الأمريكيون ينتخبون اليوم الرئيس الثالث والأربعين ، بوش يتقدم على جور والمراقبون لا يستبعدون المفاجآت

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتجه أنظار العالم اليوم إلى الولايات المتحدة لمعرفة من سيكون سيد البيت الأبيض الجديد, حيث سيدلي الأمريكيون اليوم الثلاثاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لتحديد الرئيس الجديد بين المتنافسين عليها وهم آل جور عن الحزب الديمقراطي وجورج بوش عن الحزب الجمهوري ورالف نادر عن الحزب الأخضر وبات يوكانن عن حزب ، الإصلاح والاثنان الأخيران لا يحظيا بأي فرصة للفوز حيث تختصر المنافسة بين آل جور السياسي المتمرس وبوش حديث العهد على الساحة الدولية والمتقدم حاليا على منافسه, وتصويت اليوم يسدل الستار على حملة ماراثونية لم تسفر حتى اللحظات الأخيرة عن ظهور ترجيح قوي, ومن المتوقع ان يبدأ ظهور النتائج صباح غد الأربعاء. وانتخابات هذا العام والتي تعتبر الأولى في القرن الحادي والعشرين اتسمت بالتقارب الشديد في حسابات الفوز والخسارة بين المرشحين الرئيسيين آل جور وجورج بوش مما جعل توقعات المراقبين تتضارب على نحو واضح في توقع الفائز النهائي في المعركة التي امتدت قرابة العامين. ويتوقع مراقبون كثيرون ان يحظى دور (الكلية الانتخابية) التي تختار الرئيس اعتمادا على الاتجاه العام للأصوات في كل ولاية وعبر عملية حسابية معقدة بأهمية خاصة في هذه الانتخابات بسبب التقارب بين جور وبوش, وهكذا فقد اتجهت جهود المحللين في الولايات المتحدة إلى دراسة السيناريوهات المتوقعة لأداء الكلية الانتخابية هذا العام, وكانت هذه السيناريوهات حتى قبل التصويت بساعات تشير إلى ان جورج بوش يحظى بفرصة أفضل قليلا من منافسه آل جور رغم ان أحدا من المحللين لم يستبعد حدوث مفاجآت, بل ان أغلبهم يرى ان احتمالات حدوث هذه المفاجآت تتجاوز هذه المرة ما كان وراداً خلال أية انتخابات أخرى على امتداد الـ 40 عاما الأخيرة. وعلى الرغم من النشاط المحموم بين منظمات الحملة الانتخابية في الحزبين وعلى صعيد أجهزة الإعلام فإن الرأي العام الأمريكي لا يبدي اهتماما كبيرا بالمعركة الانتخابية الدائرة, فحين خصصت إحدى محطات التلفزيون الكبرى وقتا مجانيا للمرشحين في تقليد يتكرر مرة كل أربع سنوات, لاحظت أجهزة رصد أعداد المشاركين ان عدد من تابعوا هذا البرنامج لم يتجاوز 15% من عدد مشاهدي مباريات البيسبول الأسبوعية, وان أرقام المشاهدين السياسيين هذا العام كانت الأقل في تاريخ المحطة, أي خلال 25 عاما متصلة. ويتوقع مراقبو الانتخابات الرئاسية هذا العام ألا يزيد عدد من سيدلون بأصواتهم عن 45% من مجموع من لهم حق التصويت, وذلك بسبب حالة عدم الاهتمام التي تميز الموقف النفسي للناخب الأمريكي الآن فضلا عن هذا فإن دراسة أجرتها جامعة هارفارد الأمريكية ونشرتها قبل أيام تثبت أن 53% من الناخبين لا يفهمون برامج المرشحين, ولا يستطيعون تحديد الفوارق بين مواقف المرشحين من القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي يتبنونها. ومن الوجهة الشكلية فإن مواقف المرشحين إزاء الشرق الأوسط لا تتضمن تباينا يذكر, فكل منهما قد تعهد خلال الحملة الانتخابية بدعم إسرائيل وبمواصلة عملية السلام, وبنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس, إلا ان الجالية العربية الأمريكية تفضل على وجه العموم بنسبة 64% دعم جورج بوش, فيما تفضل الجالية اليهودية الأمريكية بنسبة 77% دعم آل جور وذلك طبقا لدراسة أجرتها لجنة الشئون العامة الأمريكية الاسرائيلية ايباك. ومن المتوقع ان تأتي أولى اشارات الإعلان عن الفائز في الانتخابات في وقت متأخر قد يكون الساعات الأولى من صباح غد الأربعاء, وذلك بسبب تقارب أعداد مؤيدي جور وبوش في نحو 33 ولاية من الولايات الخمسين, وهو أمر يتطلب حصراً دقيقاً للأصوات قبل تبين اي الكفتين رجحت على الأخرى. والسباق الرئاسي يتركز في الواقع في نحو عشر ولايات يجوبها المرشحان لاسيما فلوريدا وبنسلفانيا وميشيجان. وامام احتدام المعركة تتحدث وسائل الاعلام الامريكية عن سيناريو حصل في القرن التاسع عشر ولم يحدث ابدا في القرن العشرين وهو ان الفائز بالاصوات يمكن الا يكون بالضرورة الرئيس المنتخب. ففي الحقيقة تجرى الانتخابات الرئاسية بالاقتراع العام غير المباشر اذ ان الرئيس تختاره هيئة من كبار الناخبين يبلغ عددهم 538 ناخبا موزعين على الولايات الخمسين تبعا لعدد سكانها خصوصا. والمرشح الذي يفوز بالاصوات في ولاية ما يكسب جميع الناخبين الكبار باستثناء ولايتين صغيرتين تتبعان آلية شبيهة بالنظام النسبي. والامريكيون يصوتون في الواقع في 7 الجاري للناخبين الكبار الذين يتعهدون بالتصويت وفقا للاقتراع الشعبي في 18 ديسمبر المقبل. والمرشح الذي يفوز بأكبر عدد من الاصوات في ولاية ما يحصل على اصوات كبار الناخبين في هذه الولاية. ويكفيه اذا الفوز في عدد كاف من الولايات ليحصل على الغالبية المطلقة اي 270 من كبار الناخبين ليصبح رسميا سيد البيت الابيض. وتشير توقعات عديدة الى ان بوش يمكن ان يفوز بولايات اكثر مع غالبية مريحة لكن آل جور يمكن ان يكسب الولايات التي تشكل ثقلا اكبر من حيث عدد الناخبين الكبار مثل كاليفورنيا (54) ونيويورك (33).

Email