الصحف البريطانية تشبه أمريكا بجمهورية موز ، واشنطن منزعجة وتؤكد سلامة نظامها الديمقراطي

ردت واشنطن بانزعاج على انتقادات حادة لما اثارته نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية من بلبلة, بلغت حد تشبيه الولايات المتحدة الأمريكية بأنها احدى جمهوريات الموز. ومزج المسئولون الأمريكيون في ردهم بين الدعابة والانزعاج, ساعين إلى إشاعة الطمأنينة على صحة وسلامة الديمقراطية الأمريكية التي تتعرض من الداخل لاتهام بأنها انفجرت الثلاثاء الماضي ودمرت شرعية الرئيس المنتخب. وقال المستشار الرئاسي لشئون الامن القومي ساندي بيرجر (كما تعلمون نحن قادرون على التفرغ للاهتمام بشئون البلاد اربعا وعشرين ساعة على اربع وعشرين, سبعة ايام في الاسبوع وفي كل مكان من العالم). وسخرت وزارة الخارجية من جهتها من (بعض التعليقات المهمة للصحافة الاجنبية) مثل تعليقات (ديلي ميرور) البريطانية التي شبهت الولايات المتحدة بـ (جمهورية موز). وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية ريتشارد باوتشر بلهجة لم تخل من الضيق والانزعاج ان الانتخابات كانت (نظامية, عادية, قانونية, واضحة, شفافة ومكشوفة). وردا على صحافي من امريكا الجنوبية طرح سؤالا تهكميا قال المتحدث ان الولايات المتحدة (لا تفكر) في الطلب من منظمة الدول الامريكية ارسال مراقبين دوليين الى فلوريدا كما طلبت واشنطن في الماضي بالنسبة للبيرو وهاييتي. واضاف باوتشر ان واشنطن لم تتلق من جانب العواصم الاجنبية اي طلب للحصول على توضيحات او اي تعبير عن القلق بسبب البلبلة الانتخابية الراهنة. وقال مازحا (لم يسألنا احد عما اذا كانت الولايات المتحدة في حالة انعدام وزن او اي شيء مماثل). لكن عواصم عدة مثل باريس وبكين وقعت في الشرك بعد اعلان شبكات التلفزة الامريكية السابقة لأوانها عن فوز المرشح الجمهوري ليل الثلاثاء الاربعاء, ووجهت رسائل تهنئة الى جورج بوش. وبشكل اكثر جدية, اشار المسئولون الامريكيون الى ان الرئيس بيل كلينتون الذي يستمر في مهامه الرئاسية حتى 20 يناير ابقى على برنامجه الدبلوماسي المثقل والتقى امس الأول الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وسيستقبل غداً الاحد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك. كما سيتوجه كلينتون في الاسبوع المقبل الى بروناي للمشاركة في قمة آسيا ــ المحيط الهادىء ثم ينتقل الى فيتنام في زيارة تاريخية ستكون الاولى لرئيس امريكي منذ انتهاء الحرب الفيتنامية. واكد بيرجر ان (الرئاسة مستمرة في عملها مثل كل شئون البلاد) مؤكدا ان كلينتون سيجري لقاءات ثنائية مع نظرائه الروسي فلاديمير بوتين والصيني جيانج زيمين والكوري الجنوبي كيم داي جونج وكذلك مع رئيس الوزراء الياباني يوشيرو موري. من جهتها ضاعفت الصحافة الاجنبية من تعليقاتها التي تنتقد مسار الديمقراطية الانتخابية الامريكية على غرار التايمز اللندنية التي ذهبت الى حد القول ان الولايات المتحدة (قد تكون على شفير اخطر ازمة سياسية منذ (فضيحة) ووترجيت). وكتبت صحيفة برلينر تسايتونج من جانبها (تصح الدعابة لو كان الامر يتعلق بانتخاب رئيس بلدية شيكاغو, ولكن المعني هنا هو أقوى رجل في العالم). ولم تقتصر الانتقادات على الخارج بل وايضا داخل الولايات المتحدة حيث لم تخل التعليقات حول هذه المسألة من القسوة. وقال احد رؤساء تحرير واشنطن بوست اي.جي, ديون ان (كل نظامنا السياسي انفجر الثلاثاء. ايا يكن الفائز بالرئاسة فان شرعية انتخابه ستكون موضع شك). ا.ف.ب.

الأكثر مشاركة