تقارير(البيان): يخدم عملية غسيل الدماغ الإسرائيلية: 80%من المسلمين يخلطون بين الأقصى وقبة الصخرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في اللحظات الاولى من صبيحة ذلك اليوم الدراسي دلفت احدى المعلمات الاردنيات, الى الفصل الدراسي الذي يحوي ذكورا واناثا تتراوح اعمارهم ما بين التاسعة والعاشرة , حاملة في يدها صورة جميلة لمسجد قبة الصخرة بقبته الذهبية اللامعة, وبرسمه الهندسي الفاتن, وسألت تلك المعلمة, الطلبة, عن اسم هذا المسجد, فأجاب ثمانين بالمئة منهم ان هذا المسجد هو المسجد الاقصى في مدينة القدس. وتبدو الاجيال الشابة في الاردن, وفي العالمين العربي والاسلامي, اسيرة لعمليات غسيل الدماغ السياسية والاعلامية الجارية في وسائل الاعلام الاجنبية التي احلت مسجد قبة الصخرة بجماله المميز, مكان المسجد الاقصى, اذ يظن كثيرون ان مسجد قبة الصخرة هو المسجد الاقصى, الذي يستهدفه اليهود ويخطط الاسرائيليون بدعم من حكوماتهم لهدمه واقامة هيكل سليمان المزعوم مكانه. وفي خطوة تعد الاولى من نوعها, تعكف شخصيات سياسية اردنية على تصميم حملة سياسية واعلامية ودينية سيتم اطلاقها في الساحة الاردنية, والساحتين العربية والاسلامية, وفي دول المهجر حيث يتواجد العرب والمسلمون, وذلك عبر وسائل عديدة, لايقاف المخطط الاسرائيلي الذي يهدف الى جعل مسجد (قبة الصخرة) بديلا عن (المسجد الاقصى) الذي يستهدفه اليهود. وتقع وسائل الاعلام الاجنبية والعربية والاسلامية, عن قصد, او دون قصد, في فخ الرغبة الاسرائيلية, اذ تقدم معظم وسائل الاعلام على نشر او بث صورة مسجد قبة الصخرة, والاشارة في ذات الوقت الى المسجد الاقصى, الامر الذي جعل كثيرين في الاردن, خصوصا, بين الشباب يعتقدون ان مسجد (قبة الصخرة) هو (الاقصى) وتتسع قاعدة الضحايا في الاطارين العربي والاسلامي, ويضاف للقدس, واستخدام هذه الصورة في المناهج الدراسية في دول عديدة, وصكها على العملات الورقية, واستخدامها كذلك كأغلفة للمجلات, وللدعاية الدينية للقدس, وحتى الحركات الاسلامية, تمارس ذات الفعل حين تنشر صورة مسجد (قبة الصخرة) في مطبوعاتها عند الحديث عن القدس او (المسجد الاقصى) , ويتواصل الخطأ القاتل, عند استخدام صورة مسجد (قبة الصخرة) في البوسترات وبطاقات التهنئة والمعايدة بالمناسبات, بالاضافة الى كونها شعارا لصحف وحركات سياسية. ويستهدف الاسرائيليون, ضمن مخطط متكامل, (المسجد الاقصى) , الذي يعد القبلة الاولى للمسلمين, وثالث المساجد التي يشد الرحال اليها, وتعمل مجموعات اسرائيلية حاليا في القدس المحتلة على هدم (الاقصى) وإقامة هيكل سليمان على انقاضه, وتتواصل الحفريات الاسرائيلية تحته, بحثا عن آثار يهودية, وتهدد هذه الحفريات, المسجد بالانهزام بسبب عمليات تفريغ التربة الجارية تحته ليل نهار. وعلمت (البيان) ان هناك اتصالات ستتم قريبا لبحث الخطوات الواجب اتخاذها في هذا السياق, على الساحتين الاردنية والعربية, ولا تبدو هذه الجهود معادية لمسجد (قبة الصخرة) الذي يحتل مكانة دينية بسبب معراج الرسول صلى الله عليه وسلم منه الى السماء, الا ان المكانة الدينية الشرعية والسياسية هي للمسجد (الأقصى) , الذي بات يعاني نسيانا كاملا في ذاكرة العرب والمسلمين. ويعاني المسجد (الاقصى) من وضع صعب, ويقول قادمون من مدينة القدس المحتلة, ان المسجد يعاني من تصدعات في بعض جدرانه, بالاضافة الى وجود عشرات قطع السجاد الملونة داخله المقدمة من مصادر شتى, ومعظمها قديم, ويرى الداخل الى ساحة المسجد الاقصى, ألوانا عدة, بعيدا عن التناسق, بالاضافة الى حاجة قبة المسجد (الاقصى) الى صيانة, كما يعاني المسجد (الاقصى) حسبما يقول قادمون من القدس من تحوله الى المرتبة الثانية في قضايا الاهتمام العربي والاسلامي, حيث ان منبر صلاح الدين الايوبي الذي احرقه يهودي استرالي عام 1969 مازال محترقا, ولم يتم تركيب اي منبر مكانه, في الوقت الذي تعلن فيه اللجنة المختصة باعمار المسجد الاقصى عن وجود مخططات فنية جاهزة لمنبر صلاح الدين الايوبي الجديد, ويحتاج تنفيذ هذا المنبر الى عامين بكلفة تصل الى مليوني دولار أمريكي وهو الامر الذي لم يتم حتى هذه اللحظة, برغم مرور ثلاثين عاما على احراق المنبر. وفي هذا السياق, فإن الاهمال العربي والاسلامي الحالي للمسجد الاقصى, والتركيز على مسجد قبة الصخرة, يترك اثرا خطيرا, اذ ان تواصل واستمرار المخططات الاسرائيلية لهدمه, تتلاقى مع ايجاد بديل للمسلمين هو مسجد (قبة الصخرة) الذي بات يحتل المكانة الاولى اعلاميا وسياسيا ودينيا في وسائل الاعلام العربية والاسلامية والاجنبية, وفي كافة المحافل! عمان ــ ماهر أبوطير

Email