صفارات انذار وهمية بعد وقف الهجوم والعراقيون يغادرون الملاجىء: بغداد ودعت (ثعلب الصحراء) بـ 15 جريحاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

دوت صفارات الانذار صباح امس في بغداد بعد اعلان واشنطن ولندن وقف الضربات الجوية للعراق لكن اي هجوم لم يقع في الوقت الذي امتنعت فيه وسائل الاعلام العراقية عن اعلان نبأ وقف الهجمات رغم بدء الاذاعة العراقية ببث اغان وطنية تشير الى خروج العراق منتصراً وسط ارتياح شعبي عام, وكانت بغداد ودعت الهجمة الاخيرة (لثعلب الصحراء) بـ 15 جريحاً اثر ضرب صاروخ لوزارة الشؤون الاجتماعية التي تعنى بشؤون المعاقين. فعند حوالي الساعة الثامنة من صباح امس دوت صفارات الانذار في بغداد منذرة بوقوع غارة جوية رغم اعلان انتهاء الضربات. ودوت صفارات الانذار في الساعة 45.7 صباحا (53.4 تج) لاعلان بدء الغارات ثم دوت مجدداً بعد 16 دقيقة لابلاغ انتهاء حالة الانذار. وجاء ذلك في وقت بدأت الحركة تعود فيه الى المدينة صباح امس وهو يوم عمل عادي في العراق. ولم تعلن وسائل الاعلام العراقية الرسمية صباح امس عن نهاية عملية (ثعلب الصحراء) . ولم تأت اذاعة بغداد في نشرتها الاخبارية عند الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (الخامسة بتوقيت جرينتش) على ذكر قرار الولايات المتحدة وبريطانيا وقف العمليات العسكرية ضد العراق, مكتفية بنقل تصريحات المسؤولين العراقيين وردود الفعل الدولية على الغارات. كما لم تذكر الصحف الرسمية الثلاث, (الثورة) و(القادسية) و(الجمهورية) وكذلك (بابل) التي يديرها عدي نجل الرئيس العراقي صدام حسين, القرار الامريكي والبريطاني الذي اعلن في الساعة 23,00 بتوقيت جرينتش. لكن اذاعة بغداد اليوم بدأت منذ الصباح بث اغان وطنية تؤكد ان (العراق خرج منتصرا) على الرغم من انها لم تعلن انتهاء الغارات. في الوقت نفسه استمرت الاذاعة في بث برامج مخصصة للتعبئة العامة لمواجهة الهجمات الصاروخية. وتحدثت الاغاني الوطنية التي بثتها الاذاعة منذ الصباح الباكر عن (النصر وعن بطولات العراقيين بقيادة الرئيس صدام حسين لمواجهة اعتداءات الامريكان والبريطانيين) . وبثت الاذاعة ايضا ابياتاً شعرية تتحدث عن (النصر والفرح الذي يعم العراق والامة العربية بعد ان تصدى شعب العراق بقيادة الرئيس صدام للطاغوت الامريكي واعوانه) . واستقبلت اغلبية الشعب العراقي نبأ وقف الغارات بالبهجة بعد ان لزموا المخابيء اربع ليال تعرضت خلالها العاصمة العراقية التي يقطنها خمسة ملايين نسمة للقصف وقالت مواطنة عراقية لرويترز وهي تهم بمغادرة مخبأ ازدحم بالرجال والنساء والاطفال في وسط بغداد (الحمد لله انتهى كل شيء) . وقال احمد علي عندما علم بوقف الهجمات (تحقق هذا من خلال صمودنا) . وقال لزوجته التي بدأت في جمع متعلقاتهما (لنغادر المكان ونعود الى بيتنا) . وسادت روح التحدي بين اخرين قالوا ان الهجمات فشلت في تغيير موقف العراق ازاء عمليات التفتيش التي تقوم بها الامم المتحدة. وقال شاب (هذا يثبت ان العراق على حق والحكومة على حق انا سعيد ومستعد لان اكرر ذلك الى ان يرفع الحظر) مشيرا الى العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة على العراق منذ ان غزا الكويت عام 1990. وقال الشاب حيدر رشيد زابون ردا على سؤال لوكالة فرانس برس في محطة باصات وسيارات للاجرة في وسط بغداد (نحن سعداء ولكن كان يجب ان يحصل هذا الامر قبل الان) . وقد فوجىء هذا الشاب الذي يبيع السجائر في المحطة بالنبأ ونقله الى بعض العراقيين, حوالى خمسين, كانوا ما زالوا في المحطة حتى ساعة متأخرة من الليل. وقال علاء كاظم (21 عاما) الذي يدير محل بقالة صغيرا قرب المحطة (انه خبر سار ولكن قصف الامريكيين غير مبرر وهو جائر) . اما سائق الاجرة عباس زرزور الكثيف اللحية والمرتدي جلابية فقد انفجر غضبا على (العدوان) الامريكي. وقال (ان وقف هذا العدوان ليس له اي اهمية. فليواصل الامريكيون قصفنا فلن يؤثر هذا الامر على العراقيين) . واضاف (لقد ربحوا معركة ولكن لم يربحوا الحرب. والنتيجة سيرونها لاحقا) . وقال الشاب احمد صالح امام مركز الصحافة التابع لوزارة الاعلام العراقية الذي يتجمع فيه المراسلون الاجانب (كان يجب ان يوقف الامريكيون هذه الضربات اللعينة قبل الان بكثير) . وعند الاعلان عن وقف الضربات كانت العاصمة العراقية ما زالت غارقة في النوم ولكن كانت بعض السيارات تجوب وسط المدينة. وكان البغداديون ودعوا (ثعلب الصحراء) بخمسة عشر جريحاً من المدنيين جراح بعضهم خطيرة بحسب مراسل قناة (الجزيرة) القطرية جراء انفجار احد الصواريخ. وقالت (الجزيرة) ان الصاروخ اصاب مبنى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية حيث سقط على دائرة رعاية الشؤون الاجتماعية التي تعنى بشؤون المعاقين ومراكز التأهيل الاجتماعي والاسر الفقيرة عن طريق تقديم المعونات الشهرية لتلك الفئات والتي تأتي من قبل الهيئات والمنظمات الانسانية العالمية والعربية. ومن بين المصابين ثلاثة جنود يتولون حراسة المؤسسات ليلاً ويقول مراسل وكالة انباء الشرق الاوسط في بغداد الذى قام بزيارة موقع الحادث ان الانفجار احدث حفرة كبيرة عمقها حوالى خمسة امتار وقطرها نحو عشرين مترا.. كما شاهد المراسل اثار الدمار الشديد الذى احدثه سقوط الصاروخين . وانتشر حطام بعض اقسام المبنى في مساحة تبلغ نحو كيلومتر قرب المبنى المخصص اساسا الى تدريب المعوقين ولم يكن يوجد به احد منهم لحظة سقوط الصاروخين.. وذكر شهود العيان ان الانفجار ادى الى تدمير ثلاث سيارات كانت موجودة بالقرب من مكتب استعلامات المبنى كما تعرضت سيارة اخرى لاضرار نتيجة سقوط عمود احد المبانى فوقها .. ويقول المراسل انه لولا عناية الله لحدثت كارثة في المنطقة السكنية التى لم تبعد عن مكان سقوط الصاروخين سوى امتار قليلة ونتيجة للضغط الشديد المتخلف عن الانفجار تحطم زجاج عدد كبير من المنازل كما سقطت شرفة احد المنازل فوق سيارة. ــ الوكالات

Email