تقارير البيان: باستضافة البرلمانيين العرب وكلمة الامير حسن الاردن سعى لارضاء الكويت وبغداد فتعمقت ازمته السياسية مع العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت العلاقة الاردنية ــ العراقية يوما صعبا بعد المداخلة التي قام بها احد اعضاء الوفد العراقي ردا على ولي العهد الاردني الامير حسن الذي كان قد القى كلمة أشاد فيها الى ضرورة حل مشكلة الاسرى الكويتيين في العراق بالاضافة الى حصول الشعب العراقي على حقوقه , ضمن اشارته الى حقوق الانسان وذلك خلال كلمة افتتح بها الدورة الطارئة للبرلمانيين العرب لبحث العدوان الامريكي على العراق والذي شاركت فيه سبع عشرة دولة عربية. وبرغم استحسان الوفد لما جاء في كلمة الامير حسن الا ان احد اعضاء الوفد العراقي وقبيل مغادرة ولي العهد الاردني لمنصه الاحتفال, صرخ بأعلى صوته معترضا على ماجاء في كلمة ولي العهد الاردني, قائلا ان العراق ليس بحاجة الى مساعدات انسانية وان العراقيين ليسوا جوعى, وواصل عضو الوفد العراقي اعتراضه دون استئذان ومطالبته بعدم الخوف من امريكا ورفع الصوت ضدها, ممادفع ولي العهد الاردني الى استدعاء رئيس المجلس الوطني العراقي سعدون حمادي سائلا اياه عن سبب غضب الوفد العراقي. وتركت هذه الحادثة اثرا سلبيا على اجواء المؤتمر الذي استضافته العاصمة الاردنية ويقول مراقبون ان كلمة ولي العهد الاردني جاءت متوازنة وراعت القضايا الانسانية للجانبين الكويتي والعراقي. ووفقا لمعلومات (البيان) فقد قام ثلاثة نواب اردنيون باعداد مذكرة ساخنة يطلبون فيها اعتذار الوفد العراقي عن تصرفه مع ولي العهد الاردني. والنواب هم مفلح الرحيمي, محمد الغمرو, وثالث وقع على المذكرة دون ذكر اسمه, وتدخل رئيس مجلس النواب الاردني, مفضلا عدم جمع تواقيع على هذه المذكرة مكتفيا بالاشارة الى ان موقف الاردن تجاه العراق, واضح ومعروف بالاضافة الى ان استغاضة الجانب العراقي في المبالغة في شرح موقفه لايعني شيئا خصوصا ان اكبر دليل على الموقف الاردني هو اجتماع الوفود العربية لصالح القضية العراقية في عمان. ويقول مراقبون ان الجانب العراقي كان متوترا منذ لحظات قدومه الاولى الى عمان وحسبما علمت (البيان) فإن قرار اغلاق الحدود في وجه العراقيين مطلع القصف الامريكي والبريطاني للعراق, ترك اثرا سلبيا لدى العراقيين وجعلهم يشاركون على قاعدة من التوتر تجاه الاردن. ويرى محللون في العاصمة الاردنية ان العلاقة الاردنية ـ العراقية تعرضت الى مزيد من التوتر بعد موقف الوفد العراقي تجاه ولي العهد الاردني, ويذكر في هذا السياق ان العلاقة الاردنية ـ العراقية بدأت تشهد فتورها الاساسي ابان عهد حكومة عبدالكريم الكباريتي رئيس الوزراء الاردني السابق الذي سعى لعلاقات ايجابية مع الكويت مفضلا الابتعاد عن بغداد بالاضافة الى اقدام ذات الحكومة على خفض البروتوكول التجاري مع العراق واستقبال حسين كامل صهر الرئيس العراقي الذي هرب الى عمان ولقي حتفه لاحقا في بغداد. وتبدو السياسة الخارجية الاردنية وكما اشارت (البيان) في وقت سابق محط مراجعة رسمية اردنية, فالحرص على علاقات ايجابية مع الكويت ينسف العلاقات التقليدية بين عمان وبغداد, وفي ذات الوقت فإن عقد الدورة الطارئة للبرلمانيين العرب في عمان لصالح فك الحصار عن العراق, جعل البرلمان الكويتي يوجه سهام النقد الجارح الى الاردن. ورغم محاولات الاردن السعي لعلاقات متوازنة مع الجانبين الا انه يبدو واضحا ان الاردن يخرج من (مولد) علاقاته السياسية مع بغداد والكويت بلا (حمص) كما يقول المثل الشعبي الامر الذي يدفع القصر الملكي في العاصمة الاردنية الى اعادة دراسة ملف السياسة الخارجية ودور السفراء والمستشارين السياسيين والاعلاميين في صياغة المواقف الرسمية وتسويقها. على ذات الصعيد يرى سياسيون على رفعة في المستوى ان القصر الملكي في عمان, لن يكون غاضبا من موقف الوفد العراقي بل ان القصر الملكي يرى فيه تنوعا يخدم علاقات الاردن الخارجية, فالبرلمان الاردني موقفه وقراره برفع الحصار عن العراق يخدم الاردن على صعيد علاقاته مع العراق والدول المتعاطفة مع العراق, في حين ان موقف ولي العهد الاردني الذي اشار الى الاسرى الكويتيين وحقوق الانسان في العراق يخدم كذلك علاقات الاردن مع الكويت والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والدول التي تحالفها بمعنى ان التنوع يساعد الاردن على ابقاء قنواته مفتوحة مع جميع الاطراف, ضمن منظومة سياسية ملونة ومشروعة. وكان يمكن للعلاقة الاردنية العراقية ان تتوقف عند هذا الحد في توترها لولا الجلسة المسائية للدورة الطارئة للبرلمانيين العرب التي شهدت توترا اضافيا حين اعلنت الامانة العامة للاتحاد البرلماني العربي شطب الجمل التي اطلقها عضو الوفد العراقي من محضر الاجتماع مما دفع سعدون حمادي رئيس المجلس الوطني العراقي الى التحدث معلنا اعتراضه على شطب هذه الجملة وان عضو الوفد لم يتطرق الى اي شيء مسيىء, معلنا اصراره على ما اعلنه عضو الوفد في الجلسة الصباحية. وتوترت الاجواء مجددا اذ شعر السياسيون الاردنيون ان الجانب العراقي يتناسى في تصرفاته ان الاجتماع يقام في عمان وبناء على طلب الشعبة البرلمانية الاردنية. ويقول مراقبون ان القصر الملكي في عمان قد يكون غاضبا على البرلمان الاردني صاحب الدعوة الاساسية الذي سبب احراجا غير نظيره لولي العهد الاردني امام الوفود العربية, وعلى مسمع ومرآى مراسلي الصحف العربية والاجنبية ووكالات الانباء والشبكات الفضائية اذ ان القصر الملكي في عمان لم يكن مضطرا للدخول في مثل هذه الاجواء حتى وان كان مؤمنا بالطروحات التي ذهب اليها ولي العهد والتي تشكل توازنا سياسيا راعى مصالح الكويت والعراق على حد سواء في الوقت الذي قفز فيه الجانب العراقي عن هذه الحسابات. وتتوقع مصادر (البيان) ان تشهد العلاقات الاردنية العراقية توترا اضافيا خلال الايام القليلة المقبلة, خصوصا ان الجانب الاردني يشعر بعتب وغضب من الجانب العراقي كونه الاخير قفز عن الاشارات الايجابية في خطاب ولي العهد الاردني, كرفض ولي عهد الاردن استمرار الحصار او تقسيم العراق في حين اعتبر سعدون حمادي رئيس المجلس الوطني العراقي ان هناك مؤامرة امريكية على النظام العراقي, وان ولي العهد الاردني لم يتطرق الى هذا الامر في خطابه. ومن جهته اعتبر ولي العهد الاردني في تصريحات للصحفيين اثر المداخلة العراقية ان هذا المؤتمر ليس محلا للعواطف وان المؤتمر يمثل ارادة الشعب العربي. عمان ــ ماهر ابو طير

Email