مدد الطوارئ في المناطق الكردية الخمسة ،البرلمان التركي يبدأ التصويت الماراثوني لتمديد ولاية ديميريل والتهدئة مع الفضيلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ البرلمان التركي امس جلسة ماراثونية للتصويت على تعديل دستوري يمنح رئيس الجمهورية سليمان ديميريل حق الترشيح لولاية رئاسية ثانية, ويرفع عن حزب الفضيلة السيف المصلت فوقه ويهدد بحله على غرار سلفه الرفاه, في حين مدد البرلمان الليلة قبل الماضية العمل بقوانين الطوارئ في خمسة اقاليم كردية جنوبية, وسط انتقاد امريكي لاعادة انقرة ناشطاً لحقوق الانسان الى السجن. وتولى رئيس الوزراء بولند اجاويد من حزب اليسار الديمقراطي (يسار وسط ـ 137 نائبا) رئاسة الحملة لتمرير هذا التعديل الذي ادى الى حصول مساومات منذ اسابيع. ويفرض سليمان ديميريل, الذي تنتهي ولايته الرئاسية في 16 مايو, وجوده على الساحة السياسية التركية منذ 35 عاما بعد ان تولى رئاسة سبع حكومات منها اثنتان اطيحتا بانقلابين عسكريين في 1971 و1980. واكد المناصرون لحملة اجاويد ان تعديل الدستور سيتيح للحكومة قدراً من التركيز على عملية علاج التضخم الاقتصادي الذي تجاوز حاجز 60% وللحصول على دعم حزب (الفضيلة) الاسلامي المعارض الذي هدد القضاء بحله لقيامه بنشاطات معادية للعلمانية, طلب اجاويد من النواب التصويت ايضا على تعديل لقانون الاحزاب يزيد عملية حلها صعوبة. من جانبه اكد نائب رئيس حزب الفضيلة جواد ايهان ان نوابه لن يصوتوا لصالح تعديل الولاية الرئاسية باعتبار ان التعديل المتعلق بالاحزاب السياسية غير كاف لانه لا يرفع نهائيا السيف المصلت فوقها. ويخشى حزب الفضيلة بأن يلقى مصير سلفه حزب (الرفاه) بزعامة رئيس الوزراء السابق نجم الدين اربكان الذي تم حله في 1998. وكان اربكان ابعد عن السلطة في يونيو 1997 تحت ضغط الجيش الذي يعتبر ضامنا للنظام العلماني, بعد عام على تشكيل حكومة ائتلافية مع تانسو تشيلر من حزب الطريق القويم (يمين وسط). وعلى اجاويد ان يأخذ ايضا في الاعتبار رغبة سياسيين آخرين في الوصول الى السلطة: زعيم حزب الوطن الام من اليمين الوسط (87 نائبا) بزعامة مسعود يلماظ العضو في ائتلافه الحكومي مع حزب العمل القومي من اليمين المتطرف (127 نائبا) الذي قد تكون له طموحات رئاسية. ونظريا فان اصوات الاحزاب الثلاثة في ائتلافه مضافة الى اصوات حزب الطريق القويم (85 نائبا) بزعامة ديميريل كافية لاعتماد التعديل الرئاسي دون دعم حزب الفضيلة (103 نواب). لكن عملية التصويت سرية ويمكن للنواب ان يتجاهلوا التوصيات لمجرد حصول تغيير. والفشل سينعكس سلبا على اجاويد الذي وضع كل ثقله في هذه المعركة, وعلى ائتلافه الحكومي في حال تبين بعد عملية التصويت ان انصاره تخلوا عنه. وبعد التصويت على كل تعديل على حدة سيصوت النواب على التعديلات ككل. وفي حال تم الحصول على اكثر من 330 صوتا واقل من 367 سيتم تنظيم استفتاء لاعتمادها. وسيدلي النواب بأصواتهم مرتين الثانية في الرابع من ابريل المقبل. وجدد البرلمان الليلة قبل الماضية في الاقاليم الكردية الخمسة وكان حكم الطواريء فرض بالمنطقة النائية عام 1987 بعد ثلاث سنوات من حمل حزب العمال الكردستاني السلاح للمطالبة بحكم ذاتي للاكراد. ويمد البرلمان العمل بحكم الطواريء بصورة روتينية ويغطي المد العاصمة الاقليمية الجنوبية الشرقية ديار بكر وايضا اقاليم هكاري وسرناك وتونجلي وفان اعتبارا من 31 مارس. من جهة اخرى اعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الامريكية جيمس فولي ايجاز للصحفيين عن اسف الولايات المتحدة لاعادة أكير بيردال ناشط حقوق الانسان الى السجن. وذكر فولي ان الولايات المتحدة كانت قد رحبت بقرار السلطات التركية اطلاق سراح فولي في شهر سبتمبر الماضي نظرا لحالته الصحية. وكان بيردال قد ادين بالدعوة الى الكراهية والاستفزاز العنصري اثر خطاب القاه عام 1997 دعا فيه الى تسوية القضية الكردية وربط خلاله بين انتهاك الحقوق الانسانية للاكراد وعدم تسوية هذه القضية. كما ذكر فولي بأن بيردال تعرض لمحاولة اغتيال عام 1998 اثناء انتظاره لنتيجة الاستئناف الذي قدمه في القضية المرفوعة ضده ووصفه بالصوت المسئول والداعي الى حلول سلمية والمصالحة في تركيا. واعتبر المتحدث باسم الخارجية الامريكية ان اعادة بيردال الى السجن لا تخدم حرية الرأي في تركيا. وكان بيردال قد مثل الاسبوع الماضي امام لجنة طبية مختصة قررت انه قادر على ان يمضي ما تبقى من عقوبته في السجن. الوكالات

Email