تقرير إخباري: أطفال العراق ضحايا الحصار

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلود منصور أم عراقية تفضل ان تموت بقنبلة أمريكية على رؤية الحياة تتسرب من ابنها المصاب بسرطان الدم . قالت خلود وهى تنظر الى ابنها علي الذى لم يتجاوز السابعة ويرقد فاقد الوعى في مستشفى صدام للاطفال ببغداد (لماذا نخاف. ليضربونا ويقضون علىنا. فقد على شعره واصفر وجهه وانتفخ بطنه, مات اكلينيكيا قالت أمه وهى تنتحب (توقفوا عن علاجه لان جسمه لم يعد يحتمل) . وعندما جلجل جرس الخطر في المستشفى في 14 نوفمبر ليحث الناس على اللجوء الى مخبأ اتقاء لضربة جوية أمريكية وشيكة لم تغادر الام مكانها0 قالت خلود (فضلنا الموت حالا على انتظاره يوميا) . ولكن الضربة لم تحدث وأمكن تجنبها في اللحظة الاخيرة بتراجع العراق عن موقفه في وقف عمل مفتشى الاسلحة الموفدين من الامم المتحدة. وعدم اكتراث خلود بأن تموت ظاهرة منتشرة بين العراقيين الذين ينوؤون بعقوبات اقتصادية قاصمة فرضتها المنظمة الدولية على بلادهم بعد غزو الكويت في 1990. ويشهد أطباء وعائلات أطفالا يموتون من نقص الغذاء والدواء ولا يستطيعون شيئا حيالهم, ورغم صفقة النفط مقابل الغذاء والدواء فانها لا تلبى احتياجات العراق. وفي عنبر السرطان بالمستشفى كان يرقد في حضن أمه طفل آخر في الرابعة أصيب بسرطان الدم وينقل اليه محلول في الوريد. رائحة تزكم الانوف ويحوم الذباب حول الاطفال المرضى ومنهم ابن حمدية جابر الذى ولد مشوها ويصرخ من الالم وقد انعقدت قدماه. قال كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة في تقرير حديث عن الوضع في العراق (اظهر مسح لمصادر الماء ووسائل النظافة في المستشفيات مدى سوء الوضع مما يهدد بأخطار صحية) . ويقول الاطباء انهم يواجهون أزمة في كل شيء من المضادات الحيوية الى المحاليل وانهم يضطرون أحيانا الى وقف العمليات الجراحية بسبب نقص الادوية أو المقصات أو مواد التخدير. كما ان آباء كثيرين لا يستطيعون توفير طعاما كافيا وضرورات أخرى لاطفالهم المرضى وبعضهم باع أثاث بيته لينفق على أولاده. قال عباس وهو يرمق ابنه الصغير خليل المصاب أيضا بسرطان الدم ودموعه تسيل (سأبيع حتى قميصى الذى أرتديه لاوفر له الدواء) . تقول وزارة الصحة العراقية ان ما لا يقل عن 5ر1 مليون عراقى ماتوا من الامراض وسوء التغذية منذ 1990 بسبب العقوبات ونحو 70 في المئة منهم أطفال دون الخامسة. قال خبير البيئة سامى العرجى لرويترز (ارتفعت نسبة الاصابة بالسرطان الى درجة مخيفة, انتشر سرطان الدم والغدد الليمفاوية بين العسكر بمقدار خمسة الى ستة أمثال في الخمس سنوات الاخيرة, وتزيد النسبة بين المدنيين والاطفال) . وينحو عباس باللوم على الولايات المتحدة وبريطانيا ويصف السرطان بانه (مرض العدوان) . ويعتقد العراقيون ان العقوبات أشد فتكا من القنابل, قالت خلود منصور (أى ذنب جناه أطفال العراق ماذا فعلوا للولايات المتحدة وبريطانيا انهم يريدون معاقبة القيادة العراقية ولكنهم يقتلون الاطفال. ويقول عاملون بالاغاثة ان سوء التغذية وانهيار الاوضاع الصحية والتعلىمية وشبكات المياه يهدد مستقبل جيل عراقى بأكمله. قال عباس (انه أسلوب جديد من الحرب التى تشنها الولايات المتحدة القصف ينتهى بعد فترة, ولكن هذا الاسلوب لا نهاية له) . ــ رويترز

Email