بوش وباول يكتفيان بمطالبة إسرائيل تجنب السكان، جيش الاحتلال يعترف: معظم ضحايا مجزرة خانيونس مدنيون

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 4 شعبان 1423 هـ الموافق 10 أكتوبر 2002 فيما كان جورج بوش الرئيس الأميركي وكولن باول وزير خارجيته يكتفيان بمطالبة إسرائيل تجنب اصابة المدنيين مع تأكيدهما مجدداً على «حق» الغاصبين بالدفاع عن النفس «اعترف جيش الاحتلال بأن معظم ضحايا مجزرة خانيونس الذين وصلوا إلى 16 شهيداً كانوا خارج صفوف المقاومة وذلك في اوضح تكذيب لادعاءات المجرم ارييل شارون. واعترفت مصادر في الجيش الإسرائيلي لأول مرة عبر موقع «يديعوت احرونوت» الالكتروني بأن معظم الفحوصات التي اجراها الجيش هذا لم تتمكن من ربط تسعة من شهداء مجزرة خانيونس بأي «عمليات معادية لإسرائيل». وقالت المصادر نفسها انه بالاضافة إلى والدة وابن احد نشطاء حركة حماس، الذين اطلقت عليهم النيران عن طريق الخطأ، تبين ان سبعة من الشهداء الفلسطينيين لم يكونوا معروفين أو مسجلين كمسلحين او كنشطاء في التنظيمات الفلسطينية. وتأتي هذه التصريحات على الرغم من الادعاء الذي جاء على لسان بنيامين بن اليعازر وزير الحربية الإسرائيلي، بأن «معظم القتلى كانوا منفذي عمليات نشطوا في عمليات معادية». من جهة أخرى قال مصدر عسكري إسرائيلي ان «هؤلاء الاشخاص لم يكونوا معروفين لنا. ونحن لا نعلم ما إذا استعملوا اسلحة ام لا ضدنا. يمكن القول انه لا توجد لهم أية سوابق او ملفات امنية، ولكن من الممكن انهم شاركوا في القتال، الا اننا لا نعلم شيئاً عن ذلك». وكان ارييل شارون رئيس وزراء دولة الإرهاب الصهيوني قال أمس الأول ان «اغلب الخسائر البشرية كانت من الإرهابيين لكن كان هناك بعض المدنيين. ولذا انا اعرب عن اسفي لذلك». لكنه تعهد بأنه ستكون هناك «المزيد من العمليات في قطاع غزة». وكانت مصادر طبية فلسطينية أعلنت أن فلسطينيا آخر توفي ليل الثلاثاء ـ الاربعاء متأثرا بجراحه التي أصيب بها خلال المجزرة في خانيونس جنوب قطاع غزة لترتفع بذلك حصيلة الشهداء إلى 16 شخصا. وقال مصدر طبي فلسطيني في مستشفى ناصر الحكومي بمدينة خانيونس «إن عدد ضحايا مجزرة خان يونس التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية فجر الاثنين ارتفع إلى ستة عشر شهيدا بعد وفاة محمود جاد الله الاسطل «16 عاما»، متأثرا بجراحه التي أصيب بها خلال قصف المروحيات الاسرائيلية للمدنيين في خانيونس. وكان الاسطل أصيب نتيجة قيام مروحية إسرائيلية من طراز أباتشي بإطلاق أحد الصواريخ «على مدنيين فلسطينيين قرب مسجد الكتيبة في خانيونس مما أدى إلى إصابته بشظايا في الرأس، نقل على أثرها لمستشفى الشفاء في غزة حيث لفظ أنفاسه الاخيرة». كذلك قالت مصادر طبية وشهود عيان أن طفلة فلسطينية تدعى ميساء عماد زنون وتبلغ من العمر عشرة أعوام، استشهدت برصاص القوات الاسرائيلية مساء الثلاثاء في مخيم رفح للاجئين جنوب قطاع غزة. وقال شهود عيان، أن ميساء كانت في محيط منزلها في المخيم القريب من الشريط الحدودي بين مصر والاراضي الفلسطينية، عندما تقدمت عدة