قصة مونيكا اخبار وتقارير: مونيكا الاكثر اذلالا ترى كلينتون سياسيا كاذبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

في كتابه الجديد (قصة مونيكا) يرصد المؤلف البريطاني اندرو مورتون ابرز ملامح تطور العلاقة بين مونيكا لوينسكي المتدربة السابقة في البيت الابيض والرئيس الامريكي بيل كلينتون ويلقى الاضواء على اسرار هذه العلاقة التي تحولت الى قضية مدوية اوشكت على اخراج كلينتون من البيت الابيض . وفيما يلي مقتطفات من الكتاب الجديد تدور حول اهم محاور هذه العلاقة والملابسات التي احاطت بها. في الرحلة الطويلة بالطائرة بعد تخرج مونيكا لوينسكي من الجامعة بدت حزينة وهي تترك نمط حياتها القديم المألوف وراءها, غير انها لم تستطع ان تقمع مشاعرها التي تدور حول ترقب الافق الجديد الذي ينتظرها والايام المقبلة في البيت الابيض وحدثت نفسها قائلة: انها اضافة عظيمة بها موجز حياتي العملية وستكون مثيرة ولوقت قصير وليس فيها ما يضر. وهي تستعيد ذكرى هذه اللحظات اليوم وبابتسامة مريرة تقول: كم كنت مخطئة في اعتقادي هذا! اما والدتها فلديها المزيد من الاسباب التي تدفعها الى الندم على هذا القرار المصيري فقد كانت هي التي شجعت مونيكا على القدوم الى واشنطن ليس من اجل الابتعاد عن بورتلاند واندي بليلير المدرس الذي ربطتها علاقة عاطفية به وانما لكي تعيش معها ايضا, ومع ذلك فقد كان هناك دافع آخر كامن وراء كل تفكير الأم ماريكا فيما يتعلق بمستقبل ابنها. وهي تعترف قائلة مثلما تميل كل الامهات الى القيام به فقد حدثت نفسي بأنها ستقابل شابا ظريفا ترتاح اليه. وعلى الرغم من ان مونيكا وجدت العمل في البيت الابيض مثيرا ودافعا للنشاط والحيوية إلا انها لم تستغرق وقت طويلا في ادراك ان مصنع الشائعات والاقاويل في البيت الابيض ينطلق بأقصى قوته عندما يطرح موضوع محدد للنقاش وهذا الموضوع هو بيل كلينتون! فقد كان الرئيس الامريكي يتمتع بصيت يدور حول انه زير نساء ورجل لا يكف عن المغازلة, وكانت الدائرة الواسعة من المعجبات به لا تتوقف عن التقول واطلاق الملاحظات ذات المغزى حول نساء بعينهن في البيت الابيض ربما كن في عداد عشيقاته وربما لم يكن كذلك فلا احد يدري على وجه الدقة. وشعرت مونيكا بالحيرة, وهي تقول: لم اكن قد رأيته إلا على شاشة التلفزيون ولم يخطر ببالي على الاطلاق انه رجل جذاب, فقد بدا لي بأنفه الاحمر الكبير وشعره الاشيب الخشن رجلا عجوزا قبيحا. وهناك العديد من النساء اللواتي يتهافتن عليه في البيت الابيض, وحدثت نفسي قائلة هاته النسوة مجنونات حقا, ولهن ذوق سيىء في الرجال, وهناك فتيات في مثل عمري كن يقلن عنه انه ظريف وجذاب, وحدثت نفسي قائلة: هذا المكان غريب حقا. ما خطب هذه المدينة, واشنطن؟ وبينما كانت مونيكا تنتظر الحديث مع بيل كلينتون, اتيح لها الحوار مع لويس فوكس وهو ضابط امن بالبيت الابيض والذي قال لها ان الرئيس سيمر حيث يوجدان بعد وقت قصير, وبالفعل وبعد حوالي دقيقتين اقبل الرئيس الى البهو حيث مضى في تجاذب اطراف الحديث مع بعض الضيفات, ثم التفت الى مونيكا وما ان نطقت اسمها امامه حتى تألقت عيناه بابتسامة مرحة وقال (انني اعرف اسمك) والتقطت لهما بعض الصور وتجاذبا اطراف الحديث, وبينما وجدت اهتمامه بها داعيا للسرور والفخر, الا انها كعادتها احست بالقلق من انها ربما بدت بدينة, ولذا حاولت الا تبدو بطنها مترهلة وهي تتجاذب اطراف الحديث معه, وشكرت حظها السعيد الذي شاء لها ان تكون مرتدية ثوبا اسود اللون منسدلا لا يبين حجمها على حقيقته. وعلى الرغم من ان مونيكا بدأت ترى بيل كلينتون وتنظر اليه كرجل اكثر منه كرئيس الا ان شكوكها المقيمة حول نفسها جعلتها تشك في تقديره لها. وقد لون غياب اليقين حول المشاعر هذا رؤيتها لبيل كلينتون, وهكذا فإنه عندما عرفت بأن سيتصل او ان بمقدورهما ان يلتقيا ثم لايحدث هذا ولا ذاك فإن هذا يغذى شعورها بعدم الامن او الثقة بنفسها او الاطمئنان الى علاقتهما وكذلك قلقها حول مظهرها ووزنها. وعزفت مكالمة تلقتها منه في منتصف احدى الليالي في منتصف شهر يناير في بيتها على هذه المخاوف, فقد مضى يحدثها حديثا خفيفا اولا ثم استهل حديثا جنسيا للمرة الاولى على الهاتف, وتوترت اعصابها, حيث لم تكن تدري ما اذا كانت قد اعجبته ردودها من عدمها, وفيما بعد في ضوء معرفتها به حدثت نفسها بانه لو ان حديثها لم يكن جيدا فإنه كان يمكن الا يراها او يحدثها بعد ذلك ابدا وكان يمكن ان ينساها تماما. وعلى الرغم من ذلك فقد انهى الحديث بطريقة قدر لها فيما بعد ان تصبح مألوفة تماما حيث قال لها: (احلاما سعيدة!) . وعلى الرغم من كلماته فإن هذه المخاوف الكامنة اقضت مضجع مونيكا, وخاصة انه لم يكن قد وفى بوعد سابق بأن يتصل بها هاتفيا. وفي يوم الاحد التالي الموافق 21 يناير وبينما كانت تغادر العمل للقاء امها لشراء معطف لمحت الرئيس وبصحبة احد افراد حرسه الخاص في دهليز القسم المخصص لاقامته من البيت الابض, وتحدثا معا بروح من الود وهما يمضيان على امتداد احد الممرات, وبينما كانت توشك على المغادرة ابلغها بان بمقدورها الخروج مرورا بالمكتب البيضاوي وصرف الحارس الشخصي في الوقت نفسه, غير انها تصلبت عندما دخلا المكتب واشار الى ان عليهما الذهاب الى مكتب فرعي قدر له ان يشهد اكثر لقاءاتهما حميمية. حياة كلينتون الخفية. وكانت مونيكا مصممة على مواجهة مع بيل كلينتون قبل ان تتعمق علاقتهما وهل هناك مكان افضل من المكتب البيضاوي للقيام بذلك؟ وبادرت الى الاعراب عن شكواها من انه لم يتصل بها وانه ليس لديها ما يشير الى طبيعة مشاعره نحوها. وفيما كانت تكيل اللوم له انصبت مخاوفها ومشاعرها بالقلق وهي تبلغه بأنه اذا اراد لها ان تعامله باعتباره رئيسا فقط فإنها ستفعل ذلك اما اذا كان يريد معاملتها كرجل فإن علاقتهما ينبغي ان تقوم على قليل من الاخذ والعطاء. ابتسم بيل كلينتون برقة ولف ذراعه حولها, وصحبها الى المكتب الداخلي حيث عانقها ومضى يطري قلنسوتها لانها كما قال تؤطر (محياها الظريف) على نحو بديع. وفي وقت لاحق ابلغها بيل كلينتون بأنه ليس سعيدا بشأن علاقتهما وانه يرغب في انهائها, فهي ليست بالشيء المناسب له ولا لعائلته كما انه لايعتقد انها تبدو في عيني الله امرا لائقا. واخذ يصف الالم والعذاب اللذين يحس بهما من جراء علاقاته خارج زواجه من هيلاري كلينتون وبينما زوجه وابنته تشيلسي تلهوان في مسبح البيت الابيض مضى يكشف النقاب عن المشاعر المريرة التي تستبد به وتمزق روحه, وقال انه على الرغم من الطبيعة الحافلة لحياته, الا انه له وجوده السري, على حد تعبيره, له حياته المليئة بالاكاذيب والتلاعبات فهو في طفولته كان يكذب على ابويه, وعلى الرغم من انه كان طفلاً وكان يعرف عواقب ما يقوم به, الا انه ظل مبقياً على هذه الحياة الخفية, مطمئناً الى ادراكه انه ما من احد على علم بها, وما من احد يعرف بيل كلينتون الحقيقي. على قائمة الشهود في منعطف حاد من فضيحة مونيكا لوينسكي, وعندما علمت بأن اسمها ادرج في قائمة الشهود في القضية التي رفعتها بولا جونز على بيل كلينتون استبد بها الشعور بالقلق والانزعاج, وغضبت بشدة لان حرية بولا جونز في مقاضاة الرئيس للحصول على مال منه اخذت الاولوية على حقها هي ــ مونيكا ــ في عدم انتهاك خصوصيتها وهي تقول في هذا الشأن لم يكن ما اقوم به انا والرئيس من الامور التي تعني احداً غيرنا, لم اتعرض ابداً للمضايقة الجنسية, وقد فقدت عملي لانني كنت صديقته, وجوهر الامر هو ان علاقتي بالرئيس عرقلت امكانيات تطوري الوظيفي ولم تدعمها, وفي حقيقة الامر فان تجربتي مع الرئيس قد دمرت الحجج التي استندت اليها بولا جونز في قضيتها المتعلقة بتعرضها للتحرش الجنسي. ولم يكن لمثل هذه الطروحات تأثير بالنسبة لليندا تريب وهي تشق طريقها من خلال الحديث وتسجيل المحادثات عبر العاصفة التي مضت نذرها تتجمع, وفي احد الحوارات قبيل عيد الميلاد قالت لمونيكا: انني صديقة صريحة, وآخر شيء اريد القيام به هو الكذب تحت القسم. ما هي في اعتقادك مشاعري حيال هذا الامر؟ ـ انا بمقدوري جعلك تكفين عن البكاء وجعل حياتك ايسر كثيراً اذا كان بمقدوري الكذب. ويساورني شعور بأنني اطعنك بخنجر في ظهرك, واحس بأنني في نهاية هذا الامر بأنك ستتوقفين عن محادثتي وانني سأفقد صديقة عزيزة. الانكار المدوي تزور مونيكا لوينسكي مكتب محاميها في السابع من يناير 1998 لتوقع افادة تنكر فيها علاقتها الجنسية مع كلينتون, وهي تتذكر في هذا الصدد الموقف بقولها: التقطت نفساً عميقاً ومضيت في الدهليز نحو مكتبه, وكنت على استعداد لانكار علاقتي مع كلينتون بسبب حبي وولائي له, وعندما رأيت الوثيقة التي يتعين علي ان اوقع عليها وانها تتضمن انني لم تكن لي علاقة جنسية معه حدثت نفسي بأنني بمقدوري التعايش مع ذلك, حيث اننا بالفعل لم نصل قط الى مرحلة المضاجعة, وقد جعلني هذا احس بقدر اكبر من الارتياح, وبالتوقيع على هذه الافادة فإنني كنت القي بثقلي في صف الرئيس. وفيما يتعلق بالفستان الذي تحول الى دليل في القضية فإنه يبدو من المثير للسخرية ان ماريكا لويس والدة مونيكا او مونيكا او شخصاً يتاح له دخول شقتها في نيويورك لم يقم بنقل هذا الفستان واتلافه وكان السبب في هذا بسيطاً, ففي ذلك الوقت كانت المرأتان اكثر خوفاً من ان ترحلا او تغادرا الشقة او ان تجريا اتصالاً هاتفياً, حيث استبد بهما الخوف من انه يحتمل ان يلقى القبض عليهما في اية لحظة واذا اصابهما الخوف بالشلل فقد تركتا هذا الدليل الاكثر دفعاً في خزانة الملابس في انتظار احتلاله لمكانة في التاريخ. وقد ظلت بيتي كوري سكرتيرة الرئيس تتصل بها عبر جهاز خاص ينقل هذه الكلمات (طوارىء عائلية, برجاء الاتصال) او (اخبار طيبة, برجاء الاتصال) واتصل بها فرنون جوردان وكذلك محاميها السابق فرانك كارتر, ولكن مونيكا كانت اكثر خوفاً من ان تتصل بهما, وبالفعل وفي غمار حرصها على ان تجعل بيتي تدرك انها لم تقم باغواء الرئيس مضت الى الهاتف لتتصل بها, ومن جديد, وفي غمار اعتقادها بأنه سيجري التنصت عليها من قبل اعداء مجهولين, حاولت التفكير في وسيلة سرية تنقل بها الى سكرتيرة الرئيس ما حدث, وعندما ردت بيتي قالت مونيكا:(هومر) واغلقت الهاتف وذلك في اشارة الى ادجار هوفر المدير الاسبق لمكتب التحقيقات الفيدرالية الامريكية, وبعد هذا الاتصال الفقير اصبحت شديدة الخوف من استخدام الهاتف الى حد انها كتبت ملاحظة قصيرة لببي شكرتها فيها على تركها (ابنتها كاي (وهو اسمها الرمزي) تزور البيت الابيض ومبنى مكتب التحقيقات الفيدرالية الامريكية غير انها لم تبعث بهذه الملاحظة ابدا الى بيتي.. القطيعة مع جينزبرج استبد الاستياء بمونيكا من محاميها بيل جينزبرج بعد ان شهد هو وبيل كلينتون مأدبة اقامتها مجلة (التايم) الامريكية. وفي اليوم التالي حرصت على سماع ما حدث, وبدا جينزبرج معتبرا نفسه وهو يقول: نعم لقد قابلت الرئيس وقال لي انني اتمنى كل الخير لمونيكا وأردف ذلك بغمزة من احدى عينيه. وابتهجت مونيكا لسماع ذلك حيث ان الرجل الذي كافحت من اجل حمايته بضراوة لا يزال يهتم بها بحيث بعث اليها برسائل تحمل الود والتقدير ولم تكتشف الا بعد شهر من ذلك ان جينزبرج يستدرجها. وهذه الحادثة في واقع الامر تقدم توصيفا دقيقا لعلاقة مونيكا مع محاميها الذي يميل الى الاستعراض, فقد كان ينظر الى نفسه باعتباره بمثابة الاب الذي يرعاها ويحميها, غير انه لم يتفهم فقط مدى عمق مشاعرها حيال الرئيس او الطريقة التي اضاقت بها طريقته ـ اي طريقة جينزبرج ـ غير الملائمة وذات الطبيعة الجنسية غالبا في الحديث والتعليق وطرح الملاحظات المزيد من الالم الى ما تحسه من ألم في اعماقها وايضا المزيد من الاذلال الى ركام الاذلال العلني الذي تتعرض له. وفي الوقت نفسه اظهرت الحقيقة القائلة بأنه قد دق اسفينا بين اعضاء عائلة لوينسكي جانبا اخر من اسلوبه في التعامل, وتماما كما كان كينيث ستار هو العدو في الخارج, فان بعد اسابيع قلائل اصبح جينزبرج من منظور مونيكا وعائلتها العدو في الداخل على الصعيد القضائي والمالي والانفعالي, واشار بيتر شتراوس زوج والدة مونيكا الى ان نقطة الضعف الاساسية في هذا المحامي هي انه (عندما يعود المرء بناظريه في البداية فانه يكتشف ان اختياره محاميا كان اختيارا فظيعا, وحقيقة كونه مولعا بعالم الاستعراض لم يكن من شأنها الا تدعيم صورة مونيكا كفتاة تنتمي الى عالم بيفرلي هيلز الاستعراضي. ماذا بعد؟ تقول مونيكا: (بينما هناك ايام افتقد فيها حضور بيل كلينتون فان هناك اياما اخرى لا اريد ان اراه فيها ثانية ابدا, وتأتي اوقات اقوم فيها بايقاف جهاز التلفزيون لانني اشعر بالغثيان من رؤيته على شاشته. وعلي الرغم من هذا التمزق الانفعالي الذي تتعرض له مونيكا الا انها تنظر هذه الايام الى كلينتون كسياسي اكثر منه كرجل, وكسياسي كذب عليها وعلى الامريكيين جميعا كذلك. وهي تقول في هذا الشأن: لقد كنت اعرف على الدوام انه ليس بالشخص الصادق تمام الصدق, ولكن احداث العام الماضي أظهرته شخصا كاذبا على نحو يتجاوز كل التوقعات والآن ارى فيه رجلا انانيا يكذب طوال الوقت وهذا امر يجعل الغضب والضيق يستبدان بي. وخلال الشهور العشرة الاخيرة رأيت المحقق الخاص والصحافة والبيت الابيض والرأي العام وهم يمزقون طبقة بعد الاخرى من روحي, ولست ادري ما الذي جنته يداي لاستحق ذلك الاذلال. ومن المؤكد انني ارتكبت اخطاء واصدرت احكاما حمقاء. ولكن هل هذا يستدعي هذا المستوى من الاساءة؟ ربما كنت اكثر النساء في العالم تعرضا للاذلال, ولكنني لا استطيع التعامل مع هذه الافكار ويتعين علي انتزاعها من تفكيري لأنها أكثر مما استطيع معالجته.

Email