يبدأ اليوم ويختتم السبت بتجمع حاشد، مؤتمر الحزب السوداني الحاكم يحسم صراع القيادة بين البشير والترابي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بحضور عشرة الاف شخص تكلف جمعهم واستضافتهم نحو ملياري جنيه سوداني, يبدأ حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان صباح اليوم جلسات مؤتمره التأسيسي العام وهو اول مؤتمر من نوعه عقب اجازة قانون التوالي السياسي الذي تم بموجبه تحويل (المؤتمر الوطني) من (كيان سياسي جامع) الى حزب سياسي , ويتوقع المراقبون ان تشهد جلسات هذا المؤتمر العديد من المفاجآت في ظل الصراع الدائر داخل اروقة الحزب الحاكم والمحاولات العديدة من القطبين المتصارعين الرئيس الفريق عمر البشير والزعيم السياسي, حسن الترابي لتوطيد نفوذهما كل على حساب الاخر. وطبقا لمعلومات (البيان) فإن قيادة الحزب ستضع جميع ملفاتها الخلافية وغير الخلافية اليوم امام ما لا يقل عن عشرة الاف عضو هم مجموع المشاركين في المؤتمر العام وفقا للوائح الضابطة لعضوية المؤتمر الوطني الحاكم, وافادت المعلومات ان المؤتمر سيعقد في القاعة الرئيسية بدار الحزب الحاكم بضاحية العمارات الراقية التي سيتم تدشينها رسميا من خلال جلسات المؤتمر. ويتوقع المراقبون ان ترتفع درجة سخونة النقاش حول الموضوعات المطروحة والتي على رأسها التعديلات في النظام الاساسي, نقطة الصراع الرئيسية والتي ستصل الى المؤتمر كمقترح من هيئة الشورى ينص على فصل القيادة التنفيذية عن السياسية وان تتشكل هيئة قيادة برئاسة امين عام وهذا المقترح الذي يدعمه ويقوده مناصرو الترابي الامين العام الحالي, واقوى المرشحين لتولي منصب رئاسته الهيئة, على ان يعتمد الفريق البشير رئيسا للمؤتمر العام (منصب تشريف) ويعتمد كذلك مرشحا من المؤتمر الوطني لرئاسة الجمهورية في الدورة المقبلة ويكون منسقا للعمل السياسي, وطبقا للمعلومات فأن د.تاج السر مصطفى وزير التجارة السابق هو الذي سيتقدم بورقة تعديلات النظام الاساسي كواحدة من ثماني اوراق اخرى ستقدم للمؤتمر وتشمل: ورقة حول لائحة تنظيم اعمال المؤتمر وسيقدمها د.عبدالرحيم ابراهيم, ورقة التأهيل والثقافة, وورقة المجتمع وصلاحه وعافيته وعدله ستقدمها د. سمية ابو كشوة, وورقة الاقتصاد يقدمها د.علي عبدالله علي, وورقة نظام الحكم والعلاقات السياسية, وورقة اخرى بعنوان الجنوب والسلام, وورقة عن العلاقات الخارجية, واشارت معلومات ( البيان) ان الجلسة الافتتاحية والتي ستكون في الثامنة صباح اليوم الخميس سيخاطبها الفريق الركن عمر حسن البشير رئيس الجمهورية ود.حسن عبدالله الترابي الامين العام للحزب الحاكم ومن ثم ينقسم المؤتمر الى خمس لجان لمناقشة اوراق العمل, وستكون الجلسة الختامية بعد غد السبت يعقبها حشد جماهيري في (الساحة الخضراء) يخاطبه عدد من قادة المؤتمر الوطني. وستتلى توصيات المؤتمر العام في ذلك الحشد ومن ثم في بيان صحافي. وقال محمد ادم هقواب امين دائرة الاقتصاد التنظيمي في الحزب لـ (البيان) ان انعقاد المؤتمر العام يعد انجازا ضخما اذا ان المؤتمر الوطني هو اول حزب يعقد مؤتمره التأسيسي وفقا لقانون التوالي السياسي. ونفى ان يكون هناك خلاف داخل اروقة الحزب الحاكم سيلقي بظلاله على المؤتمر العام معتبرا ان مايروج له البعض حول خلاف بين الترابي والبشير لايعدو كونه وهما. واضاف العلاقة بين الرجلين جيدة وقوية ولكن لايمكن ان يلغي احدهما شخصية الاخر وهذا مايفسره بعض التباين في وجهات النظر ولم يستبعد هقواب حدوث بعض الخلاف في وجهات النظر بين اعضاء المؤتمر لكنه قال اذا حدث ذلك فهذا دليل قوة وعافية. وفي ذات الاتجاه ذهب اوغسطينو اريمو نائب الامين العام الحالي في الحزب الحاكم قائلا: نحن لا نستبعد حدوث خلاف داخل اروقة المؤتمر ولكن كل الامور ستحسم بالشورى والديمقراطية. ولم يستبعد اريمو ان تتقدم القوى الجنوبية بمذكرة للاجتماع تحدد وجه نظر الجنوبيين في جميع القضايا. الخرطوم ــ عثمان فضل الله

Email