دبابات إسرائيلية قرب الشريط الحدودي وفتحت نيران رشاشاتها الثقيلة باتجاه المنطقة حيث أصيبت الطفلة بعيار ناري ثقيل في الصدر قتلها على الفور. وقال الطبيب علي موسى مدير مستشفى النجار في رفح أن صور الاشعة والطبيب العدلي أكدا أن الطفلة أصيبت بعيار ناري ثقيل من عيار 500 يبلغ طوله خمسة سنتيمترات وقد استقر في الصدر. وأفادت مديرية الامن العام ان الجيش الاسرائيلي أطلق النار بغزارة من منطقة بوابة صلاح الدين المحاذية للشريط الحدودي مع مصر باتجاه منازل الفلسطينيين دون مبرر، مما أدى إلى مقتل الطفلة. وقال جيش الاحتلال أمس انه أفشل محاولة تسلل مقاوم إلى مستوطنة موراغ في القطاع حيث فتح النار باتجاه المقاوم الذي انسحب من المكان من دون ان يصاب. وفي هذه الاثناء وازاء هذه الممارسات بقي الانحياز الأميركي للعدوان على حاله. ففي بيان اعرب جورج بوش الرئيس الاميركي عن «قلقه العميق» من الغارات الاسرائيلية الاثنين في قطاع غزة التي اسفرت عن سقوط 16 شهيداً. واوضح «مع ان الادارة الاميركية تؤيد حق اسرائيل في الدفاع عن النفس الا انها ترى ان من الضروري ان تبذل القوات الاسرائيلية كل الجهود الممكنة لتجنب سقوط ضحايا مدنيين خلال ممارستها هذا الحق». واوضح آري فلايشر الناطق باسم الرئاسة الاميركي ان «الرئيس قلق للغاية من المعلومات التي افادت ان العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة تسببت في مقتل وجرح مدنيين فلسطينيين». وفي وقت سابق دعا كولن باول وزير الخارجية الاميركي الاسرائيليين الى ضبط النفس ايضا. وقال باول خلال لقاء مع وكالات انباء عالمية «نحن على اتصال مع الاسرائيليين ونقول لهم ان عليهم ان يدرسوا بتمعن كبير عملياتهم لتجنب وقوع خسائر بشرية لان ذلك لا يخدم جهودنا لايجاد حل سلمي» للازمة. واكد باول انه «قلق لحجم الخسائر في صفوف المدنيين» مشددا في الوقت ذاته على حق اسرائيل في الدفاع عن النفس. وقال «ان الرد احيانا يكون على نحو يؤدي الى تراجع اكبر» لجهود السلام». واشار باول الى ان شارون سيزور واشنطن في 16 اكتوبر مؤكدا ان الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بفكرة قيام دولتين اسرائيلية وفلسطينية «لكن من الصعب السير في هذا الاتجاه مع استمرار العنف والاعمال الارهابية». من جهته شدد جاكوب كيلينبرجر رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر على ضرورة التمييز بين المدنيين والمقاتلين في صراع الشرق الاوسط. والتقى كيلينبرجر مع شارون وياسر عرفات الرئيس الفلسطيني خلال زيارته للمنطقة. وقال في مؤتمر صحفي «من المتطلبات الرئيسية للقانون الانساني الدولي التمييز بين المقاتلين والمدنيين». واضاف قوله «حينما سمعت بما حدث في غزة شعرت بأنه من الاهمية ان اجعل تلك الرسالة محور المناقشات مع السلطات». وقال ان هناك «ازمة» انسانية في المناطق الفلسطينية التي تخضع لحظر التجول الذي يفرضه الجيش الاسرائيلي مما يعوق الحصول على الرعاية الطبية والغذاء والماء وان نصف السكان الفلسطينيين يعيشون تحت حد الفقر. غزة، القدس ـ «البيان» والوكالات:

Email