اثار زوبعة في القاهرة والخرطوم، قرنق يفضل الايجاد على المبادرة المصرية الليبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعلن قائد الجيش الشعبي لتحرير السودان العقيد جون قرنق رفضه ضمنيا لمبادرة الوفاق المصرية الليبية لانهاء الحرب الاهلية في الجنوب مؤكدا تفضيل مبادرة الايجاد عليها إلا انه قال في الوقت نفسه انه لن يعادي حلفاءه الشماليين الذين قبلوا المبادرة المصرية الليبية وكانت تصريحات قرنق اثارت ردود فعل متباينة في كل من القاهرة والخرطوم وسط تأكيدات بين القبول والرفض لاسيما انها جاءت غداة خطاب الرئيس السوداني الفريق عمر البشير الذي هاجم فيه المعارضة مما أثار ربكة حول مسألة الوفاق والمصالحة السودانية. وفي مؤتمر صحفي في القاهرة قبيل مغادرته قال قرنق ان حركته تفضل وساطة الايجاد في انهاء الحرب الاهلية اكثر من المبادرة المصرية الليبية قائلا انها اكثر ديناميكة. واثارت تصريحات قرنق ردود فعل متباينة وواسعة. حيث ألمحت بعض القيادات المعارضة في الداخل الى امكانية تأجيل او الغاء اجتماع اللجنة التنفيذية المشتركة المقرر له الثالث عشر من الشهر الجاري, وقال على محمود حسنين القيادي البارز بالحزب الاتحادي الديمقراطي ان الحكومة اذا لم تنفذ الاجراءات التي طالب بها التجمع الوطني الديمقراطي المعارض في اعلان طرابلس مؤخرا ربما ادى ذلك لتأجيل الموعد المحدد لاجتماع اللجنة التنفيذية المشتركة الجاري, واستمر حسنين في حديثه لـ(البيان) متسائلا هل يعقل ان تجلس الحكومة للتحاور مع المعارضة في الوقت الذي لا تعترف بها كقوى سياسية لها وزنها وثقلها السياسي بل وتحظر نشاطها بموجب قانون التوالي السياسي؟. وقال حسنين على الحكومة ان كانت جادة في السعي للحوار ان تعمل على اطلاق سراح السجناء السياسيين واعادة الاموال والممتلكات والمصادرة. واكد حسنين ان تصريحات قرنق لا تعني بأي حال من الاحوال رفض المبادرة الليبية المصرية وانما هو تأكيد على ضرورة تنفيذ مطالب التجمع بدليل ان قرنق اكد في اجتماعه مع د. يوسف والي الامين العام للحزب الوطني الديمقراطي في مصر الذي اعقب البيان على التزامه بإعلان طرابلس الذي قبلت فيه المعارضة بالجهود الليبية المصرية. وكانت صحف الخرطوم قد تناولت بيان الحركة الشعبية الذي اعلنت فيه رفضها للجهود المصرية الليبية بشكل واسع وأوردت صحيفة الشارع السياسي ان حركة التمرد اشترطت للمشاركة في اجتماعات اللجنة التحضيرية ان تقوم الحكومة بتجميد مواد الدستور وقانون التوالي السياسي ورفع حالة الطوارىء والغاء جهاز الامن العام ورفع الحظر عن النشاط السياسي واطلاق سراح المعتقلين السياسيين كشروط مسبقة للجلوس للتفاوض. كما ان حركة التمرد قالت في بيان اصدرته من نيروبي امس ان خطة السلام المصرية ـ الليبية لا تضمن بعض شروط التجمع لوقف الحرب الاهلية وايجاد الحل السلمي وبالتالي فهي مرفوضة. وطالبت الحركة الشعبية بأن تجدد مصر وليبيا مبادرتها من خلال الايجاد التي اعتبرتها الحركة بأنها الوحيدة القابلة للحياة والاستمرار. وذكر البيان الى ان لقاءات سابقة اقرت ان ترسل الدولتان مصر ـ ليبيا ـ لجنة مشتركة الى دول الايجاد الاربع لشرح وتوضيح مبادرتها ولكن هذه اللجنة لم تقم بالزيارة المتفق عليها. ومن جانبه كشف د. غازي العتباني وزير الثقافة والاعلام رئيس الجانب الحكومي في اللجنة التنفيذية المشتركة في تصريح لوكالة السودان للانباء (سونا) ان الحكومة لم تبلغ رسميا بموقف الحركة حتى نهار امس من الدول الراعية للحوار ـ مصر ـ ليبيا قائلا ان ذلك اذا صح فأنه يحمل دلالات ومواقف جديدة في اشارة واضحة الى ان الحكومة قد تنفذ موقفا مغايرا لموقفها المعلن الآن, وجدد غازي موقف الحكومة في التزامها بالمبادرة الليبية المصرية وجديتها في انجاح المساعي المصرية الليبية مشيرا الى ان هذا النجاح يتطلب جدية وموقفا واضحا من الطرف الآخر كشرط اساسي. ومن جانبه قال محمد الحسن الامين امين الدائرة السياسية بالحزب الحاكم ان الحكومة كانت تتسوق هذا الموقف من حركة قرنق على اعتبار التجارب السابقة منها وقال محمد الحسن الامين في تصريح لـ(البيان) ان استمرار الحوار رهين بموقف القوى الاخرى في التجمع المعارض من جون قرنق مشيرا الى ان الحكومة لن ترفض محاورة القوى الشمالية دون قرنق ان رغبت هي في ذلك, إلا ان الامين استدرك ليقول كنا نأمل في ان يكون التجمع موحدا في كلمته. من جهة ثانية كشف القيادي المعارض على السيد المحامي عن ان بعض قيادات التجمع بالداخل قد عقدت اجتماعا مساء امس الاول ناقش فيه الموقف المعلن من الحركة الشعبية التي يتزعمها جون قرنق إلا انها لم تصل الى نتائج محددة واعتبر علي السيد اعلان الحركة برفض المبادرة الليبية نتاجا طبيعيا لتلكؤ الحكومة في تنفيذ مطالب هيئة القيادة للحوار ووصف علي السيد قرنق بأنه محق فيما ذهب اليه من رفض لأن الحكومة قد اظهرت عدم جدية في الحوار بتشكيلها لوفد من عناصر غير مؤهلة باستثناء د. غازي عتباني. ويأتي هذا التطور في موقف الحركة بالرغم من تأكيدات من القاهرة والخرطوم بأن قرنق يؤيد المبادرة المصرية الليبية. وقد غادر قرنق القاهرة في ختام زيارته لها التي اجرى خلالها محادثات هامة مع المسؤولين المصريين. واكد على وحدة المعارضة والعمل المعارض سياسيا وعسكريا مشيرا الى ان التجمع الوطني قد حقق نتائج ايجابية في طريق تحديد اهدافه الاساسية والمشروعة. قرنق يتحدث للصحفيين في مؤتمره بالقاهرة امس

Email