وزير شؤون مجلس الوزراء السوداني لـ(البيان): سحب الدبلوماسيين من واشنطن احتجاج لا قطيعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكد وزير شؤون رئاسة مجلس الوزراء السوداني محمد الأمين خليفة ان سحب البعثة الدبلوماسية السودانية من واشنطن لا يعني القطيعة النهائية للعلاقات مع امريكا بقدر ما هو اجراء احتجاجي على عدوانها على مصنع الشفاء للأدوية واضاف ان موقف المعارضة من العدوان يعتبر معادياً للشعب السوداني واكد من جهة اخرى وجود اتصالات بين حكومة الخرطوم وحركة التمرد بزعامة جون قرنق . وأضاف محمد الأمين خليفة في حوار أجرته معه (البيان) امس ان السودان يجدد طلبه بايفاد لجنة تحقيق فنية محايدة يمكن تشكيلها من مجلس الأمن, او حتى من الكونجرس الامريكي, او منظمة الوحدة الافريقية او الجامعة العربية, لان ليس للسودان ما يخفيه حول انتاج مصنع الشفاء غير صناعة الادوية البشرية والبيطرية. وأبان خليفة ان السودان يعزز طلبه, بايفاد لجنة تقصي حقائق, بتعويض سائر المتضررين من جراء العدوان الامريكي على (الشفاء) وسيلجأ الى كافة المحافل الدولية والاقليمية لرد حقوقه وحقوق مواطنيه وسيستخدم كافة السبل القانونية والدبلوماسية والسياسية لتحقيق هذا الهدف. واشار خليفة الى ان السودان يسعى اساساً الى الايفاء بحقوق السودانيين قبل الاعتذار او بعده معتبراً ان الاعتذار اجراء دبلوماسي بينما الايفاء بالحقوق اجراء قانوني وهو الاصل في القضية. ورفض خليفة الربط بين العدوان على (الشفاء) واحتمالات السلام بين الحكومة وحركة قرنق, وقال ان امريكا تدعم الحركة صراحة وفي ضوء النهار وتعترف بذلك, وجون قرنق ايد الضربة الامريكية على (الشفاء) انسجاماً مع الدور المرسوم له في اطار السياسات الامريكية. واوضح خليفة ان الاتصالات بين مسؤولين في الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق ما زالت مستمرة وستتواصل من اجل تحقيق تقدم يضع حداً لمأساة الشعب السوداني وايقاف الحرب خلال اجتماعات نيروبي في نوفمبر المقبل وقال: يقوم بهذه الاتصالات مسؤولون رفيعون من القيادات الجنوبية, وأبان خليفة ان قضية الجنوب قد حلت على المستوى النظري ولم يبق الا الجانب العملي وهي عملية علاقات عامة بين الحكومة السودانية وحركة قرنق. وشن خليفة هجوماً عنيفاً على المعارضة السودانية ووصفها بأنها (عميلة) و(معادية للشعب السوداني) . واشار خليفة الى ان الحكومة لن تتراجع عن اقرار التعددية السياسية من خلال (التوالي السياسي) . واكد خليفة ان علاقات السودان الافريقية لم تتأثر كثيراً بعد العدوان الامريكي بل ازدادت قوة وتحسناً. وحول العلاقات السودانية المصرية قال خليفة: ان ما قاله الرئيس مبارك لدى استقباله زعماء المعارضة يعتبر مشجعاً لتحسن العلاقات وعودتها لطبيعتها, ونحن نعتبر تصريح الرئيس مبارك هو المعبر الرسمي عن الرأي المصري وان كان تصريح الأمين العام للحزب الحاكم في مصر د. يوسف والي جاء مناقضاً لحديث الرئيس مبارك لكنه لا يمثل بالنسبة لنا اي ازعاج واعتبر خليفة ان علاقات البلدين تسير في الطريق السليم لعودتها الى طبيعتها. الخرطوم ـ محمد الاسباط

Email