اولمرت احتفظ بعمودية القدس المحتلة،تراجع الليكود وتقدم العمل في انتخابات البلديات

ت + ت - الحجم الطبيعي

اظهرت النتائج شبه النهائية للانتخابات المحلية في اسرائيل تراجع حزب الليكود المتطرف الحاكم وحلفاؤه من الاحزاب الدينية الصغيرة, فيما ارتفعت اسهم حزب العمل المعارض والمستقلين والحركة الاسلامية والحزب الديمقراطي العربي , وفشل المرشح العربي لمقعد عمدة القدس رغم تحديه المقاطعة الفلسطينية واحتفظ عمدة القدس الحالي اليهودي الليكودي ايهود اولمرت, فيما فاز رون خولداي المرشح المستقل المدعوم من حزب العمل ببلدية تل أبيب, كما سيطر حزب العمل على بلديات ثلاث مدن كبرى. وفاز اولمرت بحوالي 61 في المئة من اصوات الناخبين الذين لم تتجاوز نسبتهم من مجموعة اصحاب حق الاقتراع ثلاثين بالمائة. وقد زادت قوة الاحزاب اليسارية في مجلس بلدية القدس حيث حصلت حركة (ميرتس) على ثلاثة مقاعد بينما حصل التجمع اليساري على ثلاثة مقاعد. وقد احتفظ عمرام متسناع من حزب العمل برئاسة المجلس البلدي في المدينة. وفي الوسط العربي اظهرت الانتخابات انحسار الاتجاه اليساري وصعود الاتجاهين الاسلامي والوطني الفلسطيني. ففي مدينة ام الفحم فاز رئيس البلدية الحالي رئيس الحركة الاسلامية في اسرائيل الشيخ رائد صلاح بفترة ثالثة حيث حصل على اكثر من سبعين في المئة من اصوات الناخبين. كما زادت القائمة الاسلامية في المدينة تمثيلها في مجلس البلدية من عشرة الى احد عشر مقعدا. وحدث انقلاب انتخابي في مدينتي شفا عمرو والناصرة حيث فاز في الاولى عرسان ابراهيم بينما فشل رئيس المجلس ابراهيم نمر حسين رئيس لجنة المتابعة العربية العليا التي تضم كافة رؤساء المجالس البلدية العربية في اسرائيل. اما في الناصرة فقد فقدت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة الشيوعية اغلبيتها التي احتفظت بها خلال السنوات الـ 23 الماضية حيث حصلت الحركة الديمقراطية وهي عبارة عن ائتلاف من الحركة الاسلامية والحزب الديمقراطي العربي على عشرة مقاعد فيما لم تحصل الجبهة الا على تسعة مقاعد فقط. وقد فاز مرشح الجبهة رامز جرايسة برئاسة المجلس البلدي في الناصرة وحصل على 52 في المئة من اصوات الناخبين بينما حصل منافسه سليمان ابراهيم على 48 في المئة من الاصوات. وفاز رون خولدايي المرشح المستقل الذي يدعمه حزب العمل ببلدية تل ابيب بحصوله على 52 في المائة من الاصوات. وعاد عمرام ميتزنا المرشح المنتهية مدة ولايته في حيفا الى منصبه في بلدية حيفا بحصوله على 73 في المائة من الاصوات. واعرب زعيم حزب العمل ايهود باراك عن سروره قائلا (لقد انتصر المرشحون القريبون من حركتنا, المهتمون بالتعليم والبيئة ونظافة المدينة ومشاكل الصحة واندماج المهاجرين, في ست من اكبر سبع مدن في اسرائيل) . ورأى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو من جهته ان نتائج الانتخابات اكدت الفوز الكبير الذي مكّن حزب الليكود من الفوز بمعظم البلديات الاسرائيلية في 1993. وقال عبر التلفزيون (يبدو انه ليس هناك سوى بعض التبادلات بين الطرفين) . واوضحت وزيرة الاتصالات ليمور ليفنات ان (ثلثي البلديات والمجالس البلدية في اسرائيل بقيت في ايدي الليكود) . وفاز رامز جراسي من الحزب الشيوعي خاداش باغلبية عريضة على منافسيه الاسلاميين في الناصرة اكبر المدن العربية في اسرائيل بنسبة 67% من الاصوات. ويقول محللون ان فوز اولمرت قد يعزز موقفه اذا سعي لشغل منصب رئيس الوزراء خلفا لبنيامين نتانياهو كما يعزز موقفه ايضا في حالة محاولته الانقلاب على نتانياهو وتنحيته من زعامة الحزب ورئاسة الحكومة. وسئل اولمرت عما اذا كان سيكمل مدته فقال (هذا ما ينص عليه القانون) . ودعت القيادة الفلسطينية الى مقاطعة الانتخابات وتنظيم اضراب عام احتجاجا على احتلال اسرائيل للقدس الشرقية العربية في حرب عام 1967 ثم ضمها واعلان القدس بشطريها عاصمة (ابدية موحدة) للدولة اليهودية. ويعيش في القدس الشرقية العربية 180 الف فلسطيني ويطالب بها الفلسطينيون عاصمة لدولة فلسطين في المستقبل. واظهرت نتائج وزارة الداخلية ان المرشح العربي الوحيد موسى عليان الذي يسعى لشغل مقعد في مجلس مدينة القدس الذي تديره اسرائيل متحديا دعوة منظمة التحرير الفلسطينية منذ امد بعيد لمقاطعة الانتخابات لم يحصل على اصوات كافية. وعبر اولمرت في بعض الاحيان عن بعض الافكار المعتدلة الامر الذي اكسبه تأييد نشطين انشقوا على حزب العمل لكنه حاول بالقول والفعل ايضا ان يبدو اكثر تشددا من نتانياهو نفسه في التمسك بالمزاعم الاسرائيلية بشأن القدس. وتعتبر قضية القدس من اكثر القضايا حساسية في الصراع العربي الاسرائيلي وارجأ التفاوض بشأنها الى محادثات الوضع النهائي التي ستقرر مصيرها الى جانب قضايا شائكة اخرى مثل الحدود ومصير اللاجئين الفلسطينيين. ــ الوكالات

Email