سجال ساخن بين بلير وتاتشر ، حملة شتائم شخصية على خلفية القوة الاوروبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في سجال علني مع رئيسة الوزراء السابقة مارجريت تاتشر على خلفية المشاركة البريطانية المزمعة في القوة الاوروبية الجديدة للتدخل السريع. وانتقدت تاتشر خططا لمساهمة لندن بعدد كبير من العسكريين في هذه القوة ووصفتها بانها (حماقة كبيرة). واعربت تاتشر عن ذلك في مقال نشرته صحيفة (صن). وجاء هجوم زعيمة حزب المحافظين السابقة التي استقالت منذ عشرة اعوام, ضمن سلسلة من المقالات لكبار القادة العسكريين المتقاعدين الذين ادانوا قوة الرد السريع ووصفوها بانها تقوض حلف شمال الاطلسي (ناتو) وتثير الشكوك في الولايات المتحدة. وكتبت تاتشر ان خطط الحكومة لقيام جيش اوروبي جديد ليس لها اي معنى عسكري على الاطلاق فليس لها اي معنى بالنسبة لبريطانيا التي تنتشر قواتها بالفعل في مناطق كثيرة او بالنسبة لاوروبا التي تقل فرصتها لتصبح قوة عسكرية عن فرصتها لايجاد عملة قوية او بالنسبة لحلف الناتو الذي يهدده هذا الاقتراح بالانقسام والدمار. واضافت تاتشر, في هجوم شخصي على زعيم حزب العمال توني بلير, قائلة انها (هذه الخطط) ليست سوى حماقة كبيرة تعرض امننا للخطر من اجل اشباع الغرور السياسي. وتعرف تاتشر بتحفظها إزاء الاتحاد الأوروبي وذكرت التقارير مؤخراً أنها تحبذ الانسحاب تماماً من الاتحاد إذا ما تحرك نحو مزيد من التنسيق بشأن السياسات الاقتصادية الرئيسية التي قد تؤدي إلى الانتقاص من سلطة البرلمان البريطاني. ويعتقد معلقون بريطانيون معارضون لتجميع القوات الأوروبية بأن فرنسا هي القوة الدافعة وراء التحركات نحو تشكيل جيش أوروبي بالكامل يحل محل حلف الناتو. وقد شن بلير حملة مضادة منتقداً تاتشر ومتهما بعض الصحف بعدم النزاهة فيما تنشره حول القوة الأوروبية. وقال بلير: ما ظهر حول الدفاع الأوروبي في بعض قطاعات وسائل الإعلام بما فيه صحيفة (صن) يصل إلى حد يتنافى بالفعل مع العقل, وأكد على انه ليس هناك أي اقتراح بشأن جيش أوروبي دائم. وعقد بلير مؤتمرا صحافيا لينتقد ما اسماه بالسياسات البالية لتاتشر على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي ونظرة قاصرة في الاستثمار في مجال الخدمات الاجتماعية. وقال بلير اننا مضطرون اليوم للتعامل مع المشكلات التي ورثناها من ذلك العصر في اشارة الى سياسات تاتشر مبينا اننا بحاجة اليوم الى التواصل مع اوروبا باسلوب عصري وواقعي. وكانت بريطانيا قد تعهدت بتقديم قوة برية قوامها 12500 جندي بالاضافة إلى 18 سفينة حربية, 72 طائرة مقاتلة للمساهمة في قوة الرد السريع التي أعلن عن تشكيلها رسميا في بروكسيل يوم الاثنين الماضي. كونا ـ د.ب.ا

Email