تقرير اخباري ، الاحتلال يحاصر رمضان في فلسطين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تدخل الانتفاضة الحالية شهرها الثاني مع حلول شهر رمضان مجبرة فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة للتخلى عن بعض تقاليدهم الخاصة بالشهر الفضيل لصالح طقوسها الجديدة. وتصادف اليوم الاربعاء ثالث ايام رمضان, الذكرى الشهرية الثانية لاندلاع الانتفاضة التي باتت جزءا من حياة اكثر من 3 ملايين فلسطيني لاسيما حالات القتل والقصف اليومي والحصار التي تعيشها مدن وقرى ومخيمات الاراضي المحتلة. ويختصر مامون مقبول (42 عاما) وهو احد تجار البلدة القديمة لمدينة نابلس هذه الحالة الجديدة بوصفه الاقبال المتدني لزبائنه على بضاعتة من المقبلات التي تعد ركنا اساسيا على مائدة الافطار في شهر رمضان. وقال مقبول (على ما يبدو فان انباء القتل والدمار قد افقدت الناس شهيتهم على الاطلاق ولن تنفعهم هذه المقبلات). واضاف مشيرا الى تدنى القوة الشرائية لدى الجمهور الفلسطيني (مقارنة مع رمضان الماضي استطيع القول انني لا استقبل اكثر من 15 بالمئة من الزبائن في مثل هذا الموسم). ولم يكن حال (القطايف) والتي تعد طبق الحلوى الرئيسي في رمضان افضل حالا. وقال عبد المنعم النابلسي وهو يشير الى اكوام القطايف التي تكدست امامه على طاولات العرض منذ ساعات الصباح (لقد خبزتها منذ ساعات الفجر الاولى, ولكن اغلب المارة يلقون نظرة ثم يواصلون سيرهم). واكد نابغ بريك (38 عاما) وهو احد سكان المدينة عزوف الفلسطينيين حاليا عن بعض تقاليد رمضان. وقال (لم يكن اليوم الاول في رمضان مختلفا عن بقية الايام, فنحن ملزمون في ظل هذه الظروف الصعبة بالتركيز على الضرورات فقط). وطال تأثير الانتفاضة مدفع الافطار. ولم يعد ممكنا خلال الانتفاضة الحالية استخدام هذا التقليد المخصص لاشعار الصائمين بموعد الافطار وهو الذي حافظ على بقائه بالرغم من تعدد وسائل الاعلام الاخرى المتاحة. ويعود السبب في ذلك لامرين, اولهما ان الجيش الاسرائيلي الذي يحاصر المدينة مسلحا بدبابات ورشاشات ثقيلة سيرد بقوة على اي مصدر للنار وثانيهما انه لا يمكن الحصول على قذائف المدفع سوى من مصدر واحد: اسرائيل. وقال يوسف الجابي مدير اطفائية المدينة المسئولة عن جهوزية المدفع (ليس لدينا قذائف وتكفينا قذائفهم) في اشارة الى تواصل القصف الليلي الاسرائيلي لمدينة نابلس. ولم يعد ممكنا كذلك خروج (المسحراتي) في الاحياء الاكثر عرضة للقصف مثل الحي الشرقي لمدينة نابلس الذي يعلوه موقع عسكري اسرائيلي. وقال سعدي جودت (48 عاما) احد سكان الحي (لسنا بحاجة لمسحراتي, فالقذائف الاسرائيلية المتواصلة تبقينا يقظين, ولم نعد نجرؤ على اشعال الضوء ولا تناول طعام السحور اصلا). أ.ف.ب

Email