عرفات: سأفاوض شارون رغم محاولته اغتيالي 13 مرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات انه سيعطي رئيس وزراء دولة الاحتلال ارييل شارون الفرصة والوقت وانه سيتفاوض معه رغم محاولته اغتياله 13 مرة في بيروت وسط اعلان الاخير انه سيلتقي عرفات بعد تشكيل حكومته، فيما طالبت السلطة الفلسطينية ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش بالزام الحكومة الاسرائيلية الجديدة باستئناف المفاوضات من حيث توقفت. وقال عرفات لـ(رويترز) في مقابلة باللغة الانجليزية انه يتابع عن كثب المفاوضات التي يجريها شارون من اجل تشكيل حكومته وانه سيعطى زعيم حزب ليكود اليميني فرصة ليثبت جديته في مسعى السلام. وقال (علينا ان ننتظر ونرى, سنحكم عليه في ضوء السياسات التي ينتهجها كرئيس للوزراء ومع من سيشكل حكومة). واحجم عرفات عن كشف النقاب عن مشاعره ازاء شارون الذي قاد غزوا داميا للبنان عام 1982 استهدف تدمير منظمة التحرير الفلسطينية. وادى هذا الغزو الى قتل ميليشيات مسيحية لبنانية مئات الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا تحت سمع وبصر القوات الاسرائيلية بعد اجلاء مقاتلي عرفات من بيروت, وحمل تحقيق اسرائيلي شارون مسئولية غير مباشرة عن المذبحة. وقال عرفات (لا اريد ان اخوض في هذا لكنه في فكري. دون شك هو في فكره وفكري). وسئل عرفات عما اذا كان يخشى من التعامل مع شارون فقال (انتم تعرفونني.. هل تعتقدون انني خفت ابدا. لدي برنامج قوي جدا الا وهو شعبي الفلسطيني وانا فخور به). وعلى الرغم من ذلك قال مساعدون لعرفات انه يخشى من احتمال ان تزيد سياسات شارون المتشددة من حدة التوتر وتؤدي الى مزيد من اراقة الدماء. وقال مصدر قريب من عرفات ان (شارون قادر على اي شيء. قد يشكل فرق اعدام لاغتيال الزعماء الفلسطينيين او لاعادة احتلال الاراضي الفلسطينية). وقال عرفات الذي اتصل بشارون يوم الجمعة لتهنئته على فوزه في الانتخابات وحثه على استئناف المحادثات على اساس مبادلة الارض بالسلام انه يمكنه التفاوض مع شارون مثلما فعل مع خصومه الاسرائيليين الاخرين. وقال عرفات ان شارون (حاول قتلي 13 مرة) خلال حصار بيروت عام 1982. واضاف (لكن الان لا ننسي اننا اجرينا محادثات مع شارون في واي) مشيرا الى محادثات السلام التي جرت برعاية الولايات المتحدة في واي ريفر بولاية ماريلاند عام 1998 عندما كان شارون وزيرا لخارجية اسرائيل. وقال مسئولون فلسطينيون ان عرفات وشارون لم يلتقيا بمفردهما في واي ريفر. وفي احدى المناسبات وجدا نفسيهما بمفردهما في قاعة فقضيا نصف ساعة في صمت تام دون ان ينظر احدهما الى الاخر. وقال عرفات (سأتعامل مع اي شخص ينتخبه الشعب الاسرائيلي, انني رجل يحترم وعده وقد وقعت على اتفاقية اوسلو وسلام الشجعان مع رابين مع هؤلاء الذين انتخبهم الاسرائيليون . ولا ننسي ان 69 في المئة من الشعب الاسرائيلي يؤيد عملية السلام). من جهته قال شارون انه اتفق مع الرئيس الفلسطينى على اللقاء لاستئناف المفاوضات بعد تشكيل حكومته. وصرح شارون للتلفزيون الاسرائيلى بان الرئيس الفلسطينى شكا له من الوضع الاقتصادى الخانق وانه وعد عرفات بمواجهة ذلك شريطة وضع حد لما اسماه (بالعنف). وزعم شارون انه يدرك الحاجة للسلام فى ضوء مشاركاته ومساهماته فى حروب سابقة اكثرمن اى زعيم سياسى اخر. كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قال من جهته انه اذا سار شارون فى برنامجه السياسى الذى أعلنه خلال الحملة الانتخابية فان ذلك سيعد تحديا لكل الأمة العربية وبالتالى سيبدأ العرب فى وضع الاستراتيجية التى من شأنها مواجهة التحديات والتعامل مع الأحداث. وأشار الى أن هناك ما هو أهم من مقترحات كلينتون وهو مرجعية عملية السلام المتعارف عليها طبقا للشرعية الدولية وتنفيذ القرارين 242 و338 بمعنى انسحاب اسرائيلى الى خط الرابع من يونيو 1967 بما فيها القدس. وقال فى حديث لهيئة الاذاعة البريطانية ان هذا هو الموقف الأمريكى منذ عام 1967 وهذا هو الموقف الدولى وبالتالى فان الادارة الأمريكية عليها التذكير بذلك وتأكيد أن هدف عملية السلام هو تنفيذ اسرائيل للقرارين 242 و338. وشدد على ان أحدا لا يمكنه أن يغير هذا الموقف, ولا يستطيع أن يذهب مع ادارة أمريكية ذهبت أو أدارة أمريكية أتت. وأوضح أنه يتعين على شارون أن يدرك أن أقوال الادارة الامريكية لا تعنى ما يطالب به هو من الغاء المرجعيات والعودة الى نقطة الصفر فى المفاوضات, معتبرا ان هذه المفاوضات قطعت شوطا طويلا منذ أوسلو وتطرقت الى قضايا مهمة مثل القدس والحدود والمستوطنات واللاجئين والمياه وغيرها من القضايا. ودعا عريقات الادارة الأمريكية الى مطالبة شارون باستئناف المفاوضات من حيث انتهت من جانب وان تحذره من مغبة النشاط الاستيطانى ومحاولة فرض الامر الواقع فيما يتعلق بالقدس من الناحية الأخرى, وأن تحذره من مغبة التصعيد ضد الشعب الفلسطينى.. مشيرا الى ان تصريحات شارون بخصوص القدس واللاجئين والمستوطنات من شأنها أن تعيد الأوضاع الى المربع الأول مما يفقد عملية السلام مصداقيتها., وأعرب عن استعداد الجانب الفلسطينى لاستئناف عملية السلام من النقطة التى توقفت عندها مؤكدا أنه لايمكن العودة الى نقطة الصفر. وطالب المسئول الفلسطينى المجتمع الدولى بالاضطلاع بمهامه ومنع شارون من (ان يشعل النار فى الاخضر واليابس بمواقفه المتطرفة). الوكالات

Email