خلال اجتماع والي بقيادات(التجمع)مصر تجدد تمسكها بوحدة السودان

ت + ت - الحجم الطبيعي

اجتمع مسؤولون حكوميون في مصر علنا لاول مرة مع زعماء المعارضة السودانية في لفتة فسرت من جانبهم على انها تأييد من جانب القاهرة لقضيتهم . وجلس يوسف والي نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة الى جانب محمد عثمان الميرغني زعيم التجمع الوطني الديمقراطي السوداني المعارض اسفل صورة للرئيس المصري حسني مبارك في مقر الحزب الوطني الحاكم في القاهرة حيث جرت المحادثات الليلة قبل الماضية. ورأس والي والميرغني اجتماعا ضم زعماء الاجنحة المشاركة في التجمع وممثلي الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي تخوض ميليشياته حربا اهلية مع الحكومة السودانية في جنوب السودان. ولم يحضر اجتماع القاهرة جون قرنق زعيم الجيش الشعبي كما لم يحضره الصادق المهدي زعيم حزب الامة الذي اوفد ممثلا له. وقال والي في كلمته التي افتتح بها الاجتماع ان مصر تؤيد وحدة السودان ولن تقبل باي تحركات انفصالية. واعرب الميرغني عن تقديره للرئيس المصري لتبنيه الدعوة لعقد الاجتماع وقال ان هذه هي المرة الاولى التي يجتمع فيها التجمع الوطني الديمقراطي على ارض مصر في اشارة واضحة من مصر لشعب السودان لاخراجه من الظروف الصعبة التي يمر بها. وقال فاروق ابو عيسى المتحدث باسم التجمع ان اجتماعات قادة التجمع ستتواصل عدة ايام لوضع استراتيجية سياسية وعسكرية. وجاء اجتماع زعماء المعارضة السودانية في القاهرة بعد التوصل الى اتفاق خلال محادثات جرت الشهر الحالي بين الجيش الشعبي وحكومة الخرطوم لاجراء استفتاء يشرف عليه المجتمع الدولي حول حق تقرير المصير للجنوب. ويحيق بالسودان خطر التقسيم من جراء اطول حرب اهلية شهدتها القارة الافريقية. وانطلاقا من مشاغلها الامنية تسعى مصر الى الحفاظ على وحدة السودان فالتقسيم قد يؤثر على مواردها المائية من مياه النيل. ويسعى التجمع الوطني الى ترسيخ صورته كمدافع عن الوحدة الوطنية. وقال ياسر عرمان المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان للصحفيين ان الاجتماع ناقش دور مصر في مساعدة السودان على (تحقيق الديمقراطية) . واضاف (الحكومة المصرية تعترف رسميا الان بالتجمع الوطني الديمقراطي. هذا يعطينا ثقلا سياسيا كبيرا) . اما مصر فقد ترى الاجتماع والذي يشير ضمنيا الى وجود مكاتب للمعارضة السودانية في القاهرة وسيلة للضغط على الحكومة السودانية التي تبدو غير متلهفة لتطبيع العلاقات بين البلدين. وطلبت مصر من السودان تسليم متشددين فارين واعادة ممتلكات مصرية في السودان استولت عليها حكومة الخرطوم منذ عام 1992 واتهم بيان اصدرته وزارة الخارجية المصرية الشهر الحالي السودان بعدم الوفاء بما تعهد به بشأن القضيتين. وقال دبلوماسي افريقي ان لمصر اسلوبها في التعامل مع حكومة الرئيس السوداني عمر حسن البشير وهو اسلوب لي الذراع واضاف ان هذا الاجتماع يجيء على الارجح داخل هذا الاطار. وسئل والي عن كيفية تماشي تلك اللقاءات مع المعارضة السودانية وتحركات المصالحة بين القاهرة والخرطوم فقال (لا تعليق) . ويقول منصور خالد المستشار السياسي للجيش الشعبي ان هذه اول مرة يعقد فيها اجتماع علني مع (كل قيادات المعارضة السودانية) . وصرح بان ذلك سيعزز مركزهم في الدول العربية قائلا انه سينظر الى المعارضة الان على انها (بديل ممكن) . ورفض دبلوماسي سوداني فكرة ان الاجتماع هو اسلوب ضغط من جانب مصر. واشار الى وصول وزير الري السوداني شريف التهامي الى مصر امس الاول الاربعاء لاجراء محادثات بشأن موارد المياه والتوصل الى اتفاق في نفس اليوم لزيادة عمليات الشحن ونقل الركاب في الخدمة النهرية المشتركة. واضاف قوله ان الخرطوم لا تشعر باي قلق من هذا الاجتماع وتفسره على انه خطوة الى الامام لتعزيز قدرة مصر في عملية تطالب فيها حتى المعارضة بالمصالحة. ــ رويتر

Email