تقارير(البيان): الوفد قاطع وسعد انسحب: تعثر المصالحة بين البرلمان والصحافة بمصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمسك حزب الوفد بمقاطعة اجتماع المصالحة الذي عقد ليلة امس الاول بين البرلمان ورؤساء تحرير الصحف القومية والمعارضة في مصر, حيث تغيب رئيسا تحرير صحيفة الوفد عباس الطرابيلي وسعيد عبدالخالق , فيما يشبه تكرارا لنفس السيناريو الذي حدث قبل اربع سنوات حين قاطع حزب الوفد اجتماعات الحوار الوطني الذي دعا اليه الرئيس المصري حسني مبارك وشارك فيه معظم الاحزاب المصرية. وسعى البرلمان من خلال الاجتماع ان ينفي وجود ازمة مع الصحافة المصرية ولذلك قال الدكتور فتحي سرور رئيس المجلس ان الاجتماع لم يكن الا لتواصل الود والصداقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية. ورغم توقع البعض غياب ابراهيم سعدة رئيس تحرير اخبار اليوم بسبب مقاله الناري السبت الماضي ضد نواب المجلس الا انه حضر فيما اعطى الامر ايحاء بأن الداعي الاول للاجتماع هو الرئيس حسني مبارك نفسه وذلك استنادا الى ما طالب به الرئيس مبارك في اجتماعه مع الهيئة البرلمانية للحزب الوطني الاسبوع الماضي حين شكا النواب اليه هجوم الصحافة على المجلس, فطالب الرئيس مبارك بعقد اجتماع بين الطرفين لتصفية تلك الخلافات وعزر من هذا الاعتقاد حضور صفوت الشريف وزير الاعلام للاجتماع لما له من علاقات بالقيادات الصحفية المصرية, بالاضافة الى حضور كمال الشاذلي وزير الدولة لشؤون مجلسي الشعب والشورى. وقال مصدر برلماني لــ (البيان) ان الدكتور سرور سعى من جانبه الى تحقيق اقصى درجات الانضباط بين نوابه, ودعا لهذا الغرض نواب اللجنة العامة للمجلس في اجتماع طغى عليه طابع السرية وذلك قبل الاجتماع مع القيادات الصحفية, وفسر المراقبون ذلك بأنه استهدف مطالبة النواب الابتعاد عن دائرة الاستفزاز اثناء الاجتماع وتوزيع الادوار حتى لا تضيع ملامح القضية الرئيسية وهي تحقيق المصالحة بين المجلس والصحافة, واستمراراً لهذا النهج في الاجتماع الذي استمر قرابة الساعتين حاول د. سرور التأكيد على ان الود هو الذي يربط بين الجميع, وحين حاول الاشارة الى مقال ابراهيم سعدة قام سعدة بالانصراف وهو ما فسره البعض بأن الخلاف مازال قائما بين الطرفين, على الرغم من اعلان سعده بأن انصرافه جاء نتيجة ارتباطه بموعد سابق, وزاد من تعزيز الاعتقاد ببقاء الخلاف, فشل محاولات قام بها ابراهيم نافع رئيس تحرير الاهرام ومكرم محمد احمد نقيب الصحفيين لاثناء سعدة عن الانصراف, ومع ملاحقة الصحفيين للسؤال عن ذلك اضطر د. سرور الى الاعلان عن ان انسحاب سعدة ليس لخلافه مع البرلمان وانما لخلاف مع مصطفى بكري رئيس تحرير صحيفة الاسبوع (اسبوعية مستقلة) وهنا تابعه مكرم محمد احمد بالقول ان سعده لم يقدم اثناء الاجتماع اعتذارا عن مقاله ضد النواب في الاسبوع الماضي خاصة وانه لم يكتبه بضغوط من احد كما انه لم يقصد التعميم على نواب البرلمان. وفي الوقت الذي لم يعلق ابراهيم سعدة على اسباب خروجه من الاجتماع أكد مصطفى بكري انه لم يتعمد توجيه اي اساءة له او انتقاده مباشرة وانما قصد ضرورة عدم التعميم وقال من واجبي الصحفي ان اقول ان سعدة يجب ان يعتذر للبرلمان عن مقاله ضده, كما اعتذر البرلمان لسعدة عن اساءة احد نوابه واستنكر بكري اي حديث عن نجاح النواب بالتزوير... يذكر ان بكري كان قد خاض الانتخابات البرلمانية الماضية ضد وزير الاوقاف السابق د. محمد المحجوب واتهم بكري وقتها الحكومة بتزوير الانتخابات ضده لصالح الوزير. وبالرغم من هذه العاصفة, الا ان د. فتحي سرور قال: ان الاجتماع خلا من احداث توتر بين الطرفين وان كل طرف سعى الى تقدير واحترام دور الاخر وزاد: نواب البرلمان يستفيدون مما تنشره الصحف من وقائع وتعقيبات وتعليقات وان ما ينشر من حوادث فردية لا يجوز استخلاص تعميم يصيب المؤسسة التشريعية ككل وقال: ان البرلمان حريص تماما على مؤاخذة النائب الذي يخرج عن الخط او من يقوم بسلوك غير مسؤول واكد سرور: (ان البرلمان لا يسأل الصحافة او الكتاب عما يكتبون فالكل حر في ابداء رأيه ووصف الاجتماع بأنه كان على اعلى مستوى من الديمقراطية واضاف: خرجنا حبايب كما دخلنا حبايب) ووعد سرور واعضاء اللجنة العامة للمجلس تلبية دعوة نقابة الصحفيين للقاء اعضائها لتأكد تلك المصالحة. وفي اول رد فعل على هذا الاجتماع الذي يعد الاول من نوعه في السنوات الاخيرة اكدت مصادر برلمانية لــ (البيان) انه من المستبعد ان يناقش البرلمان في جلساته غدا السبت بيانات عاجلة كان قد قدمها نواب في البرلمان من الحزب الوطني وبعض نواب المعارضة حول ما نشر في الصحف واعتبر سبا وقذفا من الصحافة في حق نواب البرلمان. يذكر ان توتراً كبيراً كان قد تم في الاسبوعين الماضيين بين المجلس والحكومة والصحافة حيث قام النواب باحراج الدكتور كمال الجنزوري اثناء القاء كلمته امام المجلس في اول جلساته الاسبوع الماضي واتهم ابراهيم سعده النواب بأنهم يدبرون مؤامرة ضد الجنزوري وان هناك من يقف وراءها. القاهرة ــ مكتب البيان

Email