حل مشكلة غبار اسمنت عطبرة يكلف 400 مليون دولار

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من الحديث عن ضرورة التوسع في صناعة الاسمنت لسد الفجوة في الاستهلاك دون الاعتماد على المستورد الذي شغل الساحة مؤخرا بعدم مطابقته للمواصفات ولمقابلة الزيادة الواضحة في العمران الا ان ما سببه غبار مصنع اسمنت عطبرة وهو أحد مصنعين للاسمنت بالبلاد اذ يوجد الآخر بمدينة ريك بولاية النيل الابيض, من امراض وسط المواطنين المتاخمين له يلجم الألسنة ويدعو الى التفكير في علاج لتلك المعضلة التي بدون التخلص منها يكون المصنع مزرعة لتوزيع شتى انواع الامراض في تلك المنطقة. وليس ادل على ذلك من التقارير الطبية التي ابانت ان نسبة 96.5% من الاطفال اقل من عمر 4 اعوام اصيبوا بأمراض الجهاز التنفسي وان نسبة 3.54% اصيبوا بالاسهالات وامراض اخرى. واشارت الى ان نسبة المصابين جراء غبار اسمنت عطبرة بامراض العيون وصلت الى 70% و 27% بالامراض الصدرية التي تشمل الازمة والدرن وحساسية الجلد والتحجر الصدري. بتركيزها على قرية العكد المتاخمة للمصنع عكست بحوث علمية ان نسبة المصابين بامراض الجهاز التنفسي بالقرية تبلغ 73% من سكان القرية واشارت البحوث الى ان حجم الضرر يتفاوت تبعا للفصول لان للرياح والامطار دورهما الاكبر في زيادته ونقصانه. ذلك لان الرياح الشمالية في فصل الشتاء تزيد كمية الغبار المترسبة في المنازل والعالقة في الهواء. وعلى الرغم من ان الشركة مزودة بمرسبات ومرشحات لاستيعاب الغبار المتصاعد في جميع مراحل التصنيع الا ان المشكلة تكمن في انبعاث معدلات عالية تصل الى 6% من الانتاج الكلي ويزداد حجم المشكلة حينما نعلم ان المرشحات والمرسبات الموجودة بالمصنع تعمل بكفاءة متدنية وكشف تقرير للاتحاد العربي للاسمنت انها لا تعمل بسبب التواء اقطاب الترسيب مما يؤدي الى تصاعد الغبار وارتفاع حرارة الغازات الى 40 درجة مئوية نابعة من طحن الحجر الجيري الذي يشكل المادة الخام للصناعة تحت درجة حرارة عالية تصل الى 1420 درجة مئوية. هذه المشكلة تؤرق والي نهر النيل حسن عثمان رزق الذي اوضح ان حلها يحتاج الى 400 مليون دولار لابد من توفيرها اتحاديا مؤكدا ان حل المشكلة مرهون بتوفير هذا المبلغ مشيرا الى ان تهديد برلمان الولاية بامهال الشركة المالكة للمصنع حتى مطلع يونيو المقبل لمعالجة غبار الاسمنت وبالعدم فان التوقف يتهدد المصنع بالنظر الى حجم الضرر الذي سببه لمواطني المنطقة مشيرا الى ان تهديد البرلمان الولائي جاء بهدف تحريك المسئولين لحل المشكلة بصورة جذرية مبينا في هذا الشأن ان العامل بالمصنع تضرر بالغبار المنبعث قبل المواطن. وقال الوالي مطمئنا المواطنين ان هناك جهودا مشتركة بين حكومة الولاية وادارة المصنع لمعالجة الامر وان هذه المشكلة ستعالج عمليا مع وزارة الصناعة وزاد انه لا اتجاه لترحيل مواطني قرية العكد المتاخمة للمصنع في اشارة الى ان الجهود المبذولة ستؤتي ثمارها لاحقا لاستمرار مساهمة المصنع في تنمية الولاية من خلال رسومه ومنتجاته بل وقال الوالي ان الولاية تتطلع الى اكثر من مصنع خاصة وانها تزخر بموارد متعددة وذكر ان هناك عدة مشاريع في مختلف المجالات تطرحها الولاية للاستثمار مشيرا الى ان ولايته تنام على الذهب الذي تم الاتفاق مع شركة صينية فرنسية للتعدين فيه متوقعا عائداته بعد عامين من الآن والتي اكد انها ستوجه لخدمة مواطن الولاية.

Email