يتصدى للرد على تصريحات طارق عزيز: فشل عدة محاولات لاثناء الصباح عن الاستقالة

ت + ت - الحجم الطبيعي

فشلت عدة محاولات قامت بها فعاليات سياسية كويتية لاثناء الشيخ صباح الاحمد الصباح وزير الخارجية عن استقالته التي تقدم بها إلى امير الكويت امس الاول , فيما تصدى الوزير المستقيل للرد على تصريحات لطارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي بشأن غزو العراق للكويت عام 1990. وتسببت استقالة الصباح التي طلب فيها اعفاءه من جميع مهامه على خلفية خلافات مع الحكومة وصلت ذروتها بدعوة الشيخ أحمد ياسين المرشد الروحي لحركة المقاومة الاسلامية حماس إلى الكويت دون استشارته في صدمة كبيرة للشارع الكويتي. وشهدت الساحة السياسية اتصالات وتحركات مكثفة لاقناع الشيخ صباح بالعدول عن استقالته, ومن ضمن هذه التحركات محاولة رئيس مجلس الامة احمد السعدون وعدد من الوزراء والنواب الالتقاء أو الاتصال بالشيخ صباح الاحمد, الا ان محاولاتهم لم يحالفها التوفيق. في هذه الاثناء تطوعت مصادر عدة مقربة من دوائر صنع القرار لتفسير اسباب استقالة الشيخ صباح من منصبة وتباينت الاسباب وتراوحت بين محاولة وزير الخارجية المخضرم تعزيز موقفه داخل الحكومة, والاحتجاج على زيارة الشيخ احمد ياسين مؤسس حماس إلى الكويت رغما عنه. وحتى صباح امس لم يصدر تأكيد رسمي لاستقالة الشيخ صباح. وقالت الصحف ان الشيخ صباح سلم استقالته الى امير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح امس الاول من دون ان يحضر الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء, مضيفة ان جهودا تبذل لدفعه الى التراجع عن الاستقالة. وقال مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس ان التقليد المتبع في هذه الحالات يقضي ان تقدم الاستقالة الى رئيس الوزراء ولي العهد الشيخ سعد العبد الله الصباح. واضاف المصدر نفسه (ان تقديم الشيخ صباح استقالته الى الامير يمكن ان يكون مدخلا لتسوية الخلافات داخل العائلة الحاكمة. ويبدو ان الشيخ صباح يريد اسماع وجهة نظره للامير وان يتدخل هذا الاخير لاعادة التوازن الى الحكومة) . ونقلت الصحف عن مصادر مطلعة واوساط سياسية قولها ان الشيخ صباح الذي يتولى منصب وزير الخارجية بلا انقطاع تقريبا منذ العام 1963 اشتكى من تدخلات في مجال عمله. وقال المصدر الدبلوماسي ان الشيخ صباح كان يعارض بشدة الزيارة التي قام بها الاسبوع الماضي الى الكويت الشيخ ياسين بدعوة من ولي العهد. واعتبر المصدر نفسه ان زيارة الشيخ ياسين كانت (القشة التي قصمت ظهر البعير) . يشار في هذا الصدد الى ان الشيخ صباح لم يجتمع الى الشيخ ياسين الذي يعارض عملية السلام مع اسرائيل. وقد قامت بابعاد حوالي 300 الف فلسطيني من اراضيها وجمدت علاقاتها بمنظمة التحرير. واضافت المصادر الدبلوماسية ان الشيخ صباح يؤيد عملية التفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين التي بدأت في اوسلو عام 1993 والتي تعارضها حركة حماس بشدة. وقالت الصحف ان من بين اسباب استقالة وزير الخارجية وجود خلافات مع اعضاء في الحكومة حول الاصلاحات الواجب تنفيذها لخفض العجز في الموازنة العامة. وقال المصدر الدبلوماسي ان (زيارة الشيخ ياسين ليست سببا كافيا لاستقالة وزير الخارجية ولكنها طريقة لتعزيز موقفه داخل العائلة الحاكمة) . لكن في هذه الاثناء تناسى الشيخ صباح امر استقالته وانبرى للرد على تصريحات نائب رئيس وزراء العراق طارق عزيز الاخيرة قائلا: ان عزيز حاول فيها القفز على الحقائق وتصوير العدوان العراقي على دولة الكويت بأنه دفاع عن النفس بعد ان اتهم الكويت بما زعمه (التواطؤ في مؤامرة مع الولايات المتحدة) ضد العراق (وان العراق لم يكن لديه نية عدوانية) وقال الشيخ صباح الاحمد في تعقيب على تصريح عزيز الذي بثته اذاعة بغداد نقلا عن حديث له لمجلة (المشاهد) الصادرة في لندن ان ما يبعث على الريبة والاسى ان يدعي طارق عزيز ان الغزو والاحتلال والكوارث التي تلته لم يقترفها النظام العراقي بنية عدوانية. وقال الشيخ صباح الاحمد انه عندما يستطرد طارق عزيز ليتهم دولة الكويت بأنها اشتركت في مؤامرات مع القوى الدولية ضد العراق, فان لنا ان نتساءل: أي مؤامرة وأي تواطؤ, هذا الذي يدعيه المسؤول العراقي؟ ان دولة الكويت حتى شهر يوليو عام 1990 كانت الاقرب إلى العراق, والاكثر تحملا لمسؤولياتها القومية تجاهه حتى فوجئت بتقديم المذكرتين المشئومتين من طارق عزيز للجامعة العربية في يوليو عام 1990 اللتين اتهم فيهما دولة الكويت ودولة الامارات العربية المتحدة بتجاوز حصتيهما من الانتاج النفطي, ثم الاتهام الخاص بحدود حقل الرتقة الكويتي وبعدها نفذت كارثة الغزو في الثاني من اغسطس تحت ذريعة ما اذاعته بغداد من مساندة لثورة مزعومة في دولة الكويت. وتساءل الشيخ صباح الاحمد: هل يريد طارق عزيز ان يشعل فتنة اخرى بهذه الادعاءات المكشوفة للقاصي والداني كما افتعلها في يوليو عام 1990؟ واضاف الشيخ صباح الاحمد اذا كان العراق يتهم دولة الكويت بالتواطؤ في مؤامرة ضده ليكشف ما يثبت ادعاءاته بعد ثماني سنوات من ادانة العالم لجريمة الغزو والاحتلال وما جرته من كوارث على دولة الكويت والعراق. واكد الشيخ صباح الاحمد انه يتعين على العراق الذي يدعي التزامه بالقرارات الدولية وعزمه على الانصياع بها ان يثبت صحة نواياه بانتهاج طريق العقل والمنطق في علاقاته وان يسلك السبل التي تبرهن على استيعابه لعمق الكارثة التي سببها لشعوب المنطقة. وقال الشيخ صباح الاحمد ان الادعاءات الفارغة لا تطمس الحقائق ولا تنطلي على احد ولاسيما ان التاريخ وصم جريمة الاحتلال بالعار. وردا على ما اسماه طارق عزيز بنهج الحكومة الكويتية ضد العراق بأنه سياسة لا وطنية وضد مصلحة الكويت قال الشيخ صباح الاحمد ان على طارق عزيز أن يعي أن دولة الكويت والعالم متفقان على دعوة العراق والزامه بتنفيذ القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن ذات الصلة بعدوانه على دولة الكويت. واكد الشيخ صباح الاحمد أن طارق عزيز ابعد من ان يسدي نصيحة للكويت, فنحن لا نتلقى دروسا في الاخلاق الوطنية ممن دانتهم القرارات والقوانين الدولية. الكويت ـ أنور الياسين

Email