رئيس الوزراء الاسرائيلي يطالب الفلسطينيين بـمرونة: بلير واولبرايت عقدا محادثات منفصلة مع عرفات ونتانياهو

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط اجواء خيم عليها التشاؤم من قبل جميع الاطراف, بدأت في لندن صباح امس المحادثات التي تهدف الى احياء عملية السلام المتوقفة في الشرق الاوسط باجتماع عقده رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو, تلا اجتماع بلير مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات . وفي وقت لاحق من بعد ظهر امس اجتمعت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت مع كل من نتانياهو وعرفات. وفيما اعلن الرئيس الفلسطيني عقب محادثاته مع بلير عدم تحقيق تقدم نحو تحريك المفاوضات, ادعى نتانياهو ان الدور قد جاء على الفلسطينيين في بذل (الجهود) . واجتمع نتانياهو فى مقر رئاسة مجلس الوزراء البريطانى امس الى بلير. وفى الوقت الذى اجتمع فيه نتانياهو مع بلير على فطور عمل فى 10 داوننج ستريت تجمهرت مجموعة من الناشطين فى حركة اسرائيلية للسلام تطالب بحدوث تقدم فى المحادثات. وكان نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات قد وصلا الى العاصمة البريطانية الليلة قبل الماضية لاجراء محادثات كل على حدة مع وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت. وفي تصريحات عقب اللقاء اعتبر نتانياهو انه جاء دور الفلسطينيين في (بذل الجهود) واظهار (مرونة) . وقال نتانياهو قد تجاوزنا الحدود التي رسمناها والان جاء دور الفلسطينيين في بذل الجهود) . وتابع بحثنا مع رئيس الوزراء بلير (الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي) في الامكانات المتوفرة لتحقيق تقدم. على كل طرف وليس فقط اسرائيل ان يظهر المرونة وبهذا الشرط فقط يمكن ان نحرز تقدما. ورفض نتانياهو الخوض في التفاصيل الا انه اكد ضرورة بذل الجهود من الجوانب كافة وليس من الجانب الاسرائيلي فقط. وقال (تقدمنا ميلا اضافيا ونحن الان ما وراء الميل الاضافي ولكن نريد جهودا مماثلة من الفلسطينيين) . وردا على سؤال حول الاجتماع الذي عقده مع بلير واستمر اكثر من ساعة افاد ان الاجتماع تطرق الى العلاقات البريطانية الاسرائيلية التي وصفها بانها (في قمتها ولم تكن في حال احسن من ذلك) . وكان متحدث باسم نتانياهو اكد امس ان اسرائيل ليست مستعدة للموافقة على اي انسحاب من الضفة الغربية يفوق الـ9% لانه قد يحمل مخاطر على امنها. وقال ديفيد بار ايلان في حديث الى هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) قبيل بدء محادثات لندن لقد حاولنا ان نبدي مرونة قدر الامكان فيما يتعلق بمدى الانسحاب (...) واقترحنا رقم ال9% (...) لان اي رقم اعلى سيشكل خطرا على امن البلاد لا يمكن ان نقبل به. وجاء كلام المتحدث الاسرائيلي تعليقا على معلومات نشرتها صحيفة هاآرتز امس الاثنين عن موافقة نتانياهو على انسحاب يصل الى 11% خلال محادثاته مع نائب الرئيس الاميركي آل جور الجمعة الماضي. وابدى بار ايلان حذرا حول فرص احراز تقدم خلال لقاءات لندن. وقال اعتقد انه من المبالغ فيه توقع تقدم حاسم في المرحلة الراهنة. واضاف ستكون هناك عقبات وصعوبات كثيرة وكذلك شعور بالاحباط. واعتقد انه ان استطعنا تحقيق تقدم فسيكون ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح. وتابع اذا علقنا آمالا كبيرة سنصاب بخيبة امل. واستقبل بلير عرفات عقب لقائه مع نتانياهو قرابة الساعة العاشرة صباحا بتوقيت جرينتش. لا تقدم واعلن عرفات اثر لقائه بلير انه لم يتم حتى الان تحقيق اي تقدم نحو تحريك المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية. وحمل عرفات رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو