بيان الاربعاء ـ الاقتصاد يترنح تحت وطأة الانتفاضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

المستثمرون الاجانب هم اول من غادر السفينة الاسرائيلية فور اندلاع انتفاضة الاقصى حيث شهدت بورصة تل ابيب موجات من بيع الاسهم فهبط المؤشر العام ومعه انشط الاسهم بمقدار تجاوز الـ 8 % بعد اقل من اسبوعين من اندلاع الانتفاضة التي كبدت اسرائيل خسائر مادية باهظة, بالاضافة الى البورصة التي بدأت في الانهيار حيث ارتفع سعر الدولار في مقابل الشيكل بقدر ملموس .ثمن الانتفاضة كشف عنه تقرير اسرائيلي بمجلة (عساقيم) الاقتصادية . في البداية تعترف حنا بريزن رئيسة ادارة الاوراق المالية في اكبر بنك اسرائيلي (هبوعليم) :لم يقف المستثمرون مكتوفي الايدي ازاء ما يحدث حيث اعلنوا ــ خاصة في شركات التأمين ــ انسحابهم من الساحة بعد ان ادركوا ان المواجهات تتسع وتشتد . في المقابل ارتفع سعر الدولار بنسبة اكثر من 45,1 % ليصل سعر الدولار الواحد 137,4 شيكلا بعد ان تجاوز الطلب على الدولار حاجز الـ 80 مليون دولار ,وهو الامر الذي ينطبق ايضا على الين الياباني الذي قفز سعره بنسبة 64,1 % واليورو الذي ارتفع فجأة بنسبة 58%. الخبراء يتوقعون ان يرتفع سعر الدولار ليصل لاول مرة الى 20,4 شيكلا ,وان يستمر الانهيار في البورصة خاصة في ظل ارتفاع اسعار البترول عالميا وضرورة رفع فوائد البنوك.كما يتوقعون ان تتزايد معدلات البطالة في اسرائيل بشكل مطرد خاصة وان اسعار السلع الاساسية سترتفع وستتزايد معدلات التضخم. من ناحية اخرى كان الخبراء والمسئولون يتوقعون ان يشهد عام 2000 ارتفاع اجمالي الناتج القومي بنسبة 8,5 % الا انهم بعد اندلاع الانتفاضة يرون ان الاقتصاد الاسرائيلي سيتعرض لازمة شديدة ينخفض معها اجمالي الناتج القومي بنسبة 1% وهو ما يعادل 5 مليارات شيكل . وفي الاطار نفسه يؤكد خبراء الاقتصاد ان ارتفاع مخصصات وزارة الدفاع في الميزانية الحالية سيؤدي الى وقف التنمية الاقتصادية والى زيادة عجز الميزانية بشكل خطير ,هذا بالاضافة الى انخفاض مستوى الاهتمام بالخدمات والبنية التحتية (مثل المواصلات)التي يحتاجها الاقتصاد بشكل رئيسي. واشاروا الى ان اكثر الانشطة تضررا هي الاستثمارات في مجال السياحة والبناء والمقاولات بجانب الزراعة التي تتضرر بشكل خاص من الحصار والاغلاق للضفة وغزة حيث ان هناك العديد من المزارعين والمقاولين يعتمدون على العمال الفلسطينيين في اعمالهم لرخص اجورهم ومهارتهم .والخوف الرئيسي بالنسبة للمستثمرين هو من احتمالات اندلاع حرب شاملة اصبحت مرتفعة وبالتالي ستتزايد المخاطر وستتبدل الاولويات. بعض كبار المسئولين الاسرائيليين تحدثوا عن الازمة وعن توقعاتهم المستقبلية فقال عضو الكنيست ران كوهين:خططنا واقمنا بالفعل استثمارت على الحدود مع مناطق الحكم الذاتي حتى تكون عنصر جذب للفلسطينيين نحو جيرانهم الاسرائيليين,ولكي تعبر عن الامل في علاقات افضل بين الشعبين ,لكن الواقع اكتسح كل شيء . واضاف كوهين :اذا قام كل طرف بالانفصال عن اقتصاد الاخر وبدأ في منافسته سنخسر السلام وسنخسر اقتصاديا.فبعد ايام قليلة بدأت الشركات العالمية والمستثمرون الاجانب في الانسحاب من السوق الاسرائيلي بعد ان رأوا إن مئات الملايين التي يستثمرونها هنا اصبحت تتعرض للخطر .