مناظرة مصرية ايرانية حول التطبيع تنبش سيرة السادات والشاه واسرائيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحول لقاء بين وفد رؤساء تحرير الصحف الايرانية الزائر ومنهم نبيل عثمان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات (هيئة حكومية) الى مناظرة سياسية وفكرية رفيعة شملت النقاط الخلافية بين البلدين . واشار نبيل عثمان في اللقاء الذي تم مساء اول امس على ضرورة فهم العصر بلغة جديدة والتخلي عن الشعارات التي تم اطلاقها من قبل, والتي لم تتحقق مثل شعار (القاء اسرائيل في البحر, والمواجهة مع امريكا دون اسس علمية, واكد عثمان للوفد الايراني ان المشكلة التي تعوق تقدم العلاقات بين القاهرة وطهران تعود الى التناقض الموجود في المجتمع الايراني, وكشف عن ان الحكومة المصرية كانت على استعداد لرفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين, غير ان بعض الاصوات ظهرت في طهران تطالب بالتأني في العلاقة مع مصر وتتهمها بانها دولة كامب ديفيد, وتدعو الحكومة الايرانية الى فتح مكتب ثقافي فقط, واتهم عثمان الايرانيين بأنهم يحرجون مشاعر ملايين الشعب المصري, وذلك باصرارهم على اطلاق اسم خالد الاسلامبولي الذي اغتال السادات على احد شوارع طهران. وقاطع عباس عيدى رئيس تحرير صحيفة سلام الايرانية اليومية المعتدلة, قائلا: ان الشعب الايراني ايضا اصابة جرح عميق من الطريقة التي استقبل بها السادات شاه ايران بعد خروجه من السلطة, وقال عيدى:ان السادات استقبله باعتباره رئيس دولة, ومنحه أحد قصوره وهو ما يعد إساءة بالغة لثورة الشعب الايراني ضده, وأضاف عيدي: ان الايرانيين يحبون مصر, وأن أسعد شهور رمضان كانت عام 1973 بعد الانتصار الهائل الذي حققته مصر على اسرائيل, كما كان شهر يونيو أسوأ شهور العام, وإذا كنا نتعاطف معكم ونحبكم الى هذه الدرجة, فلماذا تحرموننا من حقنا في التعبير عن وجهة نظرنا في كامب ديفيد؟ وعلق نبيل عثمان على ذلك بأن مصر تستقبل الكثير من اللاجئين السياسيين, وأنها أتاحت الفرصة لزعماء مثل النميري, والسنوسي, وملك ألبانيا السابق وغيرهم, بالاقامة في مصر ولم تسمح لهم بممارسة العمل السياسي, وانطبق هذا الموقف على الشاه. وتدخل أمير محبيان رئيس تحرير صحيفة (رسالت) الموالية للتيار المحافظ, بأن مصر أيضا كان لها مواقفها السلبية خلال الحرب العراقية الايرانية, وأنها أيدت العراق خلال الحرب, كما أنها تتدخل في الشؤون الداخلية لايران من خلال دعمها للامارات العربية المتحدة في قضية الجزر, واعتبر محبيان ان مسألة الجزر هي شأن يخضع للتفاوض بين الامارات وايران, ولا علاقة لمصر بها. ورد نبيل عثمان على ذلك قائلا: انه فيما يتعلق بالمسألة العراقية, فإن مصر لم تتدخل الا حينما تعرضت أراضي العراق للاحتلال الايراني, وكان موقفها هو الإدانة لهذا الاحتلال, باعتبارها أراضي عربية لا ترضى مصر بأن تخضع لأي نوع من الاحتلال, وهذا موقف ثابت لمصر والدليل اننا قمنا بإدانة الغزو العراقي للكويت حيث تؤمن باحترام السيادة الوطنية للدول. أما فيما يتعلق بالجزر الاماراتية, أكد عثمان أن موقف مصر منحاز للحل السلمي لهذه المشكلة, وان كنت على ثقة من ان التحكيم الدولي يعد مخرجا جيدا لهذه القضية. وقال أحد اعضاء الوفد الايراني, ان العلاقات المصرية الاسرائيلية بدأت بالاتفاق الرسمي وتم انتظار اجراءات التطبيع الشعبي, فيما بدأت العلاقات المصرية الايرانية بالتطبيع الشعبي وتنتظر الرسمي, وهنا اعترض نبيل عثمان على المقارنة بين ايران وإسرائيل, مؤكدا ان ايران دولة اسلامية ولها مكانة كبيرة في المنطقة ولدى المصريين ولايجوز المقارنة بينها وبين اسرائيل التي خاضت أربع حروب ضد مصر, وأجاب الوفد انهم يعتبرون ان التطبيع الشعبي من الطرق المثلى لدفع العلاقات بين البلدين. من جهة أخرى غادر القاهرة صباح أمس عائدا الى طهران أربعة من وفد رؤساء تحريرالصحف الايرانية الذي بدأ زيارة بالقاهرة منتصف الأسبوع الماضي, وواصل الزيارة ثلاثة آخرون كانوا ضمن الوفد, وذلك لمتابعة زيارة نائبة الرئيس الايراني معصومة ابتكار الى القاهرة لحضور مؤتمر بيئي دولي عن ثقب الأوزون, وتعد زيارة معصومة والتي تبدأ بعد أيام تطورا جديدا ايجابيا في سياق العلاقات المصرية الايرانية. القاهرة ــ مكتب البيان

Email