مسؤولية الفوضى التي ستحصل في منطقة الشرق الاوسط في حال فشل مفاوضات لندن. وردا على سؤال حول حصول اي تقدم لحلحلة عقدة الانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية قال عرفات امام مقر رئاسة الحكومة البريطانية حتى الان ليس هناك اي تقدم. والامر يتعلق بنتانياهو. فاذا كان مهتما او حريصا حقا على انقاذ عملية السلام فهذا هو الوقت المناسب لكي يقدم جوابا ايجابيا على الافكارالامريكية. وتابع عرفات وهو متجهم الوجه يجب ان يكون معروفا ان كل الاحتمالات مفتوحة امامنا اذا فشلت جهود انقاذ عملية السلام, وعلى نتانياهو ان يتحمل مسؤولية الفوضى التي ستحصل في المنطقة في حال فشل لقاءات لندن. واعتبر عرفات لقاءه وبلير ايجابيا ومهما وشكر رئيس الحكومة البريطانية على اهتمامه من اجل حماية عملية السلام خاصة امام الموقف الاسرائيلي المتعنت موضحا انهما اتفقا على متابعة الاتصالات. وتابع عرفات نحن متمسكون بالمبادرة الامريكية رغم انها اقل بكثير من حقوقنا ونحترم التزاماتنا التي وقعنا عليها. ورأى عرفات ان استمرار الاسرائيليين في عملية الاستيطان بما في ذلك في القدس وبيت لحم سيؤدي الى تدمير عملية السلام. وردا على سؤال حول مطالب نتانياهو من ضمانات لامن اسرائيل وتعديل للميثاق الوطني الفلسطيني قال عرفات يبدو ان نتانياهو غير متابع للتطورات في الشرق الاوسط. واعتبر ان منظمة التحرير الفلسطينية اوفت بالتزاماتها حسب الاتفاقيات في الاجتماع الذي عقده المجلس الوطني الفلسطيني في ابريل 1996 في غزة مضيفا وقد ارسلنا رسالة حول الموضوع الى الرئيس الامريكي بيل كلينتون والى الاتحاد الاوروبي ورئيس الحكومة الاسرائيلية آنذاك شيمون بيريز الذين قبلوا وعبروا عن احترامهم للالتزام الذي قمنا به. وكان المجلس الوطني الفلسطيني في اجتماعه هذا الغى بعض المواد الواردة في الميثاق الوطني الفلسطيني وعدل اخرى لا تعترف بوجود دولة اسرائيل. مبادرة مكتوبة وفي اطار الاجتماعات الهادفة لتحريك عملية السلام استقبلت اولبرايت ونتانياهو امس حيث اجريا محادثات حول سبل ازالة الجمود الذي يكتنف عملية السلام في الشرق الاوسط. وابتسمت اولبرايت نتانياهو وتصافحا امام عدسات المصورين بداية الاجتماع في فندق جروفينور هاوس في لندن حيث يقيم الزعيم الاسرائيلي. واجتمعت اولبرايت مع الرئيس الفلسطيني بعد محادثاتها مع نتانياهو. وفي تصريح لوكالة فرانس برس اكد وزير التخطيط والتعاون الدولي في السلطة الفلسطينية نبيل شعث ان (الموقف الفلسطيني في لقاء امس بين عرفات واولبرايت تركز على مطالبة الادارة الامريكية بطرح خطتها رسميا وبشكل مكتوب مشددا على ان السلطة الفلسطينية لن تقبل بأقل مما طرح عليها والذي يقل كثيرا عن الحد الادنى للمطالب الفلسطينية) . واضاف شعث ان (الادارة الامريكية اكدت لنا خلال اللقاءات التي جرت مؤخرا انهم ملتزمون بالافكار التي طرحوها وانهم سيستمرون في العمل على اقناع الحكومة الاسرائيلية بها) . وكان عرفات صرح لدى وصوله لندن عند نزوله من الطائرة عما اذا كان يتوقع تحقيق تقدم خلال اللقاءات بأن هذا يعتمد على الموقف الذي سيتخذه نتانياهو وعلى ما اذا كان سيوافق على المبادرة الامريكية. واعتبر عرفات ان المشكلة تكمن في ان (نتانياهو ليس مستعدا لقبول تنفيذ الاتفاقات التي وقع عليها بشكل دقيق وامين. واضاف نحن قبلنا الحد الادنى من الادنى مما نصت عليه الاتفاقيات وذلك دعما للجهد الذي تبذله الادارة الامريكية وتقديرا للجهود التي يبذلها (الرئيس الامريكي بيل) كلينتون من اجل انقاذ عملية السلام. ضغط امريكي وعززت تصريحات الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي اجواء التشاؤم التي خيمت على المحادثات والتي سادت قبل انعقادها. وكان جيمس روبين