وهي المشكلة التي ستواجه الاقتصاد الفلسطيني الهش, اما بالنسبة لمصر فانها لن تتأثر بقدر كبير من الخسائر لان حجم الاستثمارات هناك محدود حسب قول المسئول الاسرائيلي الذي اضاف :وفيما يتعلق بالاردن فان الصورة غير واضحة. واسترسل كوهين مؤكدا ان اسرائيل كانت تخطط لاقامة ثلاث مناطق صناعية على الحدود مع المناطق الفلسطينية ولو كان تم بناؤها لمنعت بشكل كبير اندلاع المواجهات الحادة. في المقابل قال (ابراهيم بولس) (من فلسطينيي الـ48) : امتلك شركات تجارية كبيرة في مجال تجارة الرخام والجرانيت واعمال المقاولات وامر بأزمة حادة فلا يوجد سلام ولا توجد علاقات طيبة بين اليهود والعرب ولا توجد مساواة فقد تعرضنا رغم حملنا للجنسية الاسرائيلية لمصادرة اراضينا ,كما ان البنوك ترفض تقديم قروض وتسهيلات لمصانعنا مثلما تفعل مع مصانع اليهود وفي النهاية طالب رجل الاعمال الفلسطيني بضرورة تقديم المساعدة للاقتصاد الفلسطيني لان تدهور الاوضاع الاقتصادية هي احد اسباب اندلاع الانتفاضة الجديدة. اكثر من عانوا من الشلل الكامل العاملون فى قطاع السياحة فقد بلغت الخسائر حتى الان 600 مليون دولار, وهي الخسائر التي من شأنها اقالة عشرات الالاف من العاملين في هذا المجال من وظائفهم .اما الخسائر الاجمالية للسياحة في اسرائيل فيتوقع الخبراء ان تتجاوز المليار دولار .كبار ملاك الفنادق التقوا بالرئيس الاسرائيلي (موشيه كتساف) وشرحوا له خطورة الوضع في ظل الغاء حجوزات بنسب تتجاوز الـ80 % وعدد من فنادق شمال اسرائيل اعطى كل العاملين فيه اجازات مفتوحة بدون اجر واغلق ابوابه. احد المسئولين في شركة سياحية كبرى قال: كانت هناك حجوزات لـ3700 مجموعة سياحية تم الغاء اغلبها سيتم الاستغناء عن عشرات الالاف من العمال والموظفين. وبالنسبة لقطاع المقاولات والبناء من المتوقع ان تكون السنة الحالية من اسوأ السنوات فيما يتعلق بحجم الخسائر في ظل تأخير تسليم وحدات سكنية كثيرة وتوقف اغلب اعمال البناء والتشييد حيث ان عمليات البناء تعتمد بشكل اساسي على 25 الف عامل بناء فلسطيني (يعملون بشكل قانوني بالاضافة لاعداد اخرى تعمل بشكل غير قانوني )لا تسمح لهم اسرائيل في ظل الحصار بدخول اراضي الـ48 . شركات المواصلات والنقل تتعرض هي ايضا لخسائر فادحة حيث هبطت نسب استخدام المواصلات العامة بعضها تجاوزت الـ30 % في ظل بقاء اعداد كبيرة من الاسرائيليين في منازلهم .كما تعرضت شركات التوزيع والاعلان لخسائر مماثلة بعد تعرض مراكز البيع الكبرى لحالة كساد شديدة (في المقابل جنت الصحف ارباحا كبيرة نتيجة اهتمام الاسرائيليين بمتابعة الانتفاضة اعلاميا بشكل مكثف. الزراعة تعاني ايضا من مخاطر الغاء صفقات تصدير كبيرة لان الزراعة في اسرائيل تعتمد على عمال فلسطينيين خاصة في ظل اصرار الحكومة على عدم جلب عمال اجانب من دول شرق اوروبا كما كان يتم في الماضي والنتيجة تأخير شديد في عمليات الحصاد خاصة بالنسبة للبلح والتوابل .ناهيك عن حصاد الموالح ــ الذي تشتهر به فلسطين ــ حيث يحتاج الى 7000 عامل فلسطيني يوميا.في بداية الموسم و10000 عامل في منتصف الموسم .الامر نفسه ينطبق على حصاد الزيتون الذي يكاد يكون حكرا على الفلسطينيين ولا يجيده سواهم .. خسائر الزيتون فقط ستتجاوز الـ40 مليون شيكل .اما خسائر بيع الزهور لشركات انتاج العطور فتقدر بمليون شيكل يوميا. حتى في مجال الترفيه يتم حاليا الغاء كل الحفلات الغنائية والاستعراضية وايقاف كل المشروعات الفنية الجديدة.

Email