خبراء عسكريون اسرائيليون: الانتفاضة ستتحول لحرب استنزاف لا يتحملها جيش الاحتلال

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط تأكيد ضابط للاحتلال بدء تحول الانتفاضة إلى الهجمات المسلحة أكد خبراء عسكريون اسرائيلون ان المواجهات ستتحول إلى حرب استنزاف لا قبل لجيش الاحتلال بتحملها لفترة طويلة ، ما يدفع بعض قادته للمطالبة باجتياح مناطق السلطة الفلسطينية, حيث أكد رئيس لجنة الشئون الخارجية في الكنيست أن على عرفات ان يدفع ثمن الحرب الناشبة. واتهم الكولونيل الاسرائيلي جال هيرش قائد قطاع رام الله في الضفة الغربية أمس الفلسطينيين بالعمل على الانتقال من استراتيجية حرب العصابات الى استراتيجة الارهاب ضد اسرائيل. وقال الضابط الاسرائيلي في تصريح الى الاذاعة العبرية لقد لاحظنا على الارض خلال الفترة الاخيرة ان الفلسطينيين عبر حرب العصابات التي يعتمدونها, باتوا يشددون اكثر فأكثر على الوسائل (الارهابية) بسبب الحزم الذي نبديه تجاههم, ونتيجة الخسائر الكبيرة التي يمنون بها. واضاف انهم يستهدفون المدنيين على الطرقات وفي الاسواق والامر ليس مصادفة. ان السلطة الفلسطينية سبق واطلقت سراح خبراء في (الارهاب) في اشارة الى اطلاق سراح عشرات الناشطين في حركتي حماس والجهاد الاسلامي بعيد اندلاع الانتفاضة الاخيرة. وختم هيرش قائلا ان اسرائيل تسعى الى مواجهة هذا الوضع وتصفية الارهاب. إلى ذلك اعتبر رئيس لجنة الشئون الخارجية والدفاع في البرلمان الاسرائيلي دان ميريدور أمس ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يجب ان يدفع ثمن الحرب التي اثارها, حسب زعمه, في الاراضي الفلسطينية. واكد في مقابلة مع اذاعة الجيش ان ياسر عرفات قلب الطاولة ويعمل في الشارع. انه يريد الحرب وعليه اذن ان يدفع الثمن. واضاف ميريدور آسف لسقوط قتلى, وخصوصا من الاطفال, لكن هناك ثمنا للحرب, اقتصاديا على سبيل المثال. في غضون ذلك وصف خبراء ومحللون عسكريون اسرائيليون تطورات التصعيد الحاصل فى المواجهات والاشتباكات فى الأراضى الفلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الأيام الأخيرة بأنه بداية حرب حقيقية قد لا يستطيع الجيش الاسرائيلى تحمل أعباءها والصمود فيها لوقت طويل. ونقلت تقارير نشرتها الصحف الاسرائيلية الصادرة أمس عن خبراء عسكريين فى الجيش غداة مقتل واصابة عدد آخر من الجنود الاسرائيليين فى اشتباكات وهجمات شهدتها مناطق متفرقة من الضفة الغربية وقطاع غزة خلال اليومين الماضيين إذا لم يتوقف اطلاق النار فى المناطق الفلسطينية فان المواجهة الحالية مع الفلسطينيين ستتحول الى حرب استنزاف تشمل عمليات وهجمات مسلحة وسفك دماء يومية من الجانبين. وفى هذا الصدد قالت صحيفة (هآرتس) جازمة فى تحليل لها ان ما يجرى الآن فى الأراضى الفلسطينية هو بالفعل حرب استنزاف حقيقية. وقالت الصحيفة في تحليل كتبه مراسلها ومعلقها العسكري انه منذ بداية المواجهات في الأراضى الفلسطينية قتل عدد كبير من أفراد قوات الجيش والأمن الاسرائيلية أحد عشر من بين القتلى الاسرائيليين لقوا مصرعهم خلال الأسبوعين الماضيين فى المعارك والاشتباكات المستمرة فى بيت لحم. وقال مسئولون كبار فى الجانب الفلسطينى لم يخفوا نية الفلسطينيين طرد وإنهاء التواجد الاسرائيلى فى منطقة مسجد بلال بن رباح فى بيت لحم والذى لم يعد الجيش الاسرائيلى قادرا على تأمين حماية الزوار والمصلين اليهود فيها او حتى الوصول إليها بانتظام منذ اندلاع انتفاضة الحرم القدسي. ونقلت صحيفة ( معاريف) عن مسئولين فى الجيش الإسرائيلي انه ان لم يطرأ تحول وانعطاف دراماتيكى فى ميدان الجهود والمساعى السياسية والدبلوماسية, فإن الصدامات بين الجانبين ستستمر لأشهر عديدة ربما لسنة أو أكثر,. واوضح ضباط إسرائيليون كبار إن من المتوقع أن تأخذ المواجهة شكلا جديدا خلال الفترة القريبة باتجاه تراجع حجم المظاهرات والمواجهات الجماهيرية الفلسطينية فى مقابل ازدياد وتصاعد عمليات إطلاق النار والهجمات بالقنابل والمتفجرات. وتقتبس الصحيفة فى هذا السياق عن ضابط رفيع فى الجيش الاسرائيلى قوله ستكون هنا حرب استنزاف, سيقوم الفلسطينيون بشن هجمات بهدف قتل أكبر عدد من الجنود والمدنيين الإسرائيليين, ونحن بدورنا سنرد بهدف إيقاع خسائر وإصابات فى صفوفهم. ويضيف الى جانب إمكانية حدوث تصعيد على الحدود الشمالية وهجمات داخل مناطق الخط الأخضر, سنقف بالتأكيد فى مواجهة وضع مشابه لذلك الذى ساد إبان فترة حرب الاستنزاف فى أواخر الستينيات, الفارق فيه بالأسلوب والوتيرة للحرب وكذلك العدو المختلف الذى ستدور معه. ويقول عاموس هرئيل فى تحليله بصحيفة (هآرتس) انه فى الوقت الذى تسود فيه مقاربات بين الوضع الراهن فى الأراضى الفلسطينية والقتال الذى خاضه الجيش الاسرائيلى فى جنوب لبنان خلال فترة احتلال اسرائيل لمنطقة الشريط الحدودى هناك, فإنه من الجدير بالذكر ان عدد القتلى الاسرائيليين فى المواجهة الحالية مع الفلسطينيين خلال ستة أسابيع من الاشتباكات والمواجهات مماثل للعدد المتوسط من قتلى الجيش الاسرائيلى فى لبنان طوال عام بأكمله, ذلك الثمن الذى رفض المجتمع الاسرائيلى دفعه أو تحمله, وهو ما أجبر اسرائيل فى نهاية المطاف على الانسحاب من جانب واحد من منطقة الشريط الحدودى الذى احتلته طيلة أكثر من عشرين عاما فى جنوب لبنان. وينتهى المعلق العسكرى الى أن الأحاديث مع ضباط وجنود الجيش الاسرائيلى تظهر أكثر فأكثر أنهم يتوقعون وينتظرون من المستوى السياسى الحكومى الاسرائيلى اذنا وايعازا للقيام بعملية عسكرية واسعة ضد مناطق السلطة الفلسطينية على الرغم من أن قلة من العسكريين يوهمون أنفسهم بأنه يمكن بهذه الطريقة اخماد الانتفاضة الفلسطينية الثانية وتسوية المشكلة . وأشارت يديعوت الى أن رئيس الوزراء الاسرائيلى ايهود باراك صادق يوم الجمعة الماضى على ميزانية مصاريف الجيش الاسرائيلى المتعلقة بالقتال والمواجهات فى الأراضى الفلسطينية وقد بلغت هذه الميزانية الاضافية 750 مليون شيكل (187 مليون دولار) اضافة الى ذلك قدم الجيش طلبا للحكومة الاسرائيلية للحصول على مبلغ 100 مليون دولار تستقطع من ميزانية المساعدات الأمنية الخارجية, وذلك لغرض تمويل نفقات الجيش على محاربة الانتفاضة الفلسطينية. الوكالات

Email