تقارير(البيان):انقسام اسرائيلي ازاء ترشيح لحود للرئاسة اللبنانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنازع القيادة العسكرية الاسرائيلية واجهزة مخابراتها هذا الاسبوع لدى ظهور الدخان الابيض من رئاستي مجلس النواب والوزراء اللبنانيتين بشأن استقرار الرأي مبدئيا على اختيار قائد الجيش اللبناني العماد اميل لحود رئيسا جديدا للبنان, تياران متضاربان احدهما يرى ان هذا الاختيار يصب في منتهاه في المصلحة الاسرائيلية, بينما ابدى التيار الآخر (حذرا وريبة) شديدين من ان يكون العماد لحود (رأس الحربة الاكثر اذية) للخطة العبرية الداعية الى انسحاب مبكر من الاراضي اللبنانية. وما ان وردت (التقارير اللبنانية) مساء الخميس الفائت الى الحكومة وقيادة الجيش الاسرائيليين في تل ابيب من بيروت تؤكد (الاتفاق النهائي تقريبا) بين المسؤولين اللبنانيين والسوريين على ان يخلف العماد لحود الرئيس الحالي الياس الهراوي في الرابع والعشرين من نوفمبر المقبل في رئاسة لبنان, حتى ظهر هذان التياران العبريان المتناقضان الى الملف فورا, ليقدما الى رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو تحليلاتهما المبنية على معلومات شتى (ولكن مختلف بعضها بشدة) , كما اكدت اوساط لبنانية سياسية على اتصال بقيادات (الحزام الامني) في جنوب لبنان من باريس. وذكرت هذه الاوساط ان تقارير (التيار العسكري) العبري ركزت على ان تسلم قائد الجيش اللبناني مهام رئاسة الجمهورية في بيروت (يعني بما لا يقبل الشك تحول لبنان تدريجيا من حكم مدني حتى الآن الى حكم عسكري بشكل مباشر لاول مرة منذ استقلاله قبل 55 سنة, خالقا بذلك دولة حربية جديدة على حدود اسرائيل قد يكون بامكانها خلال عام من الآن اعلان وحدة او نوع من انواع الاتحادات مع سوريا, لن يكون بامكان المؤسسات الدستورية اللبنانية مقاومتها او التصدي لها) . وقد بلغت تقارير المؤسسة العسكرية الاسرائيلية في تشاؤمها هذا, حد الاقتراح على حكومة تل ابيب (تنفيذ الخطة أ) من السيناريوهات العسكرية الثلاثة ضد لبنان فورا لمنع حدوث هذا التطور املا في ان تؤدي عملية عسكرية (اكبر من عادية) الى اعادة التمديد للرئيس الحالي مرة ثانية في رئاسة لبنان, اذ ان المعلومات الاسرائيلية تؤكد ان الاتفاق على اختيار العماد لحود منوط باستمرار الوضع الراهن في جنوب لبنان على حاله دون تأزم كبير او دون اندلاع معارك واسعة تكون ذريعة لعمل اسرائيلي كبير, وحينئذ فان التمديد للهراوي يصبح امرا لا مفر منه. ونقلت الاوساط اللبنانية في فرنسا عن مسؤول عسكري في (جيش لبنان الجنوبي) قوله ان السيناريوهات الاسرائيلية الثلاثة المعدة ضد لبنان تنحصر في: 1 - تنفيذ (الخطة أ) المبنية على اقتراح وزير البنى التحتية ارييل شارون القاضي بشن هجمات جوية واسعة النطاق ولمدة اسبوع متواصل على الاقل, لضرب البنى الاقتصادية اللبنانية بصورة ماحقة, تعيد لبنان الى ما كان عليه خلال حربه الطويلة, وتتضمن ضرب المنشآت الاقتصادية مثل مطار بيروت والمرفأ ومحطات الكهرباء والماء والجسور والسدود اضافة الى المنشآت العسكرية اللبنانية المهمة ومخازن آليات واسلحة الجيش اللبناني في بيروت والبقاع والجنوب, مع التركيز على ضرب مواقع عسكرية مختارة واستراتيجية للقوات السورية العاملة في الاراضي اللبنانية وحتى داخل الاراضي السورية القريبة من حدود لبنان, ومحاولة القضاء على البنيتين التحتيتين العسكرية والاقتصادية لحزب الله وحركة امل ولبعض المنظمات والفصائل الفلسطينية المؤيدة لهما. 2 - (الخطة ب) المبنية ايضا على اقتراحات قديمة ومتكررة لارييل شارون الداعية الى توسيع الحزام الامني) الراهن المتراوح عمقه مابين 7 و12 كيلومترا داخل الاراضي اللبنانية ليبلغ الضفة الجنوبية لنهر الليطاني الذي يصب شرقي مدينة صور الساحلية, ليصبح عمق الاحتلال الاسرائيلي حوالي 30 كيلومترا, مما سيحمل اكثر من نصف مليون لبناني جنوبي على النزوح الى الداخل وتشكيل كارثة بشرية اقتصادية على الحكم المركزي في بيروت وبالتالي ابعاد المستوطنات العبرية في الجليل الاعلى المشرف على الحدود اللبنانية عن مدى او دقة اصابات صواريخ المقاومة اللبنانية التي سيكون عليها هي الاخرى الاهتمام بايواء عشرات الآلاف من النازحين الشيعة الى مقاطعتها الداخلية في بيروت والبقاع الشمالي (بعلبك وتوابعها) ومن ثم اعادة تنظيم قواها العسكرية التي ستخرج من مناطقها الحالية للتمركز في مواقع جديدة شمال الليطاني. 3 - (الخطة ج) وهي احدث الخطط العبرية وان كان بعض جوانبها يتردد منذ سنوات الا انها اتخذت شكلها النهائي في مطلع سبتمبر الجاري عندما ضم (جيش لبنان الجنوبي) بصورة غير مباشرة بلدة جزين المسيحية الواقعة شمال (حزامه الامني) عن طريق الاعلان عن دخولها (رسميا) وفرض (تأشيرات) دخول وخروج اليها منه, بعدما جرى تعيين احد مسؤوليه العسكريين جوزف كرم الملقب بـ (علوش) قائدا لموقعها الجديد, وتشكيل جهاز امن خاص لمنطقة جزين تابع لهذا الجيش بقيادة (النقيب) جورج فرحات الملقب بـ (الكابتن) . وكشفت الاوساط اللبنانية المقربة من جماعات لحد في باريس النقاب عن (الخطة ج) التي اعطت القيادة العسكرية الاسرائيلية الشمالية في نهاية الشهر الماضي الضوء الاخضر بالاستعداد لها, فقالت انها (ترسم طريقة تعامل جديدة مع الوضع العام في جنوب لبنان عن طريق اولى مراحلها بتعزيز الوجود العسكري لجيش لحد في بلدة جزين ودعوة قوات اسرائيلية لدخولها, ثم الانطلاق منها لاحتلال الشريط الممتد منها الى مشارف صيدا مرورا بقرى كفر فالوس ولبعا وعين المير ومجدليون واحتلال بلدة عبرا المرتفعة المشرفة على الطريق الساحلي الذي يربط صيدا ببيروت, والتي تبعد عن العاصمة كخط ناري 40 كيلو مترا فقط. وتهدف هذه الخطة الى امرين اولهما واكثرهما اهمية هو فصل الجنوب عن بقية لبنان, بحيث لن يعود بمقدور احد الدخول اليه او الخروج منه الا عبر هذا الشريط الاسرائيلي الجديدة والثاني هو اعادة المهجرين المسيحيين الى منطقة شرقي صيدا الذين يتراوح عددهم مابين 20 و30 الفا. وتؤكد الاوساط ان حوالي 450 شابا من هؤلاء المهجرين وصلوا خلال الشهرين الفائتين الى الحزام الامني من المناطق المسيحية الداخلية ومن البقاع والشمال عبر بواخر نقلت بعضهم من قبرص الى ميناء حيفا كما وصل البعض الآخر عبر مطار تل ابيب. ونسبت تلك الاوساط الى جماعاتها في المنطقة اللبنانية المحتلة ان تنفيذ احدى هذه الخطط الثلاث خلال الاسابيع القليلة المقبلة من شأنه فرض التمديد للرئيس الهراوي مرة ثانية, هذا اذا انتصر (التيار العسكري الاسرائيلي المتخوف من (أخطار) مجيء قائد الجيش العماد لحود رئيسا للبنان في تقديراته للموقف المخالف لتحليلات التيار الآخر القائل بأن وصول هذا الاخير الذي تؤيده الولايات المتحدة كقائد لمؤسسة عسكرية مازالت تشرف على دعمها بالعتاد وبتسيب عدد كبير من ضباطها قد يعجل في تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 425 الداعى الى انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان وانزال قوات دولية في مكانها تسهل بسط سيطرة الجيش اللبناني على تلك المنطقة وتبعد عنها حزب الله وعناصر التنظيمات الاخرى المنضوية تحت لوائه) . ويعتقد قادة هذا التيار الذي يدعمه وزير الدفاع اسحق موردخاي ورئيس الموساد افراييم هاليفي ويعارضه شارون وسكرتير رئيس الحكومة ديفيد بار ايلان ورئيس المخابرات العسكرية (امان) , انه لا توجد الآن ولا في المستقبل المنظور قوة سياسية في بيروت بامكانها السير في تنفيذ القرار ,425 لذلك فان مؤسسة الجيش هي الوحيدة القادرة على الانخراط في هذه العملية لكنها بحاجة الى دعم امريكي قوي يمكن ان يتأمن بشكل من الاشكال برضى سوريا او بغير ر ضاها حسب التطورات الدولية المتسارعة حاليا. ويعتبر هذا التيار العبري العماد اميل لحود (امريكيا اكثر منه سوريا) لانه من رعيل الضباط اللبنانيين الذين حصلوا علومهم وتدريباتهم العسكرية في الولايات المتحدة, وهو لهذا غير بعيد ايضا عن وكالة الاستخبارات المركزية (السي آي إيه) التي لها ضلع كبير في الاشراف على البعثات العسكرية من دول العالم الثالث التي تهم امريكا لمثل هذه الاسباب. باريس - حميد غريافي

Email