مساع (لتنقية الأجواء) بين دمشق وصفير

كشف وزير الخارجية اللبناني السابق فؤاد بطرس أمس عن قيامه بمسعى (لتنقية الاجواء) بين دمشق والبطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله صفير المتشدد بمطالبته بانهاء الوجود السوري في لبنان. وكان بطرس الشخصية المسيحية المعروفة باعتدالها قد اجتمع الثلاثاء الماضي في دمشق بالرئيس السوري بشار الاسد. واوضح بطرس الذي اجتمع امس الأول بالبطريرك صفير في تصريحات نشرتها الصحف اللبنانية ان مجمل حديثه مع الرئيس السوري (يمكن ان يشكل في شكل او اخر نوعا من رسالة الى البطريرك صفير). وقال بطرس (اقوم بمسعى في سبيل ايجاد الحلول وتسهيلها وتصفية الاجواء) مؤكدا (ان هذه المساعي ما زالت في بداية الطريق). واستبعد بطرس ان ترسل سوريا موفدا الى بكركي وقال (لا اعتقد ان هذا الامر وارد في الظرف الحاضر). ولفت بطرس الى انه يقوم بمساعيه ( لان الدولة (اللبنانية) لا تقوم بهذا الامر). وقال (من الطبيعي في غياب تحرك الدولة حتى الساعة ان تقوم مرجعيات في المجتمع المدني سواء كانت روحية او غير روحية وسياسية بهذا الامر). وكان صفير أكد في تصريحات للصحافة وجود مساع لتقريب وجهات النظر مع دمشق وقال (هذا ليس له اية نتيجة حتى الآن وهو لا يزال في بداية الطريق). من ناحية اخرى التقى البطريرك الماروني أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري المقرب من سوريا ويعقدان خلوة في لقاء هو الاول من نوعه منذ اكثر من خمس سنوات. واكد صفير عشية لقائه بري في تصريحات صحافية انه سيتمسك في اجتماعه مع بري بالمطالبة باعادة انتشار الجيش السوري في لبنان تطبيقا (لاتفاق) الطائف للوفاق الوطني (1989) تمهيدا لانسحابه منه. من ناحيتها رحبت الرابطة المارونية الخميس بـ(ظهور بوادر حوار حول موضوع العلاقة اللبنانية السورية تمثل في الاونة الاخيرة بعدد من اللقاءات والزيارات من قبل مرجعيات وطنية). وأعربت الرابطة في بيان نشرته الصحف اللبنانية عن املها بان (يثمر ذلك عن نتائج ملموسة) واعتبرت (ان الحوار هو المدخل الوحيد السليم لتنمية وتصويب العلاقة الاستراتيجية) بين لبنان وسوريا. يذكر بأن الجدال حول الوجود السوري في لبنان بدأ بمطالبة مجلس المطارنة الموارنة في 20 سبتمبر باعادة انتشار ومن ثم بانسحاب الجيش السوري من لبنان وانتقد هيمنة دمشق وتدخلها في السياسة اللبنانية, ثم انتقل الجدل الى البرلمان حيث ايد عدد من النواب المسيحيين بيان الأساقفة. ا.ف.ب.

الأكثر مشاركة