مرحلة جديدة في الاردن، البنك الدولي يفتح حساب دور الاعلام في التنمية، جواد العناني: لا سلطة بدون حوافز

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ البنك الدولي سياسة جديدة من الانفتاح على الصحافة والجماهير وذلك في محاولة منه للحصول على تأييد اعلامي وجماهيري لخططه وبرامجه الاصلاحية في الدول التي تعاني من ازمات اقتصادية.فبعد ان كان البنك الدولي يلجأ إلى تقديم برامج التصحيح الاقتصادي في هذه الدول بصورة سرية الامر لذي ربط اسم البنك الدولي بالمعاناة التي تتعرض لها الاسر الفقيرة أو محدودة الدخل لجأ البنك الدولي إلى سياسة الانفتاح والشفافية لكسب تأييد الفئات الاقل حظا لبرامجه. وعلى مدى يومين نظم البنك الدولي ورشة عمل للاعلاميين من الاردن وفلسطين في فندق (موفينبيك) في البحر الميت تم خلالها استعراض نشاطات البنك في تمويل المشاريع الاجتماعية والتنموية والسياحية ودور الاعلام في عملية التنمية الشاملة. وتحدث في هذه الورشة الدكتور جواد العناني رئيس الديوان الملكي السابق والعين ليلى شرف وزيرة الاعلام السابقة حول دور الاعلام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. الدكتور العناني قال ان التكنولوجيا المستخدمة في الاعلام والتركيز على الاسس بحاجة إلى اعادة تقييم في هذا العصر بعد ان بدا واضحا ان عام 2000 ونهاية هذا القرن سيفصل بين المجتمعات البطيئة والمجتمعات السريعة. وقال انه يقع على عاتق الاعلام زيادة الوعي والتثقيف ورفع مستويات تلقي المعلومات ليستطيع مواكبة عصر السرعة. واشار إلى أن الاردن مر مع نهاية هذا القرن بظروف سياسية واقتصادية مهمة جدا ولها اثرها على الاردن حيث ظهر الاعلام الرسمي والخاص ضعيفا تجاه قضايا رئيسية تهم المنطقة. واكد على ان الاعلام يجب ان يواكب التغيير فبعد عقدين من التنمية في الاردن اكتشفنا انه لابد من العودة إلى التصحيح ثم جرت الانتخابات وبعدها بدأت عملية السلام. وختم العناني حديثه عن دور الاعلام بالقول: لا سلطة بدون حوافز ولا حرية بدون ضوابط ومسؤولية. اما ليلى شرف فقالت ان المرحلة الجديدة التي يمر بها العالم تقوم على التعاون ما بين الامم المتحدة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والحكومات المحلية مشيرة إلى أن الاعلام هو الجسر الذي يربط بين هذه الاذرع. واشارت إلى أن دور الاعلام التقليدي في مجتمعاتنا لايزال قويا مؤكدة ان غياب التنمية الاجتماعية بصدد التنمية الاقتصادية. وقالت ان الاعلام واحد من المجالات التي ستتأثر بالتحولات الجذرية التي فاجأت مجتمعاتنا العربية ونحن في اسوأ حالات الاستعداد للتعامل معها كدول ومؤسسات وكشعوب وقضايا ولعل قطبي موضوعنا الاعلام والتنمية هما المؤشران الابرز على هذه الحالة. فالمواطن لم يكن شريكا في عملية التنمية بل كان متلقيا يقف متفرجا على قارعة الطريق والمسيرة تتحرك دون ان يفهم ابعادها ويساهم في انجاحها والاعلام بالقيود المفروضة عليه لم يستطع ان يلعب دور الشريك المعرفي بعملية التنمية أو الناقد لها سلبا أو ايجابا. وحددت ليلى شرف خطة اعلامية في هذا المجال تقوم على ستة عناصر هي: (1) المجال المعرفي التوعوي فالجهل بعناصر التنمية يفقدها الدعم الجماهيري والاعلام العربي لم يستطع القيام بهذا الدور لاننا لا نقوم بالبحث وكثيرا ما ننقل صورة غير علمية فنضر بالعملية التنموية ومن هنا تنبع الضرورة للتخصص في المجالات الاعلامية المختلفة. (2) المجال التقيمي وهو يرتبط بالمجال المعرفي التوعوي ويهمنا نشر القيم ومحاربة القيم الاستهلاكية التي تبث من خلال البرامج المستوردة والثقافة الاعلامية التي تشجع الاستهلاك التفاخري الذي يهدد الاقتصاد العائلي ويهدد قيم الوطن. ولابد من التركيز على ثقافة العمل التطوعي والثقافة السكانية لاننا نعاني من الانفجار السكاني كما انه ولانجاح عملية التنمية الاجتماعية لابد من التركيز على دور المرأة في الاقتصاد الوطني. (3) مجال الرقابة والتقييم والمحاسبة والقول في هذا المجال بان الصحافة هي السلطة الرابعة يحمل الصحافة مسؤولية كبيرة, فاذا مورست هذه الرقابة بشكل مجرد وعلمي تكشف الفساد وتساهم في شفافية القرار وتتيح لمتخذ القرار الاطلاع ليكون قراره سليما. (4) حماية الديمقراطية وتعزيز حقوق الانسان لان هذه تعتبر من اساس نجاح التنمية الشاملة فغياب الديمقراطية أو انتهاك حقوق الانسان يقتل المبادرة ويعطل الاتصال بين صانع القرار وصانع الرأي العام فالنضال من اجل الحقوق هو احد اهم ادوار الاعلام في هذه المرحلة. (5) حماية الاقتصاد الوطني من نشر المعلومات الخاطئة لان نشر مثل هذه المعلومات يعتبر مدمرا فلابد من وجود نظام اخلاقي واضح وفعال في هذا الاطار لان معلومة واحدة خاطئة قد تلحق الاذى بالاقتصاد الوطني ويجب على الاعلام ألا يتنازل عن دوره الرقابي. وفي هذا الاطار يجب الانتباه لاعلام العدو فنحن معرضون لاعلام موجه وله غرض ولغياب المتابعة والمصداقية في اعلامنا يسرب اعلام العدو اخبارا مدمرة وهنا فان من مسؤولية اعلان التصدي بالمقاومة المدعومة بالمعلومة وليس القيام ببث أو نشر خبر التكذيب. (6) دور الجسر, فالاعلام موجه إلى صانع القرار الذي يستفيد من المعلومة وإلى المثقفين وإلى المواطن العادي وإلى فئات متعددة في مكونات المجتمع وعليه فان الاعلام بات بحاجة إلى تطوير في المفاهيم قبل تطوير التقنيات. ووصفت ليلى شرف المرحلة بقولها اننا قد تخطينا في بحثنا عن معالم هذه الفترة مرحلة الاستكشاف والاكتشاف ووضحت عناوين كبيرة ولا تستطيع ان تقول اننا لم نتأقلم معها بعد ولانزال نتلمس مداخلها ومتطلباتها والطرق التي يجب ان نسلكها وسيكون لكيفية تعاملنا معها اثره الكبير على عملية التنمية الشاملة ودور الاعلام فيها. وقالت اليوم ندخل مرحلة العولمة والخصخصة, فقد تغير دور الدولة وبات التركيز على دور القطاع الخاص لذلك لابد من الوعي باهمية دور المنظمات الاهلية غير الحكومية كذراع هامة ومكملة في عملية التنمية, وغير ذلك من متغيرات لم تعرفها من قبل في مسيرات التنمية عندنا وعلى الجهات الرسمية ان تتأقلم معها وعلى الجهات الاهلية ان تعي دورها فيها. ليلى شعمان ـ خليل خرمة: عمان ـ خليل خرمة:

Email