المتحدث باسم وزيرة الخارجية الامريكية اعرب امس الاول عن عدم تفاؤله ازاء امكانية احراز تقدم من هذه المباحثات. وقال جيمس روبين في تصريحات بأولان باتار (منغوليا) أن أولبرايت ليس لديها سبب يدعوها الى الاعتقاد بأنها سوف تتمكن من سد الفجوات فيما بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز امس الاول (أن مادلين أولبرايت التي كانت في جولة بأسيا تحدثت ليلة الجمعة الماضية مع نائب الرئيس الامريكي آل جور أثناء وجوده في اسرائيل للاحتفال بمرور 50 سنة على انشائها وكانت علي اتصال يومي مع المبعوث الامريكي دينس روس الذي كان يتحدث مع كل من رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقال جيمس روبين أن هناك مخاطر جادة اذا لم نعيد عملية السلام الى مسارها وقالت التايمز أن تصريح جيمس روبين كان أكثر تصريحاته تشاؤما قبل عقد الاجتماعات المنفصلة بين أولبرايت وكل من نتانياهو وعرفات في لندن في محاولة أخرى من واشنطن لاحياء محادثات السلام بعد 14 شهرا من الجمود. وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أنه بينما كانت واشنطن تحاول أن تقلل من توقعات اجتماع لندن كان تصريح جيمس روبين بمثابة محاولة لزيادة الضغط على كلا الطرفين وبصفة خاصة نتانياهو لقبول المقترحات الوسط (الامريكية) والتي تدعو الى أن تنسحب القوات الاسرائيلية من 1ر13 في المائة من الضفة الغربية خلال ثلاثة أشهر مقابل خطوات محددة من جانب الفلسطينيين لزيادة مكافحتهم للارهاب بالتعاون مع اسرائيل. وطبقا للخطة الامريكية يبدأ الطرفان بعد ثلاثة أشهر محادثات التسوية النهائية وتشمل الحدود النهائية ووضع القدس من جملة قضايا أخرى تنتظر الحل. لكن نتانياهو وبعض وزرائه يصرون على انسحاب أصغر بحجة التمسك بأمن اسرائيل وهذه الانسحابات هي جزء من اتفاقات أوسلو التي وقعها الطرفان في 1993 و 1995 وأعيد التأكيد عليها في اتفاقات الخليل في يناير 1997. وكان بعض المسؤولين الامريكيين يتحدثون بنبرة أكثر تفاولا الى حد ما في الاسبوع الماضي لكن زيارة دينس روس للمنطقة لم تتمخض بشكل قاطع عن العناصر اللازمة لاحراز تقدم وقد تعزز هذا الاحساس بعد محادثات آل جور مع نتانياهو في القدس. وقال مسوول أمريكي كبحر استنادا الي تقارير روس وأل جور أنه من الواضح أننا لا نشعر بأي تفاؤل جديد. وكانت ادارة كلينتون قد هددت باعلان خطتها وتقييمها للفجوات المتبقية ولكن نتانياهو شن حملة لمنع واشنطن من اتخاذ هذه الخطوة ومن ثم قام 81 عضوا بمجلس الشيوخ بتوقيع رسالة تحث الرئيس كلينتون على الامتناع عن اعلان مقترحاته حتى لا يضطر نتانياهو الى فضها. ويقول المسؤولون الامريكيون أنهم لا يريدون الدخول في مواجهة علنية مع نتانياهو لكن واشنطن لا تستطيع أن تستمر في موقفها اذا كانت النتيجة زيادة جمود عملية السلام. وسعى كبار المسؤولين الاسرائيليين الى تحويل الانتباه عن الخلاف الاساسي المتعلق بالمرحلة الثانية من اعادة الانتشار في الضفة الغربية قائلين انهم يأملون ان ترسم محادثات لندن مسارا دبلوماسيا شاملا لعملية السلام حتى اواسط عام 1999 وهو الموعد الذي هدد عرفات بان يعلن فيه قيام دولة فلسطينية مستقلة ما لم تنفذ اتفاقات السلام الانتقالية. وابلغ داني نافيه امين مجلس الوزراء الاسرائيلي الصحفيين (حتى يمكن تحقيق النجاح بحيث لا نشهد بعد شهر او شهرين ازمة اخرى مع الفلسطينيين علينا ان نعرف الصورة باكملها لا مجرد التركيز فحسب على المرحلة الثانية من اعادة الانتشار) . ويقول المسؤولون انه وفقا لهذا المنهاج سيتم التخلي عن خطط المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار المقرر تنفيذها بحلول اواسط العام الحالي والشروع في مفاوضات الوضع النهائي. ــ الوكالات

Email