تصعيد مفاجىء بين السودان وأمريكا:الخرطوم تجدد طلب التحقيق في قصف المصنع واشنطن ترفض وتدين قصف مستشفى ياي

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاد التوتر يظلل العلاقات السودانية الامريكية بعد فترة هدوء امتنع الطرفان خلالها عن التصعيد ولجآ لاحتواء خلافاتهما عبر الحوار طبقاً لما اعلن في الخرطوم الشهر الماضي . وامس جدد السودان دعوته مجلس الامن الى ايفاد بعثة للتحقيق بشأن مصنع ادوية في الخرطوم دمرته صواريخ امريكية في اغسطس الماضي بدعوى انه متورط في انتاج اسلحة كيميائية. وتزامن ذلك مع تنديد واشنطن بقصف الطيران الحربي السوداني لمستشفى في مدينة ياي بجنوب البلاد. وفي رسالة الى رئيس مجلس الامن وزعت يوم الاربعاء رفض وزير الخارجية السوداني مصطفي عثمان اسماعيل بيانا صدر عن وكيل وزارة الخارجية الامريكية توماس بيكرنج قال (ان هناك ما يبعث على السخرية في طلب السودان) اجراء تحقيق الذي قدم اول مرة في اغسطس لان الامطار بدأت تغسل التربة. وكانت الولايات المتحدة قالت انها وجدت آثارا في التربة قرب مصنع الشفاء لمواد تستخدم في صنع غاز الاعصاب في اكس وهو اتهام نفاه السودان واخرون بشدة. وكانت الولايات المتحدة اطلقت صواريخ على المصنع وكذلك معسكرات تدريب مزعومة في افغانستان قائلة ان لها صلة بالمليونير اسامة بن لادن المتهم بالتورط في تفجيرين للسفارتين الامريكيتين في نيروبي ودار السلام في السابع من اغسطس الماضي واللذين اسفرا عن مقتل اكثر من 260 شخصا منهم 12 امريكيا واصابة بضعة آلاف اخرين بجراح. وفي اشارة الى بيان بيكرنج قال اسماعيل ان ذريعة الامطار ذريعة تثير السخرية وتظهر شكلا من الاحتقار لذكاء الاخرين لان ارض المصنع ممهدة بالخرسانة وليس هناك تربة لتؤخذ كعينة او لتغسلها الامطار. وقال اسماعيل لرئيس مجلس الامن وهو هذا الشهر السفير الامريكي بيتر بورلي انه يرفض (التبريرات المقدمة من الولايات المتحدة) . ودعا اسماعيل المجلس الى (الاضطلاع بواجباته فيما يتعلق بالمحافظة على السلام والامن الدوليين 000 بايفاد لجنة تحقيق الى السودان) كما ينص قرار مقترح عرضته من قبل المجموعة العربية في الامم المتحدة المؤلفة من 22 عضوا. وكان اسماعيل اشار في تصريحات سابقة الى ان بلاده جمدت طلب التحقيق في انتظار نتائج حوار قال انه يجري بين البلدين لكن واشنطن لم تؤكد انباء الحوار في حينه. وعلى صعيد ذي صلة بالتصعيد المفاجىء ادانت الولايات المتحدة الامريكية غارة جوية للحكومة السودانية على مستشفى في بلدة ياي الجنوبية التي يسيطر عليها المتمردون. وقالت وزارة الخارجية الامريكية في بيان (دأبت حكومة السودان على شن حملات قصف رهيبة على المدنيين الابرياء لا تفيد الا في كونها اداة ارهاب) . واضاف البيان قوله (تدين الولايات المتحدة بأشد تعبيرات ممكنة حملات القصف العشوائية هذه) . وكانت وكالة المساعدة الشعبية النرويجية للاغاثة التي تدير المستشفى قالت ان طائرة انتونوف للحكومة السودانية قصفت يوم السبت بلدة ياي فقتلت شخصين منهما طفل واصابت 11 اخرين بجراح. وقال دان ايفي المتحدث باسم جماعة الاغاثة ان الغارة ألحقت اضرارا فادحة بقاعة العمليات والاجنحة الطبية والتوليد بالمستشفى ودمرت كمية من الادوية قيمتها 40 الف دولار. وكرر بيان وزارة الخارجية نفس الحقائق تقريبا واشار الى ان المستشفى اجريت له في الاونة الاخيرة عمليات اصلاح واسعة بتمويل من وكالة التنمية الدولية التابعة للحكومة الامريكية. وكان بيان للجناح السياسي الجيش الشعبي لتحرير السودان قال ان خمس قنابل القيت في الهجوم الذي وقع يوم السبت على ياي. ــ الوكالات

Email