تحليل اخباري: انقسام حول كيفية الخروج من الحرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت الدول الــ 19 اعضاء حلف شمال الاطلسي أمس الأول في بروكسل عزمها على اخضاع الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش, لكن هذه الوحدة الظاهرة في العمل العسكري تخفي ترددا ازاء الطريقة الانسب للخروج من الحرب . فقد حذر وزراء خارجية الحلف بلجراد من ان (عملية الاطلسي ستستمر الى ان يوافق الرئيس ميلوسيفيتش على مطالب الاسرة الدولية) اي وقف القمع ضد البان كوسوفو والقبول بأن يعود مئات الالاف من اللاجئين الذين ارغموا على النزوح الى ديارهم بحماية قوة دولية. كما اتفق الوزراء على ان روسيا قادرة على اداء دور كبير في اقناع ميلوسيفيتش بالموافقة على هذه الشروط. الا ان الدول الحليفة تتساءل عن تركيبة قوة الحماية في حال رضوخ بلجراد, ولم تتفق بعد على المنظمة التي ستعهد اليها هذه المهمة: الامم المتحدة ام حلف الاطلسي. ويبدو السيناريو اشد غموضا في حال رفض ميلوسيفيتش الرضوخ. قد تجنب الوزراء بعناية شديدة اليوم التحدث علنا عن فرضية عملية برية في حال تبين ان حملة الغارات الجوية التي يشنها الحلف منذ ثلاثة اسابيع غير كافية. وترى الولايات المتحدة انه من الضروري الابقاء على وصاية الحلف الاطلسي. وقال الناطق باسم الخارجية الامريكية جيمس روبن انه لن يكون من الممكن اقناع الالبان الذين فروا من كوسوفو بالعودة (الا اذا اعيدت الثقة اي ان يكون الحلف الاطلسي يتولى قوة الحماية) . الا ان روبن, على غرار وزير الخارجية البريطاني روبن كوك, اشار الى امكان اشراك دول اخرى في هذه القوة وفي مقدمتها روسيا او مؤسسات اخرى مثل منظمة الامن والتعاون في اوروبا. وقال مسؤول فرنسي كبير (اننا نبحث عن رابط بين الحلف الاطلسي وباقي الدول) . واعتبر وزير الدفاع الفرنسي آلان ريشار (انه من الممكن تماما الا توضع (القوة التي سيتم تشكيلها) تحت امرة الحلف الاطلسي مباشرة) . ويطالب الفرنسيون بأن تعود الامم المتحدة الغائبة عن نزاع كوسوفو الى الواجهة وتضفي على العملية طابعها الشرعي. وقال وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ان الحل (يجب ان يأتي من مجلس الامن) . واكد الامريكيون انهم يقبلون بأن يعطي مجلس الامن موافقته لكنهم يرفضون جعل عمليات الحلف لحماية اللاجئين عرضة لفيتو من موسكو او بكين. والمح فيدرين الى نوع من الوصاية على كوسوفو لم يحدد بعد تمارسه الاسرة الدولية. وتتحدث دول اوروبية اخرى مثل بلجيكا عن (كونفيدرالية) . وتريد الولايات المتحدة من جانبها اقامة (منطقة محمية) . وقال دبلوماسي اوروبي ان الصرب لن يقبلوا باقامة (محمية) لان ذلك يعني (فقدان سيادتهم) على كوسوفو. ــ أ.ف.ب

Email