تقارير البيان: 28 الجاري موعدا مرتقبا للقمة المؤجلة، ادارة كلينتون تلعق (جراح الفشل) نتانياهو يستقوي باللوبي اليهودي

ت + ت - الحجم الطبيعي

التقى مبعوث السلام الامريكي الخاص الى الشرق الاوسط دنيس روس الرئيس الامريكي بيل كلينتون ووزيرة خارجيته مادلين أولبرايت واطلعهما على فشل مساعيه الأخيرة لاقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بحضور قمة واشنطن التي كان مقررا لها أن تعقد أمس الاول. ومن غير الواضح ماهية الخطوات التي ستتخذها الولايات المتحدة ازاء موقف التعنت الجديد لرئيس الوزراء الاسرائيلي. الا أن المسؤولين الامريكيين, الذي اضطروا في وقت لاحق الجمعة الماضية الى لعق جراحهم والاعتراف بأن قمة واشنطن لن تعقد الاثنين بعد وصولهم التقارير الأولية عن اجتماعات روس مع نتانياهو, يقولون الآن ان الرئيس مستعد لمنح رئيس الوزراء الاسرائيلي مهلة اضافية. غير أن هؤلاء يؤكدون ان (ما نتحدث عنه هو أيام, وليس أسابيع أو أشهر) . وترجح مصادر في البيت الابيض ان يتم عقد اللقاء المرتقب الآن في الثامن والعشرين من مايو الجاري اذا لم تطرأ عقبات جديدة. وكانت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين أولبرايت هددت في ختام اجتماعاتها الى نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية عرفات يوم الثلاثاء الماضي بأن واشنطن ستكون مضطرة الى (اعادة النظر في دورها في عملية السلام العربية الاسرائيلية وتبني نهج جديد) اذا لم يتم التوصل الى اختراق جديد في المفاوضات يسمح باستئنافها. وقالت بعد ذلك في مقابلة مع احدى شبكات التلفزيون الامريكي ان الادارة (ستكون لديها خطة) للتعامل مع هذه القضية بعد ذلك. ويقول المراقبون ان اولبرايت قد استخدمت مرتين (السلاح الثقيل لديها, وهو اشراك كلينتون مباشرة في المفاوضات مع الفلسطينيين والاسرائيليين من أجل استخدام مركزه الضاغط للتوصل الى اتفاق, وفشلت في ذلك في المرتين. ويقولون ايضا ان كبار مسؤولي الادارة, وفي مقدمهم الرئيس كلينتون ونائبه آل جور ووزيرة الخارجية أولبرايت ومنسق عملية السلام روس, قد استثمروا في العشرة أيام الماضية الكثير من الوقت, و(رأس المال) السياسي في محاولات اقناع نتانياهو بالتخلي عن رفضه للأفكار الامريكية, ولكن من دون جدوى. بل ان بعض هؤلاء المراقبين يشيرون الى ان الجدوى الوحيدة هي اغضاب بعض مؤيدي نتانياهو في الولايات المتحدة واسرائيل. الا أنه لا أولبرايت ولا أيا من مسؤولي الادارة الآخرين أشاروا الى ماهية ما ستكون عليه الخطة الامريكية او الخيارات التي تدرسها. وكانت الادارة قد هددت في وقت سابق بأنها ستلجأ الى (رفع عيار) الضغط على نتانياهو علنيا عبر الاعلان عن الافكار المقترحة والتأكيد على أنها لا تسيىء الى أمن اسرائيل كما يتعذر نتانياهو, وان الحكومة الاسرائيلية السابقة كانت متسعدة للتخلي عن نسبة اكبر بكثير من الأرض للفلسطينيين دون ان تضر بأمن اسرائيل. كما تريد الادارة ان تفرج عن معلومات استخبارية للجيش الاسرائيلي تشير الى أن المحللين العسكريين الاسرائيليين وخبراء الأمن لا يتفقون مع ادعاءات نتانياهو بأن الانسحاب حسب الافكار الامريكية يضر بأمن اسرائيل. وتقول مصادر مطلعة على تفكير البيت الابيض وكلينتون شخصيا ان الادارة باتت تشاطر الفلسطينيين القناعة بأن استراتيجية نتانياهو هي مجرد (كسب الوقت والمراوغة من دون الزام نفسه بالتوصل الى اي اتفاق يقضي بمزيد من انسحابات اسرائيلية مهمة من الاراضي الفلسطينية) ., وسبب ذلك كما يعتقدون الآن, هو أنه سيواصل في هذه الفترة سياسة قضم الاراضي الفلسطينية وتوسيع المستوطنات عليها, وذلك من اجل تحسين شروطه التفاوضية في المرحلة النهائية بعد أن يكون (خلق حقائق جديدة على الأرض يبدأ في مفاوضة الفلسطينيين عليها اولا لانتزاع تنازلات منهم مقابلها) . لكن البيت الابيض, كما تقول هذه المصادر, بات مستعدا لتصعيد مواجهته مع نتانياهو, وان يعرب مسؤولوه عن استعداد (لقطع الميل الأخير) مع نتانياهو. وتقول ان الرئيس كلينتون يستعد للسماح لوزيرة خارجيته مادلين أولبرايت بالقاء خطاب بارز وصريح في وقت لاحق هذا الشهر تشرح فيه الجهود الأمريكية التي بذلت في الاشهر الثمانية عشر الماضية, وتشير بدون لبس الى أن نتانياهو هو المسؤول عن ايصال العملية السلمية الى مرحلة الجمود الخطر التي وصلتها. وتضيف هذه المصادر ان نائب الرئيس الامريكي آل جور, الذي شارك هو الآخر في عملية التفاوض مع نتانياهو مباشرة ووصل الى قناعة بقية أركان الادارة, مستعد للمغامرة, بالضغط على نتانياهو بعد أن اطلع بنفسه على موقف نتانياهو المتصلب والاخطار التي قد تنجم عنها لامن واستقرار المنطقة وما قد يلحق نتيجة ذلك من اخطار بالمصالح الامريكية الحيوية فيها. ومايزيد من استعداد كلينتون للتصعيد مع نتانياهو هو استطلاع للرأي أجري مؤخرا على الامريكيين اليهود, وأظهر ان الغالبية الساحقة منهم تؤيد النهج الذي تستخدمه الادارة في حمل نتانياهو على تنفيذ استحقاقات العملية السلمية, وفضلا عن ذلك فان استطلاعا آخر أظهر ان كلينتون يتمتع بشعبية عالية حتى في اسرائيل نفسها, وهو ما يسمح لكلينتون بتصعيد المواجهة مع نتانياهو دون المقامرة بخسارة الكثير. بل يشير هؤلاء المراقبون الى أن الدلائل تشير الى أن نتانياهو هو الذي سيخسر في هذه المواجهة بسبب تحويله الى مسؤول لا عن تدمير عملية السلام فحسب, بل والعلاقة الأهم بين اسرائيل والولايات المتحدة. جدير بالذكر ان نتانياهو سيبدأ اليوم جولة تستغرق خمسة أيام على الولايات المتحدة للمشاركة في مؤتمر اللجنة الامريكية الاسرائيلية للشؤون العامة (ايباك), الذي سيكون مؤتمرا متميزا هذا العام بسبب الخلاف المتصاعد بين تل أبيب وواشنطن, ويتوقع مسؤولو الادارة ان يستغل نتانياهو هذه الجولة لترسيخ التأييد الذي يتمتع به في الكونجرس الامريكي وبين اوساط اليمين المسيحي واليهودي الامريكي. ولكن الادارة الامريكية, كما تقول مصادر البيت الابيض, لن (تقف مكتوفة الايدي وسترد اذا ما هوجمت بعنف) كما قال احد هذه المصادر. وأردف هذا المصدر بأن الادارة تدرك جيدا أنه في كل مرة حصل فيها خلاف بين الرئيس الامريكي وحكومة أجنبية, بغض النظر عن هذه الحكومة, فإن الشعب الامريكي يعود للالتفاف في نهاية المطاف حول الرئيس. واشنطن ـ مهند عطا الله

Email