بوش يوبّخ بلير على دعوته لتحريك عملية السلام، مواجهة دبلوماسية بين بريطانيا وأميركا بسبب العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 29 رجب 1423 هـ الموافق 6 أكتوبر 2002 كشفت مصادر صحفية بريطانية أمس عن وقوع مواجهة دبلوماسية بين الادارة الاميركية وبريطانيا بسبب محاولة تونى بلير رئيس الحكومة البريطانية تحريك العملية السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين. وذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية فى تقرير لها بهذا الصدد ان جورج بوش الرئيس الاميركى اعرب عن تذمره أمام بلير بسبب حديثه عدة مرات مؤخرا حول الحاجة الى تحريك العملية السلمية فى الشرق الاوسط. واضافت ان بوش قال لبلير انه ليس معنيا بسماع تصريحات كهذه فى المستقبل القريب وأكد له أنه بالنسبة للادارة الاميركية فإن المسألة العراقية تتقدم على المشكلة الاسرائيلية الفلسطينية. ونقلت الصحيفة عن مصادر فى مكتب بلير وفى الخارجية البريطانية الاعراب عن غضبها ازاء التعامل الاميركى البارد مع مبادرة بلير السلمية، مؤكدة انه سيواصل دفع هذه المبادرة فى الاشهر المقبلة حيث يرى ان غياب العملية السلمية يسمم كل شيء فى الشرق الاوسط. كما ذكرت مصادر بريطانية مسئولة ان كولين باول وزير الخارجية الاميركى يشارك بلير فى رأيه القائل بأن هناك حاجة ملحة لاستئناف العملية السلمية، مشيرة الى أن باول احد اعضاء اللجنة الرباعية الدولية التى من المفروض بها الاجتماع قريبا فى لندن لمناقشة هذه المسألة. وتحاول وزارة الخارجية البريطانية دفع فكرة عقد المؤتمر الدولى للسلام بل اقترحت استضافته فى لندن واختيار بلير رئيسا له لكن هذه الفكرة مازالت طي البحث. وكان رئيس الحكومة البريطانية قد تحدث خلال الاسبوعين الاخيرين بحزم حول الحاجة الى دفع العملية السلمية فى الشرق الاوسط خلال خطابه أمام البرلمان عندما كشف عن التقرير المتعلق بالعراق وكذلك خلال مؤتمر حزب العمال البريطانى حيث قال: هناك حاجة الى عقد مؤتمر سلام دولى للشرق الاوسط. واوضح بلير فى كلمته بهذا الصدد «البعض يقول ان الموضوع المركزى هو العراق والبعض الآخر يقول ان المسألة الفلسطينية الاسرائيلية تشكل الموضوع المركزى، وأنا اقول انهما معا، ما يحدث فى الشرق الاوسط هو أمر قبيح وغير مناسب، الفلسطينيون يعيشون الاهانة ويفتقدون الى الامل، المواطنون الاسرائيليون يقتلون بوحشية، يجب تنفيذ قرارات الامم المتحدة فى هذه المسألة تماما مثلما هو الأمر بالنسبة للعراق». وأشار بلير الى أن قرارات الامم المتحدة لا تتعلق باسرائيل فقط وانما بكل الاطراف، وقال ان على الاسرائيليين ان يحصلوا من خلال الاتفاقيات الدائمة على دولة اسرائيلية آمنة ومعترف بها من قبل كل دول العالم العربى فى حدود 67، ودعا الى استئناف مفاوضات الوضع الدائم قبل نهاية العام الجارى. ق.ن.أ

Email