشمل جبهات القتال في شرق البلاد. الى ذلك أعلنت الحكومة ان وفداً يضم عسكريين سيتوجه اليوم الى نيروبي لتوقيع اتفاق هدنة ووقف العدائيات مع حركة قرنق في الجنوب، فيما أكدت رفضها الكامل لأي التزام بوقف اطلاق النار في شرق السودان. وقال عباس النور المستشار بالقصر الجمهوري في تصريحات عقب اجتماع للقطاع السيادي برئاسة الفريق البشير لمناقشة تقارير عن أداء وزارتي الدفاع والخارجية، بأن سكرتارية ايغاد أبلغت الحكومة أمس رسمياً بتحديد غد الأثنين موعداً للتوقيع على وثيقة وقف العدائيات واعلان هدنة أثناء المفاوضات التي يتوقع أن تبدأ مباشرة بعد توقيع الأطراف على المذكرة لمناقشة الأخيرة المحددة للتفاوض مع تأكيد تمسك الحكومة بضرورة استكمال المفاوضات من حيث توقفت، مع الاقرار الكامل بعدم اعادة مناقشة أي موضوع تم حسمه في السابق والاتفاق على الالتزام بماشاكوس ونصوصها التي وقعها الطرفان، وقال عباس النور ان الحكومة تعتبر نفسها غير ملزمة بوقف اطلاق النار في شرق السودان. وقال ان تجمع المعارضة سبق له أن أعلن عن علاقته المباشرة بالعمليات التي تدور في شرق السودان، وما تمخض عنها من اعتداءات، في حين ان اتفاق وقف اطلاق النار موضوع بين الحكومة والحركة، كما ان شرق السودان ليس جزءاً من الجنوب. وقال ان الاعتداء الذي تم في شرق السودان الهدف منه مصلحة أسياسي أفورقي وليس هذه الأطراف (التجمع أو حركة قرنق). وأوضح ان السودان مع ذلك سيواصل المفاوضات دون الاهتمام بوجود دولة اريتريا كعضو في السكرتارية (مؤكداً ان الحكومة رأت ألا تخلق هذه القضية لعرقلة المفاوضات) بإبعاد اريتريا، رغم ان الرأي العام في السودان ودول الجوار متفق على ان دولة تساهم في الحرب لا يمكن أن تساند في السلام. وحول الحديث الذي تردد عن ازماع ايتريا على استضافة مؤتمر لمناقشة مشاكل السودان.. قال عباس النور ان السودان لا يتضرر من مؤتمر يكشف فيه دوره في الاعتداءات وان كنا نعلم حقيقة تورط اريتريا في خلق المشاكل وتثبيت الدور العدائي الذي تلعبه ضد السودان. هذا وأعلنت الحكومة استعداد وفودها المفاوضة والاستشارية للمغادرة الى نيروبي لاستئناف المفاوضات مع الحركة بعد توقيع اتفاق الهدنة ووقف العدائيات. وقال الدكتور قطبي المهدي ان مهمة الوفد المصغر الذي يغادر الخرطوم اليوم لماشاكوس الكينية تنحصر في توقيع وثيقة اتفاق استئناف المفاوضات باعتباره شرطاً مسبقاً للحكومة. وحذر قطبي من أن تطرأ تذبذبات جديدة على موقف الحركة في تأخيرها اتخاذ قرار التوقيع، مما ينعكس سلباً على الموعد المحدد لاستئناف المفاوضات، من ناحية استبعد الدكتور أمين حسن عمر أي علاقة بين الزيارة المعلنة للرئيس البشير صباح بعد غد الثلاثاء لنيروبي وموضوع الترتيبات للمفاوضات. وقال أمين ان التوقيع على الهدنة محدد له يوم الاثنين قبل وصول البشير لنيروبي، كما أكد ان أي احتمال لاجتماع بين البشير وقرنق في هذه المرحلة غير وارد. وأوضح أمين عمر بأن وفد الحكومة المشكل من 17 شخصاً حسب القائمة المعتمدة لدى سكرتارية ايغاد سيتناوب التواجد في ماشاكوس طبقاً لنوع الأجندة المراد مناقشتها وطبيعة المختصين فيها. كما استبعد أي تغيير في أعضاء الوفد بخلاف المشاركين في الجولة التي تم تعليقها في سبتمبر الماضي. وقال ان وفد المقدمة سيغادر برئاسة المستشار ادريس عبدالقادر على أن يلحق الدكتور غازي صلاح الدين مستشار السلام في وقت لاحق بالمفاوضات. من ناحيته قال اللواء ملواك دينج رئيس مجلس التنسيق (حكومة الجنوب) بأنه قدم خلال الأيام الماضية ورقة تحوي رأي الجنوبيين بالداخل لحل قضية الجنوب بهدف عرضها على وسطاء ماشاكوس تتضمن دعوة لإعلان وقف اطلاق نار فوري تتعهد به الحكومة والحركة لتمكين المنظمات لايصال الاغاثة والمساعدات الانسانية للمتضررين في الجنوب واعلان التمسك بموضوع تقرير المصير. وقال ان نسخة من المذكرة تسلمتها مستشارية السلام بالقصر الجمهوري كما تم تسليم نسخة أخرى لقيادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم. الخرطوم ـ أسمرة ـ «البيان»: