تقارير (البيان): الدبابات تحتشد ليلاً وضجيج الطائرات يقطع هدوء الصحراء، لا مبالاة في الشارع الكويتي ومظاهر الاستنفار معدومة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما زالت الحشود والتعزيزات الامريكية تصل الى الكويت جواً وبحرا, وللدرجة التي يمكن معها للمواطن العادي في الكويت مشاهدتها وهي تتجه نحو الحدود الشمالية التي تفصل الكويت عن العراق, ويتسم رد فعل الشارع الكويتي لما يحدث باللامبالاة وسط استعدادات لاستقبال شهر رمضان, وقد شوهدت في ساعة متأخرة منذ الليلة الماضية ارتال من حاملات الدبابات الأمريكية وهي متجهة الى قاعدة (الدوحة) في أقصى الشمال من مدينة الكويت. وتسير هذه القوافل ليلاً تفاديا للرصد ولازدحام الشوارع حيث تقوم دوريات عسكرية كويتية بمرافقتها. ولوحظ ايضا وجود حركة مكثفة للطائرات العسكرية في الليل في سماء الكويت حيث خلت إلا من بعض النجوم وبدت صافية تماما, مما مكن الكويتيين الذين يحلو لهم الخروج الى الصحراء في عطلة نهاية الاسبوع من مشاهدة اسراب تلك الطائرات التي كانت تطير في مجموعات مكونة من أربع طائرات تبتعد الواحدة عن الأخرى بنحو مائة متر. في غضون ذلك توافدت على الكويت اعداد كبيرة من الصحافيين ومراسلي وكالات الانباء ومحطات التلفزة العالمية, بعد ان قامت وزارة الاعلام بافتتاح مركز صحفي في فندق (شيراتون) وهيأته بكافة وسائل الاتصال والاستقبال وعلى مدار 24 ساعة, وقالت المسؤولة عن المركز الوكيلة المساعدة لشؤون الإعلام الخارجي أمل الحمد: انه تم استصدار ما يقرب من 50 تأشيرة دخول للاعلاميين الأجانب وقد وصل منهم بالفعل مندوبون من الولايات المتحدة والسويد وهولندا واليابان وفرنسا وبريطانيا. في الوقت نفسه أعلن مدير التوجيه المعنوي والارشاد في الجيش الكويتي العقيد أحمد الرحماني انه تم نشر وحدات الدفاع الجوي وصواريخ الباتريوت على قطاعات واسعة تغطي الاراضي الكويتية, مشيرا الى عدم استدعاء الاحتياط انتظاراً لسير مجريات الاحداث. وقال ان الـ 1250 جنديا امريكيا الذين وصلوا الكويت قبل يومين, كان مخططا لوصولهم منذ فترة سابقة لاجراء تدريبات ومناورات عسكرية مع الجيش الكويتي ولا علاقة لوصولهم بما يحدث حاليا من مستجدات. مضيفا ان التنسيق مستمر وموجود مع القوات الامريكية والبريطانية, ولكن في اطار الاتفاقيات الأمنية والدفاعية عن الكويت. وعلى الصعيد المحلي ظل الشارع الكويتي طبيعيا وبدا وكأن اللامبالاة هي السائدة ازاء ما يحدث على بعد بضعة مئات من الكيلو مترات من الحدود, ولم تبد أية مظاهر استنفار شعبي اللهم الا الاقبال على شراء المواد الغذائية والاستهلاكية استعدادا لاستقبال شهر رمضان المبارك الذي يحتفل الكويتيون باستقبال أيامه, ولا يعكر صفو هذه الاستعدادات إلا أصوات الطائرات العسكرية التي تقطع الأجواء بضجيج حاد. وفيما لم تخف الصحف الكويتية ترحيبها بضرب (معاقل ما وصفته بالنظام الحاكم في العراق و(هز مفاصله) فإنها ركزت في افتتاحياتها على ان (أي هدف سياسي للعملية العسكرية أقل من تغيير النظام في بغداد سيتحول الى انتصار سياسي لصدام حسين الذي يعتقد اليوم انه دفع ثمن رفع الحصار عنه ولن يرضى بعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 48 ساعة) . وخرجت تلك الصحف ايضا لتؤكد على تصريح لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الكويتي عبد العزيز العدساني شدد فيه على ان (مشاعر الناس في الكويت الى جانب الشعب العراقي, الذي ندع الله ان يجنبه كل مكروه, فخلافنا هو مع النظام العراقي لا مع الشعب) . ومن جانبها أوقفت الخطوط الجوية البريطانية رحلات طائراتها الى الكويت الى أجل غير مسمى, فيما عدل عدد آخر من شركات الطيران مساراته. الكويت - أنور الياسين

Email