واشنطن تدرس خيارات أخرى للتخلص من صدام، صحيفة أميركية تؤكد تعثر جهود بوش في تغيير النظام العراقي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 26 رجب 1423 هـ الموافق 3 أكتوبر 2002 أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية أمس تعثر جهود ادارة الرئيس جورج بوش لتغيير نظام الحكم وتطبيق الديمقراطية فى العراق، مشيرة الى ان التوترات عقدت بدرجة كبيرة محاولة واشنطن اثبات وجود بديل شعبى وديمقراطى لما سمى ب«ديكتاتوريةالرئيس صدام حسين». وقالت الصحيفة الأميركية ان زعماء المعارضة وخبراء فى شئون العراق يرون ان منهج واشنطن مازال مبتليا بالخلافات حول من ينبغى ان يقود المنشقين ومن سيحكم على نحو اكثر فاعلية فى حالة الاطاحة بصدام حسين. واشارت الى ان الخلافات بين وزارة الخارجية «البنتاغون» من جهة والخارجية ووكالة المخابرات المركزية الأميركية من جهة اخرى حول دور المؤتمر الوطنى العراقى الذى ظل لسنوات عديدة التنظيم الام للمعارضة العراقية قوضت نتائج اجتماع جماعات المعارضة الست الرئيسية فى شهر اغسطس الماضى تحت رعاية الادارة الاميركية فى محاولة منها لمساعدتهم على تشكيل جبهة موحدة. ونقلت «نيويورك تايمز» عن دانيال بليتكا نائب رئيس معهد ـ اميركان انتربرايز ـ الذى كان حتى الربيع الماضى مسئولا عن سياسة الشرق الاوسط بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ قوله ان التعامل مع شخصيات المعارضة العراقية دون وجود سياسة متكاملة تجاههم تصرف مشين. مشيرا الى ان ادراة بوش ليس لديها حتى الان فكرة عما تريد ان تفعله مع المعارضة العراقية. وذكرت الصحيفة الأميركية أمس ان الرئيس جورج دبليو بوش خفف امس الأول على ما يبدو من لهجته بشأن العمل العسكرى ضد العراق باعلانه انه مستعد للتوصل الى حلول وسط مع الكونغرس والامم المتحدة فى حال اصدارهما قرارات (متشددة) لا تكبل يديه اذا رفض صدام حسين الرئيس العراقى نزع اسلحته. واضافت الصحيفة ان المتحدث باسم البيت الابيض اعلن بعد ذلك ان الرئيس بوش مازال عازما على طرد الرئيس صدام من السلطة وحث الشعب العراقى على الانتفاضة ضده لنفيه خارج البلاد او قتله. واوضحت ان الرئيس بوش اعلن امس الأول مرتين ان هدفه «نزع سلاح هذا الرجل» وانه فى تصريحات اخرى تستهدف ارضاء الدول الاعضاء فى مجلس الامن الدولى للموافقة على قرار جديد لم يشر الرئيس بوش الى الاطاحة بالرئيس صدام. واشارت الى ان البيت الابيض يكثف من جهوده للتوصل الى حل وسط فى الكونغرس يمهد الطريق لصدور قرار سريع يعطى الرئيس صلاحية القيام بعمل عسكرى ولكن تحت قيود اكثر من التى يرغب فيها الرئيس وان زعماء الكونغرس اوضحوا ان اجتماعاً لاحقاً فى البيت الابيض سيحدد اللهجة النهائية للقرار. ونسبت الصحيفة الى مساعدى قادة الكونغرس قولهم انهم على وشك التوصل الى اتفاق حول صيغة القرار الذى يمنح الرئيس سلطة القيام بعمل عسكرى ضد العراق الا ان المداولات مستمرة حول الصيغة. واشارت الى ان المسئولين فى وزارة الدفاع يصرون على ان اى سياسة تستهدف الترويج لانتفاضة داخلية ضد صدام سيكون مصيرها الفشل وان دونالد رامسفيلد وزير الدفاع اوضح هذا الاسبوع وجود عدة بدائل لاغتيال الرئيس العراقى. واوضح رامسفيلد وفلايشر انه اذا هرب صدام فلن يكون حاكما للعراق. وحسب الصحيفة أعلن البيت الابيض ان الرئيس بوش لا يدرس رفع الحظر المفروض على اغتيال العملاء الاميركيين للقادة الاجانب وان كان المسئولون فى الادارات الاميركية السابقة قد اوضحوا عدم تطبيق الحظر على المنشقين العراقيين الذين يتلقى بعضهم مساعدات وتدريبات من وكالة المخابرات المركزية الا انه لم يتضح بعد ما اذا كانت هذه التدريبات لا تتضمن توجيها خاصا بالرئيس صدام. واوضحت الصحيفة ان البوادر الاخرى التى تشير الى دراسة فريق بوش بدائل اخرى محتملة للغزو العسكرى الكامل ما سربه الدبلوماسيون من مسودة القرار الاميركى ـ البريطانى المشترك فى مجلس الامن الدولى التى تدعو الى مساندة عسكرية لعمليات التفتيش وتفويض الولايات المتحدة او حلفائها بتدمير مخابيء الاسلحة او معامل الاسلحة التى تعثر عليها فرق التفتيش. واشارت الصحيفة الى ان البيت الابيض حتى فترة قريبة كان يرفض مثل هذه الصياغة بوصفها غير عملية الا انه بدأ الان يقبلها ولو جزئيا على الاقل. وقال السيناتور الجمهورى ريتشارد لوجار انه اجتمع مع عدد من قادة الكونغرس لبحث مسودة قرار مغاير للقرار الذى يرغبه البيت الابيض وانهم اتفقوا على ان يقتصر العمل العسكرى الاميركى فى العراق على تعزيز عمليات نزع السلاح مع تركيز اكثر على تأكيد، وليس طلب، ان يتم استخدام القوة بدعم اطراف متعددة الا ان فلايشر اوضح ان الرئيس بوش رفض هذا الاقتراح لانه يكبل يديه. واضافت الصحيفة ان الصيغة الجديدة لا تدعو القادة العراقيين والرئيس صدام بصفة خاصة الى وقف مساندة الارهاب والتوقف عن اضطهاد شعبه والتوقف عن تهديد جيرانه وان لوجار اوضح ان خطته تفصل بشكل متعمد بين هذه المسائل والمسائل الاخرى التى يرى الكونغرس انها لا تعد سببا للحرب. أ.ش.أ

Email