سولانا يعقد لقاءً مهماً مع عرفات في رام الله، اسرائيل تتخوف من فرض تسوية اميركية بعد ضرب العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 3 شعبان 1423 هـ الموافق 9 أكتوبر 2002 عقد خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي لقاءً مهما مع ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني الذي أبدى حرصه على استئناف المفاوضات في وقت حذر احد أبرز قادة جيش الاحتلال من ان واشنطن ستعرض اتفاق سلام خاصاً بها إذا انتصرت في حربها المزمعة مع العراق. ووصف نبيل شعث وزير التعاون الدولي الفلسطيني الذي حضر لقاء سولانا وعرفات الليلة قبل الماضية، المحادثات بأنها «مهمة لجهة دفع الامور نحو الامام، ولتنفيذ الخطة الاوروبية التي قدمت إلى اللجنة الرباعية». وقال شعث أن عرفات أطلع سولانا على «تطورات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية، واستمرار العدوان والاعتداءات الاسرائيلية والتي كان آخرها الجريمة البشعة التي وقعت في خانيونس». وصرح سولانا للصحفيين عقب الاجتماع الذي استمر زهاء الساعتين في مقر عرفات المدمر، بقوله «لقد أجريت مباحثات هامة مع الرئيس عرفات ولمست حرصه على بذل الجهود للعودة إلى طاولة المفاوضات». ووجه المسئول الاوروبي انتقادا غير مباشر للاجراءات التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين، قائلا «إن ما يجري على الارض سيئ ويصعب العمل في ظله». وقال ان الاتحاد الأوروبي سيواصل عمله من أجل انهاء دوامة العنف في المنطقة. وحضر اللقاء بين سولانا وعرفات، الذي لم يتحدث للصحفيين عقب الاجتماع، عدد من المسئولين الفلسطينيين بالاضافة إلى ميغيل انخيل موراتينوس المبعوث الاوروبي لعملية السلام في الشرق الاوسط. في غضون ذلك نقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية أمس عن اللواء عاموس غلعاد المسمى منسق عمليات جيش الاحتلال في الضفة الغربية قوله: إن السنة المقبلة ستشهد منعطفاً هاماً لصالح إسرائيل في المنطقة. وأوضح غلعاد ذلك بقوله إن «المجال سيكون مفتوحاً في السنة المقبلة أمام حدوث تغيير عميق بسبب الهجوم الأميركي المتوقع على العراق». وبالرغم من ذلك، حذر من أنه اذا انتصر الأميركيون في حربهم ضد العراق، واستمر في المقابل تدهور الوضع الاقتصادي لدى الفلسطينيين، ولم يتم التوصل الى اتفاق سياسي مقبول، فسوف يفرض الأميركيون اتفاق سلام خاصاً بهم على طرفي النزاع.وجاءت أقوال غلعاد في اجتماع عقد في متحف أرض إسرائيل في تل أبيب، بمناسبة مرور سنة على اغتيال رحبعام زئيفي. وتطرق غلعاد الى مدى القوة التي يتمتع بها ياسر عرفات، وزعم إن مكانته تزعزعت، وأورد على ذلك مثالاً بأنه (عرفات) لم ينجح حتى الآن في تنظيم مظاهرات، مدعياً أن «الانتفاضة غير موجودة في المناطق الفلسطينية». وقال غلعاد: «هناك خطأ في الاصطلاح، فالصحيح هو أن السلطة الفلسطينية تواجه فشلاً شاملاً في تنظيم المظاهرات المؤيدة لها. اللا مبالاة هي وسيلة الاحتجاج التي يستخدمها الشعب الفلسطيني نحو السلطة».وحسب أقوال غلعاد فانه «ليست هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق سلام مع عرفات، ولذلك فان اختفاءه من هنا هو شرط». وبالرغم من ذلك، أشار الى الخطر الكامن في تواجد عرفات في الخارج، إذ أنه على حد قوله «قد ينجم عن ذلك ضرر كبير، لأن بامكانه تفعيل إرهاب خطر دون أن تقع على عاتقه أية مسئولية».وأضاف غلعاد أن عرفات مستمر في الحفاظ على علاقات وثيقة مع العراق، وحسب رأيه، فان وجود علاقة من هذا النوع مع العراق، واقامة علاقات مع إيران، مست به وبمكانته بصورة صعبة للغاية. وأشار الى أنه من الصعب قيام قيادة فلسطينية بديلة «لأن عرفات سينتخب حتى لو كان جثة هامدة. لا توجد لديه مشكلة سياسية، ولذلك لا توجد لديه مشكلة في أن ينتخب من جديد». ومنح العميد عاموس غلعاد للصراع مع الفلسطينيين أهمية بالغة، مؤكداً أنه» من المهم الانتصار فيه. وذلك، حسب رأيه، لأن إسرائيل تنجح بالتوصل إلى اتفاق سلام بعد كل حرب. وأضاف أنه «لا يوجد حالياً ائتلاف عسكري- عربي ضد إسرائيل، ولكن إذا لم ننتصر في الحرب ضد الإرهاب، فمن الممكن أن يزعزع ذلك مكانتنا كقوة وأن يؤدي ذلك إلى تشكيل ائتلاف من هذا النوع». القدس ـ «البيان» والوكالات